عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
جاءت كلمة السفير الأذري ايلدار سليموف بمناسبة اليوم الوطني لأذربيجان لتعكس دور القيادة الأذربيجانية في تطور البلاد ونقلها الى ما هي عليه حتى اصبحت نموذجا..
السفير ايلدار لم يكتف بما تنقله الاخبار لهذه المناسبة بل بادر للكتابة بقلمه وأسهم في شرح المناسبة والتأشير على اهميتها في مقاله الذي قرأته بعناية، وهو يعكس أذربيجان الجديدة..
والحقيقة ان اهتمامي بأذربيجان تاريخيا دفعني لتأليف كتاب عنها رعته وزارة الخارجية الأذرية من خلال سفارتها، حين كان السفير العلامة البرفسور ايلمان أراسلي ابن العلامة المستعرب الباحث التراثي الشهير اراسلي عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية (مؤسسة ال البيت) في الأردن..
ايلمان اراسلي وضع اسم أذربيجان محترما عند الأردنيين، وخدم بلاده باقتدار واخلاص لسنوات طويلة وحين رحل السفير لم تحظ السفارة بمن يملأ مكانه او يقوم بدوره حتى جاء السفير الحالي وهو سفير مثقف يتقن اللغة العربية وينتمي إلى الوطنية الأذربيجانية ويحترم موظفيه ويقدر افراد الجالية ويعمل على تعميق العلاقات الاردنية الأذرية من خلال التواصل المستمر بالمسؤولين والمؤسسات الأردنية وإحياء الاتفاقيات والمشاريع التي تولدت افكارها من لقاءات الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الهام حيدر عليف اكثر من مرة خلال الزيارات المتبادلة التي كان لها الاثر الكبير في تعزيز علاقات البلدين والاسرتين الحاكمتين في الاردن وأذربيجان.. لقد نفض الركود وجعل العمل في السفارة شفافا..
أذربيجان بلد صديق للأردن له سياسات معتدلة ومحترمة، استطاعت ان تكسب الانصار والمؤيدين وخاصة في الصراع الذي بلغ ذروته في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا قبل حوالي سنتين، حين استطاعت أذربيجان بأصدقائها وصواب سياساتها وتخطيطها من تحرير معظم اراضيها من الاحتلال الارمني الذي جاء نتيجة عدوان في اعقاب استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، حيث حظيت ارمينيا انذاك بالدعم الأجنبي…
استطاع الهام علييف اطلاق طاقات بلاده ونقل بلاده على مدارج التطور ووظف عوائد النفط الذي اشتهرت بانتاجه أذربيجان في سبيل التنمية التي انعكست على اوضاع الأذربيجانيين ليقيم شبكة علاقات دولية فاعلة ويوسع صداقات أذربيجان مع العالم العربي ومع الدول الإسلامية.. ويجعل أذربيجان عضوا هاما في مجموعة دول منظمة المؤتمر الاسلامي اضافة الى عضويتها في العديد من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها..
عملت أذربيجان من اجل السلام وظلت تضع قضايا بلادها الوطنية في الاختبار في علاقاتها حتى اتيحت لها الفرصة المواتية للتحرير فكان النصر..
السفارتين اللتين سبقتا سفارة ايلدار لم تكونا بالمستوى المطلوب في خدمة أذربيجان وقد يكون حكمي عليها قاسيا، ولكني اردت ان اقول الحقيقة وانا اتابع علاقات أذربيجان مع الاردن وادعو الى تطوير هذه العلاقات بعيدا عن المصالح الشخصية وقريبا من المصالح العامة للبلدين، فالسفير الاسبق استدعي للخارجية الاردنية اكثر من مرة قبل ان يرحل ، ولم يكن الاخر الذي سبقه قادرا على دفع العلاقات الى الامام بل استمرت في المراوحة..
الآن هناك رهان على السفير ايلدار الذي حرص منذ اليوم الاول على تطوير العلاقا،ت والذي يتمتع بعلاقات مميزة مع رئيس الجمهورية الأذري وبثقة وزارة الخارجية، ونشاط مميز بدأ يمارسه في سفارته في الاردن ولقاءاته المتعددة رغم الظروف التي جاء فيها السفير ايلدار في زمن كانت ما زالت جائحة الكورونا تخيم على العالم..
نعم تعيش أذربيجان الآن كما يقول السفير ايلدار في مقالته المميزة فترة استراتيجية جوهرها التنمية وقطف ثمرة الانتصار التي اسست لوحدة وطنية أذرية صلبة، والتفاف الشعب حول قيادته ودعم استقلاله، ولهذا فإن خارطة الطريق الموصلة الى العام 2030 والتي وضعها الرئيس الهام سوف تشكل البوصلة والدليل على التوجه الجديد للدولة وخاصة السنوات الثمانية القادمة، ورغم ارتفاع حجم الناتج المحلي في أذربيجان الى ثلاثة اضعاف ما هو عليه وقد وصلت احتياطات النقد الى 53 مليار دولار امريكي، واستثمارات بلغت 280 مليار دولار امريكي، وقد ثبت ان احتياطات النقد تتفوق بـ 6 اضعاف على الدين الخارجي وهذه مؤشرات تعافي جيدة باكثر من اتجاه ابرزها تراجع البطالة من 50% الى 6% وتصنيف أذربيجان يأتي ليكون من اكثر (10) دول اصلاحا ، وتحظى بمكانة متقدمة بين 74 دولة حسب تقرير دافوس الاقتصادي العالمي المعروف..
لقد خرجت أذربيجان من جائحة كورونا العالمية باقل الخسائر وهي تواصل الآن التقدم لتحقيق الاهداف الوطنية التي رسمها الرئيس الهام علييف مستفيدا من تحرير الاراضي الاذرية في نوفمبر عام 2021 وفتح صفحة جديدة بإعادة الاعمار وبناء التنمية، وهناك مفردات عديدة جديدة في البنية التحتية والمشاريع الكبيرة التي تقام في الطرق والسكك الحديد والمطارات وخطوط نقل الكهرباء والغاز والماء والمشاريع الزراعية والتجمعات السكانية..
أذربيجان ستكون الآن ومستقبلا غير أذربيجان في الماضي حين خرجت من استقلالها لتجد العدوان بانتظارها والطامعين في اراضيها واستقلالها..
أذربيجان اليوم على موعد مع التجديد واستكمال حالة اصلاح اقتصادي شاملة بموازنات مرصودة تشمل عموم اجزاء الوطن ولكل المواطنين، وخاصة في منطقتي قره باغ وزانجازور الشرقية الاقتصاديتين ..
هذا العيد عيد فرح وهو مناسبة اراد الرئيس فيها ان تكون همّة الأذربيجانيين وارادتهم متحفزة وفاعلة للاستفادة من النصر وتكريسه وتعميق مفهوم الاستقلال وبناء التنمية و الاعتماد على النفس، فالبلاد ذات تاريخ وثروات وموقع وهي قادرة على تحقيق اهدافها في خدمة شعبها..
يبقى ان اقول ان أذربيجان اليوم تشهد انفتاحا على العالم تترجمه من خلال السياحة التي بدأ الاردنيون يرونها في برامجهم..
أذربيجان تستحق التهنئة بعيدها الوطني ويستحق سفيرها المباركة لدوره الواضح في تعزيز العلاقات الاردنية بفاعلية..