عروبة الإخباري –
الغد – نادية سعد الدين –
في تصعيد خطير للمستوطنين المتطرفين بأول أيام إحياء أعيادهم المزعومة؛ اندلعت مواجهات عنيفة أمس بالمسجد الأقصى المبارك مع الفلسطينيين الذين تصدوا لاقتحامهم الجماعي لباحات المسجد من أجل حمايته والدفاع عنه، في ظل دعوات فلسطينية كثيفة لمواصلة الاحتشاد الواسع خلال الأيام المقبلة.
واعتدى المستوطنون على المصلين بحماية قوات الاحتلال وحاولوا إخراجهم بالقوة من المسجد الأقصى، وذلك لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، يتقدمهم المتطرف يهودا غليك، للمسجد، من جهة “باب المغاربة” بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، استجابة لدعوات ما يسمى “جماعات الهيكل” المزعوم، بمناسبة ما يسمى “رأس السنة العبرية” المزعومة.
ونفخ مستوطن بالبوق قرب باب السلسلة، أحد أبواب الأقصى من الجهة الخارجية، بحراسة قوات الاحتلال، وتصدى المرابطون للمستوطن، وتعالت أصوات التكبيرات خلال نفخه بالبوق، فيما قامت قوات الاحتلال بإبعاد المرابطين عن المستوطن.
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي قامت بتفريغ ساحات المسجد الأقصى من المصلين الفلسطينيين، لتأمين اقتحامات المستوطنين، كما واصلت التضييق على دخول الفلسطينيين للمسجد والحد من تنقلهم في ساحات الحرم.
وانتشر مئات عناصر الشرطة وقوات الاحتلال خارج وداخل المسجد الأقصى المبارك لتمهيد الاقتحامات وحماية المستوطنين، في الوقت الذي ضيقت تلك القوات على المصلين الفلسطينيين ومنعت منهم دون الـ 50 عاما من الدخول إليه للصلاة، وسط استنفار أمني في باحاته وعند أبوابه الخارجية.
وعملت شرطة الاحتلال على تفريغ ساحات المسجد الأقصى من الفلسطينيين، حيث قامت بإخراج العشرات من الفلسطينيين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شابين من باحات “الأقصى”، وذلك تزامنا مع اقتحام المستوطنين للمسجد بمناسبة ما يسمى “رأس السنة العبرية”.
وأفادت “دائرة الأوقاف” بأن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، وقاموا بجولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا شعائر تلمودية في الجهة الشرقية من الساحات وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
واعتدت قوات الاحتلال، على المرابطين والطواقم الصحفية خلال تواجدهم عند باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى من الجهة الخارجية، وقام عشرات الجنود بضرب المتواجدين ودفعهم لإبعادهم بالقوة عن محيط باب السلسلة، مما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين منهم كبار في السن.
وأكد المرابطون على ثباتهم في أقرب نقطة للأقصى، رغم منعهم من الدخول او تسليمهم قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، ودعا الفلسطينيون للحشد الواسع بالقدس وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين خلال الأعياد اليهودية والتي بدأت أمس الأحد.
يأتي ذلك، فيما تتحضر “منظمات الهيكل” المزعوم وتواصل حشد أنصارها من المستوطنين لتنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية في شهر أيلول (سبتمبر) الحالي، وشهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
يشار إلى أن فترة الأعياد اليهودية تتزامن مع إجراءات أمنية مشددة في القدس المحتلة، تتمثل بانتشار مكثف لشرطة الاحتلال، في البلدة القديمة، ومحيط المسجد الأقصى، لتأمين الاقتحامات، وخشية من تصعيد الأوضاع، وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال والمستوطنين في المدينة.
وقالت حركة “حماس” إن “الشعب الفلسطيني موحد في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ومواجهة العدوان”.
وأكد الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، أن “اقتحامات المستوطنين للأقصى تمثل استمرارا للعدوان وتغولا على المسجد، وهي بمثابة أعمال تدنيسية يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس”، مؤكدا أن “المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال”.
وشدد على أن “الاستمرار في العدوان على الأقصى سيقابله الشعب الفلسطيني برباط وثبات رغم العوائق التي يضعها الاحتلال لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، ولن يترك الأقصى وحيدا”، مشيرا إلى أن “تكرار الاعتداء على الأقصى لا يمكن بحال من الأحوال أن يصبح عادة طبيعية”.
من جهتها، حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من أن استمرار استهداف مدينة القدس والمسجد الأقصى سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاحتلال، مؤكدة أن هذه الاعتداءات والاستفزازات، وتصاعد الهجمة ضد الفلسطينيين في عموم الأرض المحتلة، لن تثنيهم عن خوض معركتهم اليومية لمواجهة الكيان المتطرف الذي يسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
كما دعا خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، إلى “شد الرحال إلى المسجد والرباط فيه، لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين خلال الأعياد اليهودية”.
وقال الشيخ صبري إن الاحتلال “يفقد صوابه حينما يرى جموع المصلين تزحف للأقصى”، معتبرا أن “البطش المتكرر بالمقدسيين دليل واضح على إفلاس الاحتلال وضعفه وجبنه”.
ولفت إلى أن “وجود المرابطين مهم لكسر إرادة المحتل ولإفشال مخططات المستوطنين وأطماعهم بالمسجد المبارك”، محملا شرطة الاحتلال كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة عن السماح للمستوطنين بتدنيس الأقصى.