رفضا لحرف البوصلة.. إنهاء الإحتلال الإسرائيلي. ..العنوان والهدف ؟
د فوزي علي السمهوري
مثل القرار الفلسطيني المستقل الذي جسده الرئيس محمود عباس بما يمثله من شرعية ثورية كرئيس لحركة فتح رائدة ومفجرة الثورة الفلسطينية وشرعية الصندوق كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية وشرعية التمثيل للكل الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب ورئيس دولة فلسطين المنتخب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني عقبة كأداء أمام نجاح المخطط الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي الهادف تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس إلى قضية إنسانية معيشية للسكان الفلسطينيين خلافا للحقوق الأساس للشعب الفلسطيني المكفولة تاريخيا وحقوقيا وقانونيا وبميثاق الأمم المتحدة ووفقا للقرارات الدولية ذلك المخطط المدعوم عمليا من قوى نافذة عالميا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم سياسة سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بتأبيد إستعمارها للأراضي الفلسطينية المحتلة عامة ولأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 / 11 / 1947 ورقم 19 / 67/ 2012 وما رفض وإجهاض القيادة الفلسطينية بدعم أردني لمشروع الثنائي ترامب نتنياهو المسمى صفقة القرن إلا نموذج حي لمستوى التنسيق كمرآة عاكسة لطبيعة العلاقة الإستراتيجية الأردنية الفلسطينية وللقرار الفلسطيني المستقل الذي عملت ولم تزل تعمل بعض القوى الإقليمية كوكيل للقوى الإستعمارية لمصادرته كما تعمل على دق اسافين في محاولة بائسة لزرع شرخ في العلاقة الإستراتيجية الراسخة التي تربط بين الأردن وفلسطين قيادة وشعبا خدمة للمشروع الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي العنصري .
أهداف المستعمر الإسرائيلي من تفعيل مطار رامون :
برزت فكرة سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لتسهيل حركة المواطنين الفلسطينيين من مطار رامون مع مرحلة التحضير لجولة الرئيس بايدن للكيان الإستعماري الإسرائيلي ولأراض دولة فلسطين المحتلة في سياسة خبيثة تهدف إلى تحقيق أهداف منها :
أولا : الإلتفاف حول دعوة الرئيس بايدن وإدارته لتجسيد حل الدولتين اي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة كأساس لحل الصراع وعنوانه القضية الفلسطينية .
ثانيا : الإبتعاد عن العنوان السياسي للصراع في محاولة فرض معادلة البعد الإنساني الذي يعني بجزء منه تسهيل التنقل أمام الإنسان الفلسطيني .
ثالثا : محاولة إحتواء إرتفاع مستوى التنديد والإستنكار الدولي ومن منظمات حقوق الإنسان الدولية ” وخاصة بعد تقرير منظمة العفو الدولية الذي دعا العالم للعمل على تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ” لما يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد سلطات الإحتلال الإسرائيلي من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ولأعمال التنكيل والإضطهاد والقتل والقتل خارج القانون والإعتقال التعسفي الإداري والقضائي وتدمير المنازل ومصادرة الأراضي وغيرها من أشكال الجرائم المستمرة دون توقف منذ عقود .
رابعا : تسويقها كثمرة إنجاز لبينيت وحكومته بعد إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا بهدف تعزيز فرص الإئتلاف الحكومي بزعامة مجرمي الحرب ليبيد وغانتس وبينيت بالإنتخابات القادمة للكنيست بعد أن عصفت الخلافات التي أطاحت بحكومة بينيت بين المتطرفين والأشد عنفا وتطرفا .
خامسا : محاولة زعزعة الثقة الشعبية العالية بإلتفافها ودعمها للإستراتيجية النضالية الوطنية الفلسطينية التي يقودها الرئيس ابو مازن نحو التحرر و مواجهة جرائم وإنتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العنصري وذلك من خلال تقسيم المجتمع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض .
سادسا : محاولة حرف بوصلة الموقف الأردني الفلسطيني الموحد المتبني إستراتيجية إنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 بعاصمتها القدس في مواجهة مواصلة المستعمر الإسرائيلي إحتلاله الإستعماري ورفضه الإنصياع لإرادة المجتمع الدولي في كافة المنابر والمؤتمرات الإقليمية والدولية ومؤسسات الأمم المتحدة إلى تجاذبات وخلافات بينية أردنية فلسطينية .
الموقف الفلسطيني من مطار رامون :
لم تحظى فكرة سلطات الإحتلال الإسرائيلي بفتح مطار رامون أمام المواطنين الفلسطينيين بالقبول بل جوبهت بالرفض القاطع وقبل طرحها بوسائل الإعلام لعوامل عديدة منها :
أولا : ترجمة لإستراتيجية القيادة الفلسطينية التي عرضها الرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بان إنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا هو العنوان والهدف .
ثانيا : رفض مخطط
“إسرائيل ” بانسنة الصراع عبر تحسين الوضع الإنساني والمعيشية لحياة المواطن الفلسطيني فالحياة الكريمة للشعب الذي يقع تحت سطوة الإحتلال العسكري الخارجي حق أساس كفلته العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية وبالتالي هذا حق أساس للشعب الفلسطيني .
ثالثا : عدم إتاحة المجال لسلطات الإحتلال الإرهابي الإسرائيلي فك عزلتها الدولية عبر خطوات شكلية لا تصب في تمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
رابعا : إجهاض المخطط الإسرائيلي بمحاولة إضعاف التواصل بين الشعبين التوأم الفلسطيني الأردني .
خامسا : للتأكيد على حق فلسطين بإعادة العمل والسيادة الفلسطينية على مطار القدس “”قلنديا ” ومطار ياسر عرفات الدولي في غزة .
سادسا : رفض أي خطوة تؤثر أو قد تؤثر على مكانة الحركة التجارية الاردنية الفلسطينية البينية فقوة الأردن قوة لفلسطين وقوة فلسطين قوة للأردن .
لقد فشل الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري بتحقيق ما يرمي إليه من أهداف خبيثة وفي مقدمتها النيل من وحدة الموقف الاردني الفلسطيني فالعلاقة الأردنية الفلسطينية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه السيد الرئيس محمود عباس في أوجهها من حيث الترابط والتعاون والتنسيق وما مخرجات اللقاء الاخير لرئيس الوزراء د بشر الخصاونة ورئيس الوزراء الفلسطيني د محمد إشتية إلا دليل على ذلك .
العلاقة الأردنية الفلسطينية رسميا وشعبيا موحدة على إنجاز دحر وإنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض فلسطين المحتلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 بإذن الله …؟!