عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
إنها عودة الوعي وعودة الروح للفوسفات..
فلم يعد مجالاً للندم أو التحسر حتى على الخصخصة طالما تتولى إدارة ناجحة ووطنية شركة الفوسفات وتجلب ربحاً بلغ أكثر من نصف مليار دينار مع نهاية عام2021 وصافيا بعد الضريبة والأقتطاعات 335.6 مليون دينار..
هذا رقم مفاجئ لم اكن أتوقع أن شركة كانت قبل عدة سنوات قد خسرت وكثر الندابون وكُتبت المراثي فيها تعود إلى الاخضرار وتكسر الأرقام القياسية ليضاعف ربحها بنسبة 12 ضعفاً مقارنة مع العام الذي سبق وهو عام 2020، أي بزيادة 1200%.
الذين صنعوا ربهم من التمر ثم أكلوه كما كانت تفعل قبيلة “تميم” في الجاهلية قبل الإسلام ممن اشفقوا على الشركة من الخصخصة عليهم أن يدركوا الآن أن ذلك جرى تعويضه بالإدارة الكفؤة، فها نحن الآن في شباط عام 2022 نسجل للفوسفات ما قدم للخزينة من حصة الدولة وهو 200 مليون دولار وهو رقم لم يسبق حتى قبل الخصخصة وسيزيد مع الأيام..
لم يمنع أحد الحكومة من إعادة شراء أسهم الفوسفات المباعة للخارج، فقد كانت هناك فرصة ولم تتحرك الحكومة لذلك، واللافت أن الادارة الحالية هي التي تحركت وضربت على صدرها وأبقت الأضوية مشتعلة حتى منتصف الليل في المباني، وكذلك الميدان حين تعلم رئيس مجلس الإدارة الكشافة على كبر وهو يداهم الميادين وحقول التعدين وجباله، و يلتقي سائقي الغارفات ومعالجي الفوسفات المتراكم منذ سنوات وهو في عداد الخام المسحوب على التصدير والذي يحتاج إلى معالجة.. الادارة الحالية نجحت بامتياز وإعادت بناء الشركة من الداخل واستطاعت أن تبني إدارة تنفيذية مواكبة..
كان شعار الذنيبات الذي قاده إلى النجاح هوضغط الإنفاق لانه يؤمن أن الاقتصاد في النفقه نصف العيش وهو لم يسحب امتيازات مستحقة لعمال أو عاملين بمقدار ما أوقف الهدر، وأوقف وامتيازات غير مبرر واسترجع أموالاً وخلص الشركة من الترهل..
وضع الذنيبات منذ جاء إلى إدارة الفوسفات قبل أربع سنوات خطة لم يتنازل عنها رغم أنها كانت طموحة كثيراً، وقد شكك الكثيرون في إمكانية أنفاذها لكنه قال لهم نلتقي عام 2022 ليحمل لهم خبر وصول كميات إنتاج الفوسفات حاليا إلى 10 ملايين طن، وهذه الكمية لم تتحقق منذ تأسيس الشركة في الخمسينيات حين كان الفوسفات ينقل على الحمير والتعدين بالفؤوس والمجارف..
صحيح أن الحظ كان واردا بقوة في الارتفاع العالمي لخام الفوسفات وخاصة أن الأسعار العالمية ارتفعت في مجال الأسمدة، وفي مجال مادة البوتاس أيضا .. وهنا لابد من ذكر العقود التي جرى تحريكها مع جهات رسمية وشبه رسمية من شركات عامة و نقابات وجمعيات متخصصة في الهند ودول أخرى ظلت تشكل زبائن ثابتين للفوسفات..
أن الإقبال العالمي على الأسمدة وعلى مادة الفوسفات شكل فرصة ثمينة للإدارة أن تبدع في إعادة التسويق وبيع المزيد من الاحتياطي وتحسين النوعية بمدخلات إضافية..
الذنيبات امتدح الادارة التنفيذية و اثني على أدائها وعلى العاملين و النقابة وأعضائها ولكل العاملين في مواقع الشركة المختلفة ،ونسب النجاح لهم أيضا وفيما حققوا من إنجازات متعددة على صعيد المبيعات والتسويق ومن قبل الإنتاج.. فمن بين 10 مليون طن إنتاج بلغت المبيعات 9.7 مليون طن، وبلغ إنتاج سماد الداب المعروف 728 الف طن ..
شركة الفوسفات كانت وستعود الأولى بلا منازع في رفد ميزان المدفوعات بالعملة الأجنبية وهذا جزء من دورها في خدمة الاقتصاد الوطني والحرص عليه..
وللفوسفات شركات حليفة غير مجموعتها وكلها جرى إعادة موضعتها وترتيبها و ضخ الدماء حتى في الشركات الحليفة التي تعثر بعضها قبل أن يعاود الانطلاقة..
لم تلتفت الادارة إلى موجة الرجم والذم والقدح التي سادت قبل فترة لتصيب الفوسفات وإنما ذهبت الادارة باتجاه مواصلة شوط الذهاب لتعزيز النتائج و الأرباح التي وصلت إلى هذا الرقم القياسي… تستحق الفوسفات الآن أن يثنى على جهود إدارتها وأن يُدافع عن إنجازها و ان يرد على المشككين في النتائج التي استطاعت و أن تصل إليها بجهد العاملين جميعا..
وعسى أن تكون هذه النتائج التي أفصح عنها من بورصة عمان و هيئة الأوراق المالية هي اوراق اعتماد جديدة للجمهور المساهم أو المهتم ليدرك أن الفوسفات التي تهاجم هي فوسفات الأمس وليس فوسفات اليوم.. فنحن أمام مرحلة جديدة من الإنجاز ما زالت عناوينها تتالى.
الفوسفات.. كعب أخضر..
6
المقالة السابقة