لأول مرة منذ تاريخ الإحتلال يقتحم الجنود الصهاينة المسجد الأقصى خلال أداء الصلاة ، ونتحدث الآن عن صلاة التراويح .
كانت الاقتحامات ، قبل ليلة الأربعاء – الخميس تتم بالتنكيل بالمصلين عقب انتهاء صلاتهم ، أو خلال تواجدهم داخل الحرم القدسي في انتظارها ، أما أن تبلغ العنجهية درجة قطع الصلاة بعشرات الجنود المدججين بالسلاح والدخول للأقصى بالبساطير والقنابل والرصاص وخلال أداء الصلاة ، فإن هذا سابقة بحد ذاتها كان لها ما بعدها كما رأينا .
بدأ الأقتحام منذ ليلة الثلاثاء – الأربعاء عندما أصيب أكثر من 200 فلسطيني في اعتداء مشابه وبدون اي مبرر ولا اي سبب ، اللهم سوى تنفيذ أوامر بن غفير الذي يشغل منصب وزير الأمن ، ومنصب وزير الأمن في اسرائيل يعني أنه مسؤول عن الاقصى والسجون وحرس الحرود وكل ما يتعلق بالشأن الأمني الداخلي ، وكما يبدو ، فإن هناك اتفاقا تم ابرامه مع نتنياهو ، جرى بموجبه توزيع الأدوار : حيث يعلن نتنياهو حفاظ حكومته على الوضع الراهن ، من أجل بيع ذلك خارجيا ، وفي نفس الوقت ، يقوم بن غفير بقطع صلاة التراويح والتنكيل بالمصلين أثناء أداء الصلاة .
هو اقتحام ترجم ما قاله أحد زعماء الصهيونية الدينية من المشاركين في الحكومة حينما أكد بأن : ما حدث في العقبة يبقى في العقبة وما حدث في شرم الشيخ يبقى في شرم الشيخ .
الرد الفلسطيني لم يتأخر في أريحا وفي قلب تل ابيب ، ومن قبله من غزة ومن جنوب لبنان ، وعبر مظاهرات في فلسطين الخط الأخضر ، وعندما حمي الوطيس طأطأ نتيناهو رأسه وبدأ يبحث عن تهدئة ، سرعان ما تنقلب الى تصعيد خطير قد تنقدح شرارته في اي لحظة . .
الهدف الصهيوني من كل ما جرى معروف ولا يجادل فيه سوى الجاهل أو الغبي أو المضلل : وهو ترسيخ أن القدس هي عاصمة اسرائيل الأبدية وأن التقسيم المكاني والزماني بات أقرب مما يعتقده منظرو التخذيل وحاملو المباخر لولا يقظة المقدسيين وهذا الشعب الجبار الذي يحمل عن الأمة بأسرها أثقالا تنوء بها الجبال .
ولا نجد بأسا في أن نختم بـ ” نكتة ” يرددها الاعلام الرسمي العربي والمسؤولون الفلسطينيون وغيرهم ، وهو أنهم يطالبون بالحفاظ على ” الوضع الراهن ” !!! ..
الوضع الراهن – ايها السادة – هو السماح للمستوطنين باقتحام الاقصى ، وتقسيم الصلاة منذ السابعة والنصف صباحا للمستوطنين ، بينما تكون صلاة الظهر للفلسطينيين وهكذا ..
الوضع الراهن الآن ، ليس كما كان قبل 10 أو 20 سنة ، لأن الصهاينة غيروه بالتقسيط والتدريج ، فهل أنتم مع الوضع الراهن الآن ، ام الوضع الراهن حينما احتلت القدس في العام 1967 ..
سؤال موجه لجماعة ” الوضع الراهن ” و” الخط الساخن ” ولا قوة إلا بالله !.