عروبة الإخباري –
قال مسؤول كبير في حركة فتح إن المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين أمهلوا الجماعات الإسلامية المتشددة في مخيم عين الحلوة حتى نهاية الشهر لتسليم المتهمين بقتل اللواء العسكري محمد العرموشي.
ويسود هدوء هش إلى حد كبير في المخيم منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد أن توصلت الأطراف المتحاربة إلى أحدث اتفاق في سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار. وجاء ذلك بعد أسبوع من القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا وإصابة ونزوح المئات.
وسافر مسؤولون كبار من حركتي فتح وحماس إلى لبنان في محاولة للتفاوض على إنهاء الاشتباكات.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس إنه “متفائل بشأن التوصل إلى حل”. لكنه أضاف أنه إذا لم يتم تسليم المتهمين بحلول نهاية الشهر فإن “كل الاحتمالات مفتوحة”.
وقال الأحمد إن فتح لا تعارض دخول الجيش اللبناني إلى المخيم للقيام بعملية ضد المتشددين إذا لم يتم تسليم المتهمين بقتل العرموشي.
وتفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون الخميس لواء المشاة الأول، المنتشر في محيط المخيم، حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب في صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة.
تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون لواء المشاة الأول حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ٢/١#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy https://t.co/fu5jKjYThS pic.twitter.com/7qnq58NaIi
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) September 14, 2023
ووقفت حماس، التي تحكم غزة، رسميا على الحياد في الاشتباكات بين فتح وعدد من الجماعات الإسلامية المتطرفة في المخيم، لكن الأحمد اتهم أعضاء حماس بحمل السلاح ضد فتح “في بعض مناطق القتال”، وهو ما نفته حماس.
وقال موسى أبومرزوق، المسؤول الكبير في حماس، الذي التقى الأسبوع الماضي مع مسؤولين لبنانيين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية لمحاولة التوصل إلى تسوية لإنهاء الاشتباكات، “لم نشارك في إطلاق النار على الجميع”، لافتا إلى أنه “كانت هناك جهود مستمرة” من قبل حماس للتوسط في “اتفاق وقف إطلاق النار بأي شكل من الأشكال”.
وقال “من الواضح أن الاشتباكات لا تجعل أحدا يسلّم أحدا (…) ولا أحد يرغب في تسليم نفسه في ظل الحرب”. ونفى المتحدث باسم حماس في لبنان وليد الكيلاني تحديد موعد نهائي لتسليم القتلة.
وأضاف أن “ما تم الاتفاق عليه سيكون تشكيل قوة أمنية مشتركة تضم كافة الفصائل الفلسطينية” لتنفيذ عملية تسليم المطلوبين من الجانبين.
واتهمت كل من فتح وحماس قوى خارجية بإذكاء العنف في المخيم، الذي يؤوي أكثر من 50 ألف شخص، في محاولة لإضعاف القضية الفلسطينية. ووصف أبومرزوق ما يجري من تصعيد بأنه جزء من “مؤامرة على الشتات الفلسطيني”، في حين قال الأحمد إن مقتل العرموشي “ليس مجرد قضية اغتيال، بل قضية محاولة إزالة مخيم عين الحلوة”.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) الجمعة أن 18 شخصا قتلوا وأصيب 140 آخرون في الجولة الأخيرة من الاشتباكات التي اندلعت في 7 سبتمبر.
وكان ما يقرب من 1000 شخص نزحوا بسبب القتال يقيمون في ملاجئ الطوارئ التي أنشأتها الأونروا بينما كان مئات آخرون يقيمون في مواقع أخرى، بما في ذلك مسجد قريب وفي ساحة مبنى بلدية مدينة صيدا المتاخمة للمخيم، أو مع الأقارب.
وفي وقت سابق من هذا الصيف اندلعت معارك في الشوارع لعدة أيام في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والجماعات الإسلامية المسلحة بعد أن أطلق مهاجمون النار على العرموشي وأربعة من رفاقه في 30 يوليو.
ويبدو أن عملية الاغتيال كانت بمثابة عمل انتقامي بعد أن أطلق مسلح مجهول النار على المتشدد الإسلامي محمود خليل، مما أدى إلى مقتل رفيق له بدلاً من ذلك.
وخلفت معارك الشوارع تلك ما لا يقل عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، وأجبرت المئات على الفرار من منازلهم.