عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
على فنجان قهوه صباحا قرأت في موقعي “عروبة الاخباري” خبرين مبهجين اعادت الامل الواضح بأننا على مستوى بعض الشركات قد غادرنا مربع الارتهان الذي سببه وباء كورونا، وأننا لم نعد نقبل ذرائع الكثيرين ممن يدعون المبررات لتفسير الكساد وغياب النمو وفرص التقدم..
الخبر الاول ارباح مجموعة البنك العربي إذ بلغت 406 مليون دولار للربع الثالث من هذا العام الذي نحن فيه، وكانت هذه الفترة من العام الماضي اي الربع الثالث من عام 2021، قد سجلت 271.600 مليون دولار، وهذه نسبة زيادة سجلها البنك بلغت 49% فماذا يعني ذلك؟ وما الذي حدث؟
لا اريد ان اجتهد بعيدا عن الواقع والأرقام ، فالبنوك لا تؤمن بالقرارات السحرية أو الخط بالرمل وزيادة ارباحها وإنما تدخل السباق في نفس الشروط المعمول بها وأكثرها شروط عالمية مقرة ومتفق عليها..
فلماذا البنك العربي؟ ولماذا يتربع على منصة السبق والفوز ؟
أعتقد كمواطن أن هذا الفوز قادم أولا من إدارة ناجحة تحسن إدارة دفة البنك وتستشرف الواقع بعيدا عن اللحظة وتقرأ ساحات العمل وميادينه الخارجية، حيث ينتشر البنك في المئات من مدن العالم وعواصمه، وحيث لكثير من هذه الدول سياسات واوضاع قد تكون متباينة وحين استطرد قليلا فإن معظم ارباح البنك العربي تأتي من فروعه الخارجية وليس من مقر الادارة في الاردن، رغم ان البنك في الاردن يسجل المرتبة الاولى بين البنوك ليس على مستوى الارباح فقط وانما على مستوى الخدمة والتحديث والمبادرات والمصداقية والسمعه وشفافية التعامل..
وهي اي الارباح بمثابة استفتاء على عمل البنك وادائه.. اما النقطة الاخرى والثانية فقد استقر في اذهان الناس الزبائن وحتى المراقبين او حتى المتعاملين مع غير البنك العربي وما زال في وجدانهم ان البنك العربي هو الاكثر حماية لاموالهم ومدخراتهم والاكثر حرصا عليها ، وهو الاصدق في التعامل وتنبيه زبائنه لكثير مما يجب ان ينبه له وتغفل بعض البنوك اشاعته..
كنت قد قابلت رجلا أمضى سنوات طويلة في الاغتراب، وجاء يريد فتح حساب في بنك فقلت هنا بنك، وكان على بعد امتار من سكنه، فقال اريد البنك العربي فقط، فقلت: عليك الذهاب حيث يكون احد فروعه، ولم يتردد في ذلك .. وحين سألته وجدت ان ذلك اصبح تعود وعادة في كل اسرته التي تتعامل مع العربي وتعتز بذلك..
العربي مع العنوان الذي اعتلى الصحف والمواقع عن ارباحه العالية قدم ارقاما مهمة عن تسهيلاته الائتمانية، في الخبر الذي اصدره اليوم فجاءت بـ 35.6 مليار دولار في نهاية الربع الثالث من هذا العام 2022، وهي اكثر بمليار ونصف عنها مع نفس الفترة من العام الماضي حيث كانت 34.1 مليار دولار.
اما عن ودائع العملاء الذين عبروا عن ثقتهم بالبنك وهم يتوجهون لوضع ودائعهم او نقلها للبنك فقد بلغت 47.8 مليار دولار وهو رقم لم يسبق وبزيادةعن ما يعادل السنة الماضية بنسبة 3% وهذه الزيادة في الودائع تعكس ثقة الجمهور واقباله واختياره للبنك العربي..
وهذا ما اكده السيد صبيح المصري رئيس مجلس الادارة الذي وصفه احد المساهمين بقوله: “اذا ما وضع يده على التراب تحول ذهبا” كناية عن التوفيق وحسن النية ، وهذا الوصف لا يقبله صبيح المصري ولا يريد التعليق عليه ويرى ان المثابرة والاخلاص هما الذهب حين يوضعان في المكان المناسب، ولذا فإنه يعزو سبب النتائج المتحققة الى قدرة مجموعة البنك العربي على مواصلة مسيرة النمو المستدامة في كافة القطاعات، وذلك بتنويع مصادر الاستثمارات وتطوير عمليات البنك التشغيلية، حيث اظهرت المجموعه مرونة عالية ومهارات في التكيف مع التحديات ظل البنك العربي قبل ادارة المصري يتحفظ عليها ولا يطرقها مبررا ذلك بعوامل لا تصمد للبرهان ..
المديره رنده الصادق ذات الكعب الاخضر في البنك جاءت الارباح تتوازي وبداية عهدها الذي لم يمض عليه طويلا ،والذي اتصف بالجدية، وقالت ان البنك في عام 2022 تمكن من الاستمرار في نهج تحقيق معدلات نمو ومستدام بالاعمال البنكية، واشارت الى نمو صافي الارباح التشغيلية للبنك بنسبة 13% مبرزة ضبط المصاريف التشغيلية كأحد ابرز العوامل التي ترى “الاقتصاد في النفقة نصف العيش”..
الصادق التي لا تظهر كثيرا لوسائل الاعلام، اضافت لما قالته عن معدلات النمو المستدام قولها ان البنك استمر في المحافظة على جودة محفظته الائتمانية وعلى نسبة تغطية الديون غير العاملة بنسبة تفوق 100% دون احتساب قيمة الضمانات، وكشفت ان نسبة القروض الى الودائع وصلت الى 74.3% ولم ينته تصريحها قبل ان تقول ايضا ان المجموعة التي تديرها تحتفظ برأس مال قوي يتركز في رأس المال الاساسي، حيث تبلغ كفاية المال نسبة 16.4% وهي اعلى من الحد الادنى الذي يطلبه البنك المركزي الذي يعتبر البنك العربي نموذجا ، ولهذه الاسباب وغيرها ظل البنك العربي في الصدارة وظل يحصد الجوائز واخرها افضل بنك في الشرق الاوسط لعام 2022 وللعام السابع على التوالي..
نتائج البنك العربي.. ما سرّ النجاح؟
12
المقالة السابقة