لم يعد يخفي على أحد بأن الجانبين حماس و”إسرائيل” غير معنيين في التصعيد على جبهة قطاع غزة، قيادات حركة حماس في قطر وتركيا والقاهرة وقطاع غزة هم محور إتصالات الوسطاء من أجل الإستمرار في التهدئة بعد معركة سيف القدس بنفس التوقيت من العام الماضي، معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن المواطنين الفلسطينيين في الشيخ جراح كانت محور المقاومة والتضامن الشعبي في عموم فلسطين التاريخية والضفة الغربية وقطاع غزة، وقد حقق الصمود والمقاومة الشعبية تضامن لم يسبق له مثيل، حيث امتدت حمالات التضامن الشعبي والبرلماني في مختلف أرجاء العالم تضامن مع أهالي الشيخ جراح بمدينة القدس ومع المرابطين والمرابطات والشباب والشيوخ والأطفال والأهالي في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى وعروبة القدس وسيادتها الفلسطينية، وقد دفع ذلك دول وشعوب العالم والأمم المتحدة ودول أوروبا والمجتمع الدولي يقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وقد أسهمت وسائل الإعلام والفضائيات تبرز جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين.
حماس اعتبرت نفسها خارج إطار الفعل الفلسطيني والعربي خلال معركة القدس ونتائجها، وخاصة أن قياداتها خارج قطاع غزة ما ببن إسطنبول والدوحة وبيروت وماليزيا في إطار العيش الرغيد والإستثمار الإقتصادي في العديد من دول العالم، وفي نفس الوقت كانت حالة من التوافق المشترك بين حماس و”إسرائيل” خاصة بمرحلة وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث المسار والتوافق المشترك بين الجانبين والذي يتمثل في إبقاء قطاع غزة تحت السيطرة وعدم السماح في إطلاق الصواريخ على تل أبيب، مقابل توسيع مساحة الصيد البحري ودخول الأموال القطرية بشكل شهري ومنتظم عبر السفير محمد العمادي والوسيط المعتمد بين حماس و”إسرائيل”، ورئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة
الجانب القطري جدد مرة أخرى هذا العام الدفعات الشهرية لحركة حماس لمدة عام وبموافقة “إسرائيل” لكل تلك التداعيات والأسباب تلتزم حماس بمنع عملية إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستبدال ذلك في البيانات الخطابية والتي تصدر عن قيادتها في غزة ودوحه وتركيا وبيروت ولقد قامت بمنع حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري من الرد على إقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، وإغتيال ثلاثة من كوادر سرايا الجهاد الإسلامي وهم داخل سيارة كانوا يستقلها، وقد أعقب منع الأجهزة الأمنية لحركة حماس منع الجهاد الإسلامي من الرد بصواريخ على تل أبيب رداً على عملية الاغتيال وما يحدث في جنين ومخيمها والتصعيد الإسرائيلي في القدس واقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتقالات دفع بفصائل المقاومة بإطلاق بعض الأحيان رشفات من الصواريخ، “إسرائيل” تريد التصعيد في قطاع غزة من أجل تحريك إتجاه البواصل عن القدس، حيث بعد معركة الصمود والتصدي التي يتوجها الشاب المقدسيين في صمودهم وتصدي للاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وإفشال تمكين المتطرفين من القيام بذبح القرابين يوم الجمعة الماضية في باحات المسجد الأقصى المبارك،
حماس تبحث عن موطئ قدم في مسار التهدئة وتسوية، والمحافظة على المكتسبات التي حققتها من خلال عملية سيف القدس في شهر رمضان الماضي وما تحقق في المفاوضات المتتالية المباشرة ومن خلال الوسطاء وقد يكون ما تحقق بشكل مباشر أهم بكثير من دور
الوسطاء، حيث توضح ذلك من خلال قائد حماس في قطاع غزة
يحي السنوار أبو إبراهيم الذي كشف الإعلام الإسرائيلي حول الرسالة بخط يد السنوار وبلغة العبرية ومن المعروف أنه أمضى سنوات في سجون الإحتلال وأصبح بعد عملية تبادل الأسرى صفقة شاليت مسؤول حماس في قطاع غزة.
نستخلص من ذلك أن” إسرائيل” تحاول إبعاد الأنظار عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، من خلال تصعيد متفق عليه بين حماس و”إسرائيل” بقطاع غزة ويكون في نفس الوقت تحت السيطرة، وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس خلال مناقشات أجراها مع رؤساء مجالس مستوطنات غلاف غزة:”إسرائيل” مستعدة لاتخاذ أي خطوة ضرورية للحفاظ على أمن مواطنيها وقال سنرفع الجاهزية في مستوطنات الغلاف قبيل حلول العيد وسنمضي بسياسة الرد القاسي، وخالد مشعل وهنية ردهم من الدوحه وسنوار الرد المزلزل ليس لديكم الرد، فقد سبق الرد هؤلاء الأبطال الذين سيطروا على الخضيرة وتل أبيب عاشت 9ساعات تحت سيطرة الشهيد المهندس رعد فتحي زيدان من كتائب شهداء الأقصى، وسوف تتكرر وبشكل مفاجئ تلك العمليات العسكرية في عمق الأرض المحتلة ولن تجد “إسرائيل” من يتفاوض أو يساوم أو المقايضة شعار هؤلاء الشريحة من الشباب الفلسطيني الثائر المقاوم للاحتلال الإسرائيلي العنصري؛ لذلك الأيام القادمة لن تكون كما سبق لدينا جيل لن يركع أو يساوم ويردد ثورة ثورة حتى النصر.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com