عروبة الإخباري – التقى رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، خلال زيارته الخميس، إلى معان على رأس فريق وزاري وجهاء وفعاليَّات شعبيَّة ورسميَّة في المحافظة؛ إنفاذاً لتوجيهات الملك عبدالله الثاني، واستكمالاً لبرنامج الزِّيارات الحكومي لمحافظات المملكة؛ بهدف تلمُّس احتياجات المواطنين، والعمل على تحسين الواقع المعيشي والخدمي والتَّنموي.
ونقل رئيس الوزراء، خلال اللقاء الذي عقد في جامعة الحسين بن طلال، تحيَّات الملك عبدالله الثاني وسمو وليِّ عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثَّاني إلى أهالي وأبناء محافظة معان، مؤكدًا أن جلالة الملك عبدالله الثَّاني يقود مشروعاً إصلاحيَّاً شاملاً، سياسيَّاً واقتصاديَّاً وإداريَّاً، ندخل به مئويَّتنا الثَّانية لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وأكد رئيس الوزراء أن محافظة معان عزيزة وشامخة وأصيلة، ولها تاريخ مشرِّف، فهي التي استقبلت الهاشميين الذين أسَّسوا بنيان الدَّولة الأردنيَّة، وقد ساهم أبناؤها وبناتها في مسيرة التَّنمية خلال المئويَّة الأولى لمسيرة الدَّولة وهم ماضون بذات الهمَّة والعزم والثِّقة في المئويَّة الثَّانية.
ولفت إلى أن محافظة معان تعاني من تحدِّيات البطالة والفقر، كما غيرها من بعض محافظات المملكة، لكنَّها تزخر بالكفاءات وبقيم الشَّهامة والرُّجولة والوطنيَّة والجباه التي لا تنحني إلَّا لله.
وقال: “معان فيها الكثير من الثَّروات الطَّبيعيَّة، ووزارة الطَّاقة والثَّروة المعدنيَّة تُجري نشاطاً استكشافيَّاً للنّفط والذَّهب والنّحاس في بعض مناطق المحافظة، وفقاً لدراسات علميَّة نأمل أن تكون بكميَّات تجاريَّة تعود بالنَّفع على أبناء المحافظة والوطن”.
وأكد أنه وجَّه وزارة الأشغال العامَّة والإسكان إلى إنجاز طريق (معان – جسر الجفر – مثلَّث الشيديَّة – المدوَّرة) وتعبيده كاملاً بمسافة 25كم، وتوفير التَّمويل اللازم لذلك، خلال سنة من تاريخه كحدٍّ أقصى، بكُلفة 30 مليون دينار.
كما وجه رئيس الوزراء وزارة الأشغال العامَّة والإسكان إلى المباشرة في مشروع إنشاء وإعادة تأهيل مركز انطلاق ووصول البترا الدَّاخلي/ وادي موسى – لواء البترا؛ الذي تمَّ طرح عطائه قبل شهرين، وبكُلفة تقديريَّة تصل إلى 3 ملايين و100 ألف دينار.
ووجه رئيس الوزراء وزير المياه والرَّي لحلِّ مشكلة تزويد مياه الشرب لمنطقة “الثُّغرة” في محافظة معان خلال شهر من تاريخه، من خلال حفر بئر مياه ومدّ الأنابيب لتزويد البيوت بالمياه مباشرة ودون أيِّ تأخير.
وأوعز رئيس الوزراء إلى وزارة الأشغال العامَّة والإسكان ووزارة السِّياحة والآثار لتأمين التَّمويل اللازم لإعادة تأهيل الطَّريق الملوكي (منطقة الرَّصيف) خلال العامين المقبلين.
كما وجه رئيس الوزراء وزارة الأشغال العامَّة والإسكان لصيانة جزء من طريق (أذرح – الشُّوبك)، معلنًا تخصيص مبلغ 150 الف دينار كدعم من الحكومة لمؤسسة أعمار الشوبك.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة لن تَعِد بما لا تستطيع تحقيقه، وستنفِّذ كل ما هو ممكن ومتاح من أجل خدمة المواطنين، لافتًا إلى أن العلاقة بين المواطنين والحكومات المتعاقبة شابها جوانب من عدم الثقة؛ نتيجة الإفراط بالوعود التي لم يتم تنفيذها.
وقال إن المنطقة التنمويَّة في معان استقطبت استثمارات تُقدَّر بحوالي 400 مليون دينار، وأكثر من 70 بالمئة من العاملين فيها من محافظة معان، ونسعى لتوجيه الاستثمارات إليها ومنحها حوافز إضافيَّة لأسعار الأراضي، فضلاً عن الحوافز الضريبيَّة التي ينصُّ عليها القانون.
ولفت رئيس الوزراء إلى ضرورة تعزيز المسؤوليَّة المجتمعيَّة للشَّركات العاملة في محافظة معان، بما يسهم في خدمة المجتمع المحلِّي وتنميته، مؤكدًا أن الحكومة تتحدث باستمرار مع هذه الشركات للقيام بدورها في هذا المجال.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الحكومة لم تفرض أيَّ ضريبة منذ أن تولَّت أمانة المسؤوليَّة، لافتًا إلى أن الحكومة تقوم بعكس أسعار النفط عالميا على أسعار المشتقات النفطية محليًا.
وأشار بهذا الصدد إلى أن تثبيت أسعار المشتقات النفطية لعدة شهور رغم ارتفاع أسعار النفط في حينه كلف الخزينة دخلا فائتا يقدر بنحو 500 مليون دينار كان يمكن توجيهها لمشاريع رأسمالية تخدم المواطنين.
وبشأن ملاحظات أهالي معان حول تنفيذ مشروع الميناء البري في المحافظة، لفت رئيس الوزراء إلى أننا ننتظر خلال شهرين دراسة لأحد الصَّناديق الاستثمارية السِّياديَّة العربيَّة بخصوص الميناء البرِّي.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن القطاع العام قاد مسيرة التَّنمية خلال المئويَّة الأولى من عمر الدَّولة، لكن أصابته بعض أوجه الضَّعف والوهن، ونسعى لإعادة الألق إليه من خلال خارطة طريق تحديث القطاع العام.
وأكد، بهذا الصدد، أننا نعمل من أجل توسيع آفاق عمل القطاع الخاص وتمكينه من توفير أكبر عدد ممكن من فرص التَّوظيف.
كما أكد رئيس الوزراء أن رؤية التَّحديث الاقتصادي عابرة للحكومات، وتستهدف رفع نسبة النموّ الاقتصادي إلى 5 بالمئة وتوفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات، لافتًا إلى أن قانون تنظيم البيئة الاستثماريَّة يقدِّم حوافز للمستثمرين الذين يتَّجهون إلى المحافظات ويوفِّرون فرص عمل لأبنائها تصل إلى حدِّ الإعفاء من الضَّريبة بنسبة 100 بالمئة.
وأشار رئيس الوزراء إلى دراسة جادة تجريها وزارة المالية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية لتزويد المدن الصناعية في المملكة بالغاز الطبيعي بما يقلل من كلف الإنتاج على الصناعات.
ولفت إلى التراجع في مستوى التعليم ونوعيته وتراجع التدريب المهني والتقني وغياب الآليات الكفيلة بالتدريب للمدرسين واكتظاظ المدارس نتيجة استيعاب أبناء اللاجئين في المدارس، ما أدى إلى عودة العمل بنظام الفترتين في العديد من المدارس.
وأكد رئيس الوزراء أن وجود بطالة مرتفعة تصل نسبتها إلى 1ر22 بالمائة في بلد يستقبل نحو مليون و 200 ألف عامل وافد هي معادلة متناقضة تتطلب إيجاد حلول لها.
وتحدث محافظ معان فيصل المساعيد عن بدايات تأسيس الدولة الأردنية واستقبال معان للملك المؤسس، حيث كانت نقطة انطلاق لتحرير الأرض والإنسان بقيادة الهاشميين، مؤكدًا على دورهم في التأسيس لانطلاقة التحرير وبناء الدولة، كما استعرض أبرز المنجزات التنموية في محافظة معان والتي تحققت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني .
من جهته، قدم رئيس مجلس محافظة معان محمود النعيمات عددًا من المطالب العامة التي تهم مناطق عديدة في المحافظة وباديتها وأبرزها؛ توجيه الشركات الكبرى نحو الالتزام بالمسؤولية المجتمعية لخدمة المجتمعات المحلية، والإسراع بتنفيذ مشروع مركز السكري والغدد الصماء، ورفع مخصصات مجالس اللامركزية، وتحسين خدمات الصرف الصحي في معان وتوسيع نطاقها، ومتابعة مشروع الميناء البري المقترح سابقًا، وتعزيز مستوى الخدمات الصحية في المرافق الصحية في المحافظة.
وتحدث عدد من أعضاء مجلس اللامركزية لمحافظة معان حول العديد من المطالب الإضافية ومن ضمنها؛ تغيير صفة استعمال أراضي الشارع السياحي في وادي موسى وتسهيل إجراءات الاستثمار فيها، وإنشاء قصر للمؤتمرات في البترا، وتنظيم العمل داخل الموقع الأثري، وتسجيل أراضي المحمدية بلواء الحسينية الواقعة على الطريق الصحراوي، وحل الإشكالية التنموية والسياحية بمنطقة أم صيحون، وترفيع قضاء المريغة إلى لواء، والتسريع في إجراءات طرح وإحالة وتنفيذ عطاءات المدارس في البترا، وإعادة ترسيم حدود لواء البترا، إلى جانب تحسين الواقع السياحي والخدمي في لواء الشوبك.
وناقش رؤساء بلديات محافظة معان العديد من المطالب الخدمية وأبرزها، توفير شبكة مياه لمنطقة الثغرة، واستكمال مشروع طريق الشوبك بطول 8 كم، وإعادة النظر بمعايير تصنيف المشاريع داخل الشوبك، وإيصال خدمات الكهرباء والماء إلى المنازل التي أقيمت على أراضي الخزينة في الجفر والمحمدية وأذرح، وتوفير بئر ماء لبلدية الشوبك، وضم قرية مثلث الشيدية إلى بلدية الجفر، وإعادة تأهيل بعض الآبار وتشغيلها في الجفر والمحمدية ودلاغة، وتحسين الواقع الصحي بمنطقة الجفر والحسينية، ودعم أصحاب المواشي في البادية الجنوبية وتوفير مصادر مياه لهم، وإعادة هيكلة القروض المالية لدى تلك الفئة، وتهيئة الشروط اللازمة لجذب الاستثمار لمنطقة معان التنموية، ومد وصلة من خط الغاز الطبيعي لتلك المنطقة والتي ستسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الصناعية.
وتحدث عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والوجهاء حول عدد من التحديات التنموية، وطالبوا بتوفير عدد من الخدمات ومن أبرزها؛ تحسين الخدمات الصحية في مستشفيات المحافظة ومرافقها الصحية، وتحسين خدمات البنية التحتية لمدارس البترا، وإعادة إحياء صندوق تنمية المحافظات، ودعم بلدية معان، وتعزيز الخدمات لمناطق المريغة وابو اللسن واستصلاح الاراضي الزراعية، وزيادة الاهتمام بالقطاع التعاوني بمحافظة معان ودعمه، وتسهيل شروط تملك الارض للمؤسسات والشركات في البترا، ودعم جامعة الحسين بن طلال للتخفيف من ضائقتها المالية، وتوزيع الاراضي على مواطني معان ضمن حدود البلدية، وحل الاشكاليات القائمة لدى موظفي شركة العقبة للسكك الحديدية وتصويب اوضاعهم، وتحويل مجمع سمو الأميرة هيا الرياضي الى مدينة رياضية، والإسهام في بناء قاعة للمتقاعدين العسكريين في الشوبك.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، إن أعضاء الفريق الحكومي استمعوا إلى جميع مطالب المواطنين ورؤساء البلديات ومجلس اللامركزية وومثلي الفعاليات الشعبية، وأن العمل سيجري على إيجاد حلول لها بحسب الأولويات والإمكانات المتاحة، مؤكدًا أنه تم دعم 6 بلديات بمحافظة معان بمبلغ 5 مليون دينار إضافة إلى زيادة حصة المحروقات لها لتصبح 8 مليون دينار خلال مدة عام، حيث سيسهم هذا الدعم بتمكين البلديات من أداء مهماتها بشكل أفضل.
وقال وزير المياه والري المهندس محمد النجار، إنه سيتم توفير شبكة مياه ومصدر تزويد وخزان مياه تجميعي لمنطقة الثغرة خلال مدة وجيزة، مؤكدًا أن الثغرة يتم تزويدها حاليًا بمياه الشرب من خلال الصهاريج لحين إيصال خطوط المياه لها، كما أشار إلى أنه تم تنفيذ عدد من مشاريع المياه بمناطق المحافظة لتحسين عملية التزويد، ومن ضمن تلك المناطق؛ معان والقاع واوهيدة؛ إذ توفر الوزارة حفارتين ضمن نطاق المحافظة لهذا الغرض.
وقال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، إن الوزارة تعمل على تنفيذ عدد من مشاريع الحصاد المائي التي ستسهم في الاستفادة من مياه الأمطار، كما تم إعادة تأهيل محطة اوهيدة الزراعية لتسهم بتعزيز الانتاج المحلي وتوفير فرص العمل، كما أن دعم اصحاب المواشي بالأعلاف لا زال قائمًا وأن الوزارة تعمل حاليًا وفق آلية التحقق لإيصال الخدمات لمستحقيها، كما سيتم شمول الإبل بدعم الأعلاف خلال العام المقبل، الى جانب توفير عيادات بيطرية وأطباء بيطريين في المناطق الزراعية بمحافظة معان، مشيرا الى أن الوزارة قدمت خلال العام الحالي 50 مليون دينار بدون فوائد للإقراض الزراعي.
وبين وزير الأشغال العامة المهندس يحيى الكسبي، أنه سيتم تنفيذ مشروع طريق مثلث الجفر/ الشيدية بطول 25 كم وبكلفة 30 مليون دينار كمرحلة أولى ضمن طريق المدورة/ معان والذي يمتد بطول 120 كم، كما أوضح بأنه تم إنجاز 2 كم من طريق الشوبك كمرحلة أولى وسيتم في المرحلة المقبلة استكمال 6 كم من الطريق.
رئيس الوزراء: دراسة جادة لتزويد المدن الصناعية في الأردن بالغاز المصري
5
المقالة السابقة