حظي خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بإهتمام بالغ ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بل على الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية لما حمل من مضامين سياسية ووطنية بمرجعيتها التاريخية والحقوقية والقانونية جسدت وتجسد حق الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي وبحقوقه الأساس التي تم ويتم إنتهاكها من قبل عدو إستعماري لم يشهد العالم مثيلا لجرائمه على مدار قرن من الزمن .
في هذا المقال ساتناول المحور الثاني من خطاب الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد أن إستعرضت في مقالي السابق المحور الأول أساس وجذور الصراع
حقوق الشعب الفلسطيني :
الشعب العربي الفلسطيني الضارب جذوره في كامل أرض وطنه التاريخي الذي تثبت الأحداث التاريخية على مدار القرون انه لم يكن طارئ الوجود بل شعب اصيل متاصل في وطنه وعلى ارض وطنه تاريخيا .
للشعب الفلسطيني حقوق تاريخية وقانونية وحقوقية ووطنية لا يمكن لأي قوة أن تنتزعها أو تفك إرتباطها بالوطن من قلوب وعقول الشعب الفلسطيني باجياله المتعاقبة تلك الحقوق تمثل في كليتها حقوق أساس كفلتها القوانين الدولية لجميع شعوب العالم دونما تمييز إستنادا إلى ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وللعهود والمواثيق الدولية .
وهنا يبرز تساؤل ما الجدوى والفائدة من إبرام العهود والمواثيق والإتفاقيات والقوانين والقرارات الدولية إذا لم يتم إحترامها وفرض تنفيذها وإيقاع مختلف أشكال العقوبات الرادعة بحق من ينتهكها عن سابق إصرار أو يرفض الإلتزام بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة والموقف من الكيان الإستعماري الإسرائيلي نموذجا ؟
الشعب الفلسطيني وحيدا من بين شعوب العالم يعيش محروما من التمتع بحقوقه الأساس
بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس نتيجة لقرار إستعماري بريطاني فرنسي أنتج كيان إستعماري إرهابي إحلالي عنصري يحتل ويستعمر فلسطين ويتبجح بعنجهية بالإعلان المستمر عن رفضه إنهاء إستعماره لدولة فلسطين المعترف بها دوليا تلك العنجهية المستمدة من طبيعته العدوانية ومن الدعم والإنحياز الأمريكي وحلفاءه من دول مهيمنة على مفاصل القرار الدولي تتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والحقوقية عن :
• إدامة الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي • حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الاساس
• العجز لغياب الإرادة الجادة بحماية الشعب الفلسطيني من جرائم سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي
• غياب الارادة باتخاذ الاجراءات الكفيلة بإلزامه لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية إعمالا وتنفيذا للقرارات الدولية ولأحكام الإتفاقيات والعهود الدولية .
بناءا على ما تقدم يمكن فهم أهمية ما تضمنه خطاب رئيس دولة فلسطين محمود عباس في الامم المتحدة من تأكيد ثابت راسخ على حق الشعب الفلسطيني بالنضال حتى نيل حقوقه ودحر الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري . كما يمكن للمتابع والمحلل ان يقرأ في إيلاء الحق حيزا وجانبا مهما في سياق الخطاب إنما يحمل دعوة لكافة أعضاء الجمعية العامة للأمم بضرورة العمل على إعلاء وترسيخ مبدأ الحق وهنا يمثل الإنتصار لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس التحدي الأكبر للإنتصار ودحر نهج إعلاء وهيمنة مبدأ القوة العسكرية الذي يعمل على تقويض السلم والأمن الدوليين .
تصفية الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري عن دولة فلسطين المحتلة وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 حتمي. .. فالشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مدعوما بحقه ومن أحرار العالم لن يركع ولن يستسلم حتى التحرير بدحر المستعمر الإسرائيلي العنصري وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله. ..؟
خطاب الرئيس الفلسطيني. … يمثل. .. إستراتيجية الحد الأدنى ؟د .فوزي علي السمهوري
13
المقالة السابقة