قد لا أستغرب المنظومه الدولية في الحصار الشامل والعقوبات الاقتصادية والعسكرية والجغرافية على سوريا، ولكن أستغرب بأن يكون النظام الرسمي العربي بما في ذلك جامعة الدول العربية شريكاً باستمرار معاناة الشعب العربي السوري الشقيق، قد أتفهم بأن النظام العربي والدولي يحاول في بداية الصراع الدائر الضغط علي النظام السياسي لتحقيق بعض الأهداف والمطالب الإصلاحية للمواطنين السوريين، ولكن بأن يتم تشريد وتهجير مايزيد عن نصف الشعب السوري على مدار عشرة سنوات، وبعد ذلك يتم معاقبة من غادر وهاجر من المواطنين السوريين والتعامل على أساس أصبح وجودهم في تلك الدول التي شاركت في تشريدهم وتهجيرهم بأن تهجير المواطنين السوريين يسهم في عملية عزل وإسقاط النظام السياسي القائم في سوريا، قد يتحقق وتم إنفاق مليارات الدولارات ليس على عزل النظام بل على تدمير سوريا بكل مكوناتها الجغرافية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وإسقاط الدولة السورية والوصول إلى الفوضى الشاملة في مختلف ارجاء سوريا من أجل إسقاط النظام السوري، ولكن ما حدث تم تدمير موكونات الشعب ودولة السورية ونهب ثروات سوريا منذ البداية حتى الوقت الحالي هذا الجزء الأول من منظومة الحرب الكونية على سوريا، ومع كل هذه السنوات العجاف من الإرهاب والمجازر وتهجير وتشريد وتدمير لم تنجح تلك الحرب الكونية من إسقاط الدولة السورية فقد بات الشعب السوري بكل مكوناته يدرك بأن المقصود في استمرار ما يحدث هولوكوست جديد يستهدف كل من يقف بمواجهة النظام الدولي الحريص على أمن وحماية وتأمين البيئة المناسبة التي تضمن الأمن الاستراتيجي للكيان الصهيوني الفاشي المتمثل بوجود “إسرائيل”؛ لذلك أصبحت هي القوى العسكرية والأمنية بمنطقة الشرق الأوسط في إطار تحقيق الأهداف المنشودة، بأن تهيمن على المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج وأن يصبح مخرج الدول العربية الأمني والعسكري والاقتصادي للبعض من خلال التطبيع مع “إسرائيل”
على إعتبار بأنها المنقذ والمخرج الوحيد لدول المنطقة، علمنا بأن “إسرائيل” برغم الدعم والإسناد الاستراتيجي من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وحلف الناتو ورغم التطبيع مع بعض الدول العربية وما تمتلك من السلاح وردع النووي تقف عاجزة في تحقيق أمنها في فلسطين المحتلة أمام الصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
وفي ضل إستمرار الحصار ومنظومة العقوبات على سوريا فلم يتسبب هذا الحصار الظالم على سوريا بغير حساب ومعاقبة الشعب العربي السوري الشقيق الموجود في سوريا ورفض الخروج وتهجير وتشريد وبقي صامد يواجه ليس فقط الإرهاب ولكن يواجه الحصار الظلم والقهر من نظام العقوبات الاقتصادية، والتي تسبب بعدم إمكانية توفير الحد الأدنى من العيش الكريم بسبب منظومة العقوبات والتي تتسبب بعدم إمكانية توفير الخدمات الرئيسية مثل المياه والكهرباء وعدم توفير المواد النفطية الكاز والغاز والمازوت والبنزين، إضافة إلى انخفاض قيمة الليرة السورية، في حين دول عربية شقيقة تنفق مليارات الدولارت على الرياضة والحفلات الفنية والغنائية ولا يفوتني ما أنفق النظام العربي ودولي مليارات الدولارت على تدمير سوريا كما سبق وتم تدمير وإحتلال العراق، إضافة إلى تدمير ليبيا وما يحدث في اليمن وتونس، ونقول بكل لنعمل سويا برفع الحصار ومنظومة العقوبات على سوريا من خلال الضغط الشعبي بكل الإمكانيات لرفع الحصار الظالم عن سوريا، حتى يمكنكم منع تحقيق ذلك بدول عربية شقيقة على غرار
ما حدث ويحدث في دول العربية الأخرى ونقول في ذلك المثل الشعبي (أكلت يوم أكل الثور الأبيض).
عمران الخطيب
عضو المؤتمر القومي العربي
Omranalkhateeb4@gmail.com