عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
كنت ازور رام الله وقد تجولت و أحببت ان ازور الخارجية الفلسطينية على أمل ان التقي مع بعض قياداتها.. كان الوزير مسافراً في مهمة..
وجاءت الزيارة بناء على نصيحة صديق سفير سابق وقد رتبت ذلك.. كان ذلك في يوم اضراب شامل في رام الله، ولكن الخارجية كانت ما زالت تحتفظ بموظفيها الذين لم يغادروا بعد، فاستقبلني المناضل احمد الديك رئيس ديوان وزارة الخارجية وهو شخصية معروفة بدماثتها وحبها للعمل، فهو كما قال لي صديقي السفير لا يغادر الوزارة ابداً ان لم يكن قد اتم عمله ،ولذا فإنهم يجدونه فيها في النهار واطراف الليل ، يضع احيانا طعامه في درجه ويحمل قهوته التي يعمل منها لمن يعزّ عليه ضيوفه.. وحين وصلت كان احد الموظفين في مكتبه ما زال حاضرا فصنع لنا قهوة طيبة..
والديك صاحب نكتة ويحسن الرواية والسرد، ولديه تاريخ ومعرفة بالناس، يجمع ما بين التحضر السويسري الذي تعلمه واكتسبه سنوات خبرته في سويسرا في مكتب التمثيل لدى الامم المتحدة وما بين النمط الفلاحي الذي يكرس قيمة في سلوكه في احترام الضيف والقيام بالواجب وتمثل النخوة..
جلت في الوزارة التي تحتاج معرفة أقسامها الواسعة والفارهة نهارا او بضع نهار، وهي في بناء فاره وجميل وواسع وهندسة حديثة مميزة وقد اقامها الصينيون وابدعوا لتليق بفلسطين..
كنت تحدثت قبل الزيارة مع الشخصية النشيطة والمميزة في الوزارة الدكتورة امل جادو الشكعة التي كانت قد غادرت ولكنها صنعت لي في الوزارة موعدا لأقوم بزيارتي، حيث حددت لي موعداً لأرى مدير مكتب الوزير ثم بعد ذلك رئيس ديوانه وأسال واستمع..
أمل التي حطت في الوزارة من الجامعة “بير زيت” حيث درست العلوم السياسية، وقد حملتها شهاداتها المميزة من جامعة هارفارد الى هناك ما لبثت ان التحقت بالوزارة والعمل الدبلوماسي لتترك بصمات واضحة وتكون الامين العام للوزارة، وهي ترأس دائرة اوروبا ولديها شبكة اتصالات واسعة مع دول العالم، وقد انجزت الكثير من الدراسات والمشاريع والندوات والاتفاقيات، و نالت رضى رئيسي في العمل، وكذلك اعجاب الرئيس ابو مازن الذي ظل يحرص على تزويد وزارة الخارجية بالكفاءات المميزة حتى غدى كثير من السفراء في الخارجية الفلسطينية وعبر العالم يشار إليهم بالبنان قدرات وتميز في خدمة قضيتهم..
لا اجزم وانا اقدم رأيي انني اعرف الكثير من السفراء حتى ازكيهم بالاسم، ولكني اسمع عنهم وعن تجاربهم، وقد التقيت بعضهم عن طريق اصدقاء، كما زرت بعضهم في مواقع عملهم وخاصة صديقي السفير كفاح عوده في اسبانيا ، والذي اقام في سفارته (17) عاما متصلة بعد اقامة في سفارات فلسطينية اخرى في الفلبين وامريكا الجنوبية وغير ذلك قبل ان يذهب الى التقاعد ومتابعه تراث ممتد من العمل..
لدى الخارجية الفلسطينية برامج عديدة لافتة فيها برنامج تدريب الدبلوماسيين، وهي بصدد اقامة معهد دبلوماسي، كما انها تبتعث متدربين دبلوماسيين للخارج وتقوم بالاختيار باختبارات دقيقة ومدروسة..
لقد استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الرئيس شخصيا ويعبر عنها الوزير المالكي ان تحدث تغييرات واسعة وعميقة في العلاقات مع دول العالم، وان تعيد رسم صورة فلسطين وشعبها المناضل، وان تحمل للعالم من خلال سفاراتها ومبعوثيها تصور القيادة الفلسطينية للصراع واسهامها مع دول العالم في مواجهة التحديات وانتهاج سياسة موضوعية في تأكيد الامن والسلم الدوليين، وان تكسب فلسطين من خلال سياستها الخارجية الكثير من الرضى والتقدير الذي عبّر عنه الرئيس محمود عباس في اكثر من موقف ومناسبة وهو يبدي اعتزازه بالدبلوماسية الفلسطينية في الخارج وخاصة في الامم المتحدة التي احتضنت خطاباته وخاصة خطابه الاخير الهام..
والحقيقة انني أدين بمعلومات مهمة وواسعة عن الخارجية الفلسطينية من رئيس ديوانها سعادة احمد الديك الذي وعدني ان يضعني في مزيد من التصورات والمعرفة لأنني ابديت اهتمامي بالكتابة عن جوانب تتعلق بالعمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني حين فاتحت في الحديث عن دور الحاج أمين الحسيني المميز، وعن محاولات الحركة الصهيونية واسرائيل تشوية دوره، وهو الأمر الذي استمرت فيه الحركة الصهيونية وتعبيرها السياسي والوجودي اسرائيل حين واصلت اغتيال شخصيات القادة الفلسطينيين البارزين من احمد الشقيري الى الرئيس عرفات وحتى الرئيس محمود عباس للنيل منهم وتقديمهم للعالم في صورة معادية تخدم اسرائيل وخططها ، وهو الامر الذي ظلت الحركة الصهيونية تنهجه في أن لا تكون قيادة الشعب الفلسطيني من ابنائه وانما قيادات غربية تمثلها ما استطاعت الى ذلك ومع ذلك ظلت تخفق في هذا الجانب باستمرار حين اكدت منظمة التحرير الفلسطينية على القرار المستقل والتمثيل الفلسطيني الخالص..
رياض المالكي – وزير الخارجية الفلسطيني
الدكتورة امل جادو الشكعة- وكيل وزارة الخارجية والمغتربين
احمد الديك- السفير ، مستشار وزارة الخارجية الفلسطينية
السفير كفاح عوده