عروبة الإخباري – التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان أمس ، في المناظرة الوحيدة بينهما قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد.
وبالنسبة إلى لوبان، التي تتأخر عن ماكرون في استطلاعات آراء الناخبين، فإن المواجهة التي طال انتظارها هي فرصة لإقناع الناخبين بأنها تتمتع بالمكانة والرؤية التي تجعلها رئيسة.
وأكدت لوبان خلال المناظرة تمسكها بفكرتها المثيرة للجدل بشأن حظر الحجاب الإسلامي، الذي تعتبره “زياً موحداً فرضه الإسلاميون”، لكنها شددت في المقابل على أنها “لا تحارب الإسلام”. ورد ماكرون عليها بالقول: “سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية. أقول ذلك بصدق”.
وقال ماكرون لمنافسته اليمنية المتطرفة: “إنك تدفعين الملايين من مواطنينا إلى خارج الفضاء العام”، معتبراً أن ذلك سيكون “قانون نبذ”، لكن لوبان ردت قائلة إنه سيكون “قانوناً للدفاع عن الحرية”.
واعتبرت المرشحة اليمينية أنه أمر “يتعلق بتحرير المرأة، وكبح الإيديولوجيا الإسلامية”. وأردفت: “أنا لست ضد الإسلام، وهو دين له مكانه” في فرنسا.
وفي بداية المناظرة، قالت لوبان بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية: “على مدى السنوات الخمس الماضية رأيت (الشعب الفرنسي) يعاني ويقلق وأريد أن أقول إن هناك خياراً آخر”. وأضافت “سأكون رئيسة (تهتم) بتكاليف المعيشة… سأكون رئيسة العدل”.
وبالنسبة لماكرون، ربما يكون التحدي الأكبر الذي يواجهه في الحفاظ على تقدمه المتزايد في استطلاعات الرأي هو ألا يبدو متعجرفاً – وهو أمر انتقده العديد من الناخبين – بينما يلقي الضوء على الثغرات التي يراها في خطط لوبان السياسية.
وقال ماكرون، في تعليقاته الافتتاحية، إنه في حال إعادة انتخابه، فإنه سيسعى جاهداً لجعل فرنسا “أكثر استقلالية وأقوى… يمكننا تحسين الحياة اليومية”.
ومع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 13 عاما، قال ماكرون إنه فخور بخلق فرص عمل خلال ولايته، مضيفاً “أفضل طريقة لتعزيز القوة الشرائية هي محاربة البطالة”.
وظل المرشحان يقاطعان بعضهما بعضا في بداية المناظرة، إذ قالت لوبان إن مقترحاتها “في الحياة الواقعية” سيحسن وضع الناخبين أكثر بكثير من خصمها، بينما قال ماكرون إن بعض مقترحات لوبان ليست واقعية.
أوكرانيا وروسيا في مناظرة ماكرون ولوبان
إلى ذلك، اتّهم ماكرون لوبان، منافسته في الدورة الثانية من الانتخابات المقرّرة الأحد، بـ”التبعية للسلطة الروسية و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”، وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه المرشّحة اليمينية المتطرّفة من بنك روسي.
وردّت لوبن بنفي هذا الاتّهام بحدّة، مؤكّدة أنّها “امرأة حرّة تماماً وقطعاً”، ومبرّرة لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.
وأكّدت المرشّحة اليمينية المتطرفة أنّها تؤيّد “أوكرانيا حرّة” ومستقلّة في آن معاً عن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
على صعيد متصل، قالت المرشحة الرئاسية الفرنسية لوبان إنه ينبغي لأوروبا ألا تحظر استيراد النفط والغاز من روسيا. وأضافت أنها توافق على العقوبات ضد نخبة رجال الأعمال الأثرياء الروس والنظام المالي، لكنها لا توافق على الإجراءات المرتبطة بالطاقة.
وقالت لوبان: “العقوبة الوحيدة التي اختلف معها هي وقف استيراد الغاز والنفط الروسيين. ذلك ليس الأسلوب الصائب”.
وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجاً ليبرالياً مؤيداً لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.
وبعد نهاية المناظرة، كشف استطلاع للرأي أن ماكرون أكثر إقناعاً من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في المناظرة.
ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته شركة “إيلابي” لاستطلاعات الرأي لصالح محطة “بي إف إم” التلفزيونية، وجد 59% من المشاهدين الذين استطلعت آراؤهم أن ماكرون أكثر إقناعاً من لوبان.
وفي 2017 خلص استطلاع رأي أجرته الشركة نفسها، إلى أن 63% من المشاهدين وجدوا ماكرون أكثر إقناعاً.
وتظهر تقديرات التصويت في الانتخابات المقرر عقدها في 24 إبريل/نيسان أن ماكرون سيفوز بنحو 55.5% من الأصوات.
وهزم ماكرون منافسته لوبان في انتخابات 2017 بحصوله على 66.1% من الأصوات.