عروبة الإخباري –
ناقشت جلسة حوارية أقيمت ضمن البرنامج الثقافي للدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، موضوع “الذكاء الاصطناعي وأثره على أدب الطفل” بمشاركة الكاتب والناشر الكويتي محمد شاكر جراغ، والناشرة الإماراتية اليازية خليفة السويدي.
واستعرض شاكر تجربته في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال كتاب الطفل، مبيناً أن البداية كانت حين قرأ عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاستشارات القانونية الدقيقة فأدرك أن هناك شيئاً ما يتطور في هذا المجال، وبدأ يهتم بالأمر على مستوى مجاله، وشكل فريقاً من 25 شخصاً عكفوا لمدة عام ونصف العام على دراسة الذكاء الاصطناعي في مجال النشر للأطفال، ودوره في جميع مراحل هذه العملية من تحرير النص إلى الرسومات إلى الإخراج والصف الضوئي وحتى الطباعة والتسويق، وخرجوا بدراسة من 200 صفحة قدموها لملتقى ناشري كتب الأطفال، أوضحوا فيها الجوانب المشرقة لهذه التطبيقات في مجال النشر للأطفال، ومنها اختصار الوقت والجهد، والدقة.
وقال شاكر إن تأليف كتاب للطفل عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد لا يستغرق سوى عشر دقائق، من خلال أسئلة توجيهية لتجويد النص، وإن العملية برمتها حتى مراحل الطباعة قد تستغرق ساعتين، والطباعة نفسها دخلت هذا المجال، فهناك مطابع تطبع في الساعة الواحدة 150 كتاباً مع التغليف والتجليد وبجودة عالية، ما يعني أننا يمكن أن ننتج كتاباً وبـ3500 نسخة خلال 24 ساعة فقط، وهو أمر مستحيل وفق ما هو معتمد حالياً، حيث قد يستغرق إنتاج كتاب للطفل نصف شهر أو أكثر، من التأليف إلى الرسم إلى الإخراج والتدقيق، والطباعة.
بدورها، تحدثت الدكتورة اليازية خليفة عن تجارب استخدام تطبيق “التشات جي بي تي” في الكتابة، وملاحظاتها حوله، مبينة أن العنصر البشري يبقى الأهم في العملية الإبداعية برمتها، فهذه التطبيقات تولد الأفكار من بيانات تراكمية مختزنة، وليست عملية خلق كما يفعل الكاتب، الذي بإمكانه استثمار هذه التطبيقات ولكن ليس بشكل كامل، مبينة أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل لبعض الفئات الخاصة من الأطفال، كالمصابين بالتوحد أو من ذوي الإعاقات البصرية والحركية، لدقته الكبيرة في تحديد وفرز تدرجات الألوان وأشكال اللمس المناسبة.
وأكدت أن العنصر البشري يبقى هو الأهم في مجالات أخرى، فعملية إنتاج الكتب تشمل وضع الفكرة مع ضمان أصالتها، ومراحل التدقيق والتحرير اللغوي، لأن التطبيقات قد تغفل عن بعض الهنات، ويبقى التسويق أهم نقطة لصالح التطبيقات لقدرتها الكبيرة على قراءة الخوارزميات الشبكية وتفضيلات المستهلك”.