58عاماً على إنطلاقة الثورة الفلسطينية لحركة فتح وبيانها الأول قوات العاصفة

58عاماً على إنطلاقة الثورة الفلسطينية لحركة فتح وبيانها الأول قوات العاصفة

قبل ما يزيد عن نصف قرن وبعد مرور سنوات على نكبة الشعب الفلسطيني والتي تتمثل ببداية الأمر لوعد بلفور المشؤوم حين قدم وزير خارجية بريطانيا وعد بلفور المشؤوم 1917 بإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والجغرافية والمعنوية والإنسانية، وبعد ثورات الشعب الفلسطيني المتكررة من ثورة البراق وإعدام القادة والرموز الوطنية محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا زير، هؤلاء الشهداء الثلاثة كانوا هم شعلة المقاومة والثورة لشعبنا الفلسطيني وبعد نيلهم الشهادة
شكل ذلك حاله إستثنائية في إشعال الثورة داخل الأرض المحتلة والتي كانت تحت سيطرة الانتداب البريطاني، حيث كانت حكومة الانتداب تقدم مختلف أشكال الدعم والإسناد للعصابات الصهيونية وتسهيل هجرة اليهود من مختلف أرجاء العالم إتجاه فلسطين، والتي تشكل موقع إستراتيجي بين آسيا وإفريقيا، إضافة إلى موقعها الجغراقي على البحر الأبيض المتوسط. والتي تقترب من شواطئ أوروبا.

وفي سياق متصل فإن إختيار المؤتمر الصهيوني فلسطين لقيام دولة يهودية للأحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ولقد شكل وجود الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس عامل مهم لأكذوبة الأوهام الإسرائيلية حول وجود الهيكل في المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث يهدف المشروع الصهيوني دفع اليهود للهجرة ومغادرة دول العالم وشكل العامل الديني المتمثل في الهيكل المزعوم، ورغم الانحياز البريطاني لليهود وتمكينهم من إقامة دولة الإحتلال قبل ولادتها المعلنة في فلسطين ولم يستكين الشعب الفلسطيني من ثورة البرق إلى ثورة الشيخ عز الدين القسام إلى سلسلة من الخلايا الوطنية ومقاومة الإحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، والذي تكلل بدعم غير محدود وبشكل خاص ومنظم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وكانت نتائج نكبة الشعب الفلسطيني 1948 والتي تتمثل في الإحتلال الإسرائيلي وقيام دولة الإحتلال على أنقاض حقوق الشعب الفلسطيني الذي كان مجبراً على الهجرة بعد سلسلة المجازر الوحشية، والسلوك العدواني للاحتلال الذي يرتكب من قبل جيش الاحتلال والعصابات الإرهابية الصهيونية وكل ما حدث ويحدث أمام الصمت الدولي، وغياب محاسبة “إسرائيل” من قبل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، حيث صدور مئات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بقيت بدون تنفيذ، في حين بأن النظام الدولي والمتمثل في الإدارات الأمريكية المتعاقبة تفرض العقوبات والحصار الإقتصادي والتدخل العسكري على العديد من دول العالم باستثناء “إسرائيل”، ومع غياب الوحدة والتضامن العربي والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي والمشروع الصهيوني وامتداداتها المختلفة والذي يشكل تهديد للأمن القومي العربي فإن النظم الرسمي العربي، لم يقدم خطوة عملية في إطار مقاومة الإحتلال الإسرائيلي والذي استكمل في هزيمة حزيران 1967، والذي إستكمل إحتلال ما تبقى من فلسطين باحتلال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية والجبهة الشرقية من قناة السويس وجزيرة سيناء.

ونتيجة نكبة 1948 والهجرة بدأ الشباب الفلسطيني في تحضير والعداد، حيث التحق البعض ضمن الأحزاب العربية ذات التوجه القومي واليساري وحركة الإخوان المسلمين وحين لم يجد الشباب الفلسطيني تحقيق الأهداف المنشودة بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي بدأ العمل من خلال حركة فتح في الاستعداد والبناء التنظيمي لحين الانتهاء من هذا الفصل، كانت الانطلاقة من خلال حركة فتح قوات العاصفة وهم رجال : “مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا”.
هؤلاء هم رجال الفتح الذين شكلوا إنطلاقة الثورة الفلسطينية وبذلك تكون حركة فتح عنوان الحركة الوطنية لشعبنا الفلسطيني العظيم، حيث كانت الحارس الأمين على منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسساتها التنفيذية والشرعية
وولادة الهوية الوطنية والسياسية لشعبنا الفلسطيني، ونحن نحتفل بذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية نكرر ونقول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم في كل مكان في الوطن والشتات وكل المحاولات المشبوهة التي تستهدف منظمة التحرير الفلسطينية لن تتمكن من تحقيق تلك الأهداف المشبوهة، هذه الثورة الفلسطينية قدمت قوافل الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى لن تتوقف عن الأهداف المنشودة في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وعودة اللاجئين، الفلسطينيين إلى ديارهم، وفي نهاية الأمر وبغض النظر عن الأشخاص والخلاف والاختلاف في الرأي فإن الأهداف الوطنية للمنظمة ثابتة ولن تتغير، ونكرر ونقول ثورة ثورة ثورة
حتى النصر يرددها من سبقونا إلى الشهادة لن تتوقف وتستمر حتى النصر بإذن الله تعالى.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

السمهوري: بات مطلوب اطرد كيانه الإستعماري من الأمم المتحدة؟

عروبة الإخباري – كتب عضو لجنة الشؤون الخارجية والبرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس جمعية …