عروبة الاخباري-وصف معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، العلاقات العُمانية المصرية بأنها نموذج للعلاقات العربية المتينة وتعود إلى آلاف السنين، مؤكدًا أن سلطنة عمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ملتزمة بالعمل العربي المشترك.
وقال معاليه- في حوار مع صحيفة “الأهرام العربي”- إن سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية تتمتعان بعلاقات متجذرة وقوية، مشيرًا إلى أن العلاقات السياسية متينة بين البلدين الشقيقين ويتطلب ذلك منا جميعا الدفع بالتعاون بين البلدين في كل القطاعات الحيوية الاقتصادية منها والثقافية وغيرها.
وأوضح معاليه أن زيارة فخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، إلى سلطنة عمان والمحادثات الإيجابية والمثمرة التي تمت مع أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- سوف تشهد في المرحلة المقبلة مبادرات ومشاريع تهدف إلى تنمية مزيد من فرص التجارة والاستثمار بين البلدين ومختلف مجالات التعاون والشراكة.
ورحب معاليه بالشراكة بين القطاع الخاص في سلطنة عُمان ونظيره المصري، من أجل تطوير مشاريع جديدة وتعزيز التجارة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك.
وقال معاليه: “عندما يأتي أشقاؤنا المصريون إلى سلطنة عمان، فإنهم يأتون كأصدقاء وأخوة أعزاء، يحظون بكل الاحترام والترحاب، وهناك الكثير الذي يمكن أن نكسبه من هذا التفاعل الإيجابي، على مستوى التواصل بين الأفراد”.. مرحبين بالقطاع الخاص وأصحاب الأعمال المصريين في سلطنة عمان لتطوير مشاريع جديدة، وتعزيز التجارة بين البلدين الشقيقين وتحقيق المكاسب، التي تعود بالمنفعة المتنامية والمستدامة على الجانبين.
وأكد معاليه أن الدبلوماسية العُمانية تهدف دائما إلى إيجاد الحلول والأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي من خلال الحوار الذي يمكن أن يستفيد منه الجميع تماما لتحقيق التفاهم والحلول التي تجمع ولا تفرق بين الأطراف المختلفة وهذا مبدأ تعتنقه الدبلوماسية العمانية وتعمل به على الدوام في إطار العلاقات الخارجية ومن أجل ضمان استمرارية وصون السلام والوئام، إضافة إلى انتهاج سلطنة عمان سياسة حسن الجوار على الدوام.
وأعرب معالي السيد وزير الخارجية عن تمنياته بأن تكون زيارة الرئيس الأمريكي جو بایدن للمنطقة منتصف الشهر المقبل لها تأثير إيجابي ونتائج مثمرة على العلاقات العربية- الأمريكية.
وحول أجندة سلطنة عمان في قمة التغير المناخي المقبلة التي تستضيفها مصر نوفمبر المقبل، أعرب معاليه عن أمله في أن تسهم سلطنة عمان مع المجتمع الدولي في تعزيز الالتزام نحو الوصول بانبعاثات الكربون إلى الصفر معربًا عن تفاؤله بما تتمتع به كل من سلطنة عمان ومصر من مستقبل واعد في مجال الطاقة النظيفة والخضراء، موضحًا في الوقت نفسه أن البلدين الشقيقين يشتركان في إمكانيات كبيرة تتمثل في ثلاثة عوامل رئيسية هي الأرض وأشعة الشمس والرياح إضافة إلى قربهما من ممرات الشحن الرئيسية.
وردًا على سؤال حول نظرة الخبراء السياسيين إلى مجلس التعاون الخليجي باعتباره من أنجح التجارب الوحدوية في المنطقة العربية دعا معاليه إلى مواصلة العمل الجماعي والاستفادة من التجارب الناجحة للمجلس والتركيز على التعاون الاقتصادي وتطوير البنى الأساسية المشتركة لتعزيز الترابط بين جميع الدول العربية مثل الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب إضافة إلى تعزيز التجارة البينية والاستثمار.
وعن كيفية تحقيق تقارب عربي أكبر بين الدول العربية لمواجهة التحديات الطارئة والراهنة أكد معاليه أنه ينبغي العمل من أجل تعزيز التعاون الجماعي وبشكل ثابت ومستدام.
وقال معاليه إن الازدهار هو مفتاح النجاح في ظل معاناة بعض الدول العربية مع ما يسمى “الربيع العربي” مضيفًا أنه بالازدهار يمكن تلبية تطلعات الشباب عبر توفير المزيد من فرص العمل للشباب لضمان استدامة دورهم المحوري والبناء في التنمية.
وحول دور الدبلوماسية في توفير الأمن الغذائي في ظل الأزمات الحالية التي يمر بها العالم قال معاليه إنه من الضروري أن تتكاتف دول المنطقة لتأمين الغذاء وأمن الطاقة عبر الاستثمار المشترك في مشاريع استراتيجية ومستدامة ذات جدوى وفوائد اقتصادية متبادلة.
وأوضح أن سلطنة عمان تؤمن وتعمل بمبدأ الحياد الإيجابي والبناء للصالح الجماعي وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة للتواصل مع جميع الأطراف وأن السلطنة تدعم الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي واحترام القرارات السيادية لجميع أعضاء الأمم المتحدة.
وحول القضية الفلسطينية أشار معاليه إلى أن مبادرة السلام العربية لقيام الدولة الفلسطينية مازالت مطروحة وهي جيدة وتحظى باحترام المجتمع الدولي والمراقبين باعتبارها مبادرة عادلة ونحن نؤيدها.
وفيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية أعرب عن أمله في أن تسود الدبلوماسية داعيًا جميع الأطراف إلى الحوار والتوصل إلى حل سياسي مراعين في ذلك الجانب الإنساني