تعالت أصوات تحذر من اقامة مهرجان جرش والعالم عموما وبلدنا مازالا يئنان تحت وطئة جائحة فيروس كورونا.
لابد ان اصحاب هذه الاصوات حريصون على الصحة العامة، وسلامة الناس من الاصابة وخطر التعرض للفيروس.
ولابد اكثر اننا بأمس الحاجة الى الفرح.
وهل اجمل من جرش التي كانت اعمدتها التاريخية على مدى اربعين عام تقريبا، خير شاهد على حناجر وموسيقى نادت بالحب والسلام للبشرية جمعاء.
بعد مصاب الجائحة وما تركت وعاثت في نفوسنا من حزن ولوعة وخوف وترقب، يقول البعض ان اي فرح حاليا هو (خالي الدسم)، ولكن، على هذه الأرض قلوب مازالت تطمع بفرح وحياة، وهو ما يضفيه هذا المهرجان الذي يحتفل بالثقافة والفنون، اتفقنا او اختلفنا على برنامجه.
بالمجمل الفرح مباح، والحرص ضرورة، ولا احد سيكون اكثر حرصا وخوفا عليك منك « لا حكومة ولا وزير ولا مدير مهرجان ولا أحد « انت والتزامك وحرصك.
المهرجان اليوم، وايضا كل مهرجان محلي انما يسعى إلى الارتقاء بالثقافة من خلال الشعر والقصة والخاطرة والمسرحية والأغنية والرسم وتسليط الضوء على المبدعين وتكريمهم، وحتى منح المشاركين جوائز مادية وعينية ومعنوية، سيما بعد ما تركته الجائحة من آثار سلبية على فئات تعمل بالفن والابداع.
اتفق مع كل صوت يدعو الى سلامة وصحة الناس الجسدية، واتفق بشدة ايضا مع كل من يؤيد اقامة فعاليات من شأنها ان تنشد الفرح والحب وتحتفل بالجمال.
جرش واي مسرح او قاعة او منتدى او حتى «عريشة»، قد تمثل حائط صد منيعا في مواجهة ثقافة الكراهية وايضا الحزن والبؤس والاحباط، وينشر المحبة والتسامح والجمال واعلاء البهجة والفرح، لعلنا نسترجع بعض الدفء ونغمات هي مؤشر على الحياة النفسية الصحية المتمثل باستبعاد للتشاؤم والانزواء والاقصاء.
الفرح.. الفن..حالات تبعث في العقل والقلب دهشة محببة هي من علامات الحياة، فليكن دعوة للحياة والفرح في وجه كورونا وغيرها من احباطات وبؤس (كامل الدسم) نتجرعه يوميا.
الاعلان عن المهرجان اعاد لنا فرحة اللقاء بين الفن والجمهور، بل أعاد الحياة من خلال هذه الرموز والألوان التي ستجتاج المدينة، مدينة جرش، لتعج بالحياة والحركة، وكأنها دعوة إلى الانعتاق من أغلال الجائحة، والانغماس في عوالم الفن والحب والحياة والجمال تذوقاً وتأملاً.