يفصلنا ايام قليلة عن الإنتخابات الرابعة في الكيان الصهيوني الإستعماري الإسرائيلي وهي الأولى وقد لا تكون الاخيرة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي بايدن التي تمتلك رؤية سياسية لحل القضية الفلسطينية مناقضة لسياسة ترامب المنحازة كليا لشخص نتنياهو ومعسكره ولرؤيته العدوانية التوسعية مما تمثل لنتنياهو على الصعيدين الشخصي والسياسي تحديا مصيريا بل معركة بقاء تحدد مستقبله السياسي اولا وحريته ثانيا التي قد يفقدها بسبب تهم الفساد التي تلاحقه .
مناخ الإنتخابات :
تتميز الإنتخابات الرابعة بشكل عام بعدد من العوامل التي ستؤثر حتما على نتائجها منها :
أولا : العلاقة المتوترة بين نتنياهو شخصيا ومعسكره عامة مع إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وبالتالي إنعكاساتها على مستوى وشكل العلاقة بين الطرفين .
ثانيا : الفعاليات الإحتجاجية التي لم تتوقف منذ اشهر مطالبة بإسقاط نتنياهو مما تعد مؤشرا على بوصلة التصويت لدى قطاعات واسعة من الناخبين .
ثالثا : إزدياد المعارضة لنتنياهو في أوساط حزبه وبعض أحزاب اليمين المتطرف .
رابعا : توافق بل إجماع من الأحزاب بغالبيتها على ضرورة إزاحة نتنياهو عن المشهد السياسي لأسباب مختلفة يقع على رأسها التخلص من مشروع حاكم دكتاتور يهدف البقاء على سدة الحكم مدى الحياة .
خامسا : الفشل في تحقيق إختراق تطبيع علاقات جديدة مع دول عربية صمدت أمام ضغوط ترامب تلك الضغوط التي ساهمت بدفع انظمة لتوقيع إتفاقيات إذعان وليس حبا وثقة بنتنياهو وعنجهيته التي لا حدود لها للدرجة التي دفعته ولا زالت تدفعه للهاث وراء إبرام أي إتفاق قبيل الإنتخابات في مسعى لتعزيز فرص تحصيل مقاعد إضافية تكفل له تشكيل حكومة جديدة نجد أنه يتمادى بتصريحات عدائية إتجاه انظمة مستهدفة صدرت عنه قبل يومين مضت اتسمت بالبجاحة والصلافة بقوله ان إتفاقيات تطبيع جديدة بالطريق من موقع القوة .
سادسا : قرار المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية التي تم إرتكابها بحق الشعب الفلسطيني مما قد تدفع الإطاحة بنتياهو ورميه خارج الحلبة عل ذلك يساعد في تخفيف آثار قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية .
القائمة المشتركة والإنتخابات :
للقوى السياسية إلإسرائيلية التي التقت على هدف الإطاحة بنتياهو كل لأهدافه ودوافعه فإن للشعب الفلسطيني الأصيل المرابط على أرض وطنه التاريخي اسبابه واهدافه الخاصة به تحفزه للعمل على عزل وطرد نتنياهو كليا من الحياة السياسية او إجهاض مخططه بتشكيل حكومة جديدة على اقل تقدير وذلك من خلال :
▪ العمل على رفع نسبة المشاركة في الإقتراع لصالح القائمة المشتركة التي فرضت نفسها على الساحة السياسية ولو ككتلة مانعة .
▪ تكثيف الجهود المبذولة بالتواصل مع جمهور الشعب الفلسطيني الأصيل وحثه على المشاركة الفاعلة إقتراعا ودعما بهدف الوصول إلى أعلى نسبة تمثيل تتبنى وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم السياسية والوطنية والمدنية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية التعليمية التي تعرضت وتتعرض لأعتى أشكال الإنتهاكات والتمييز العنصري وتقويضا لأهداف نتنياهو بتفكيك القائمة المشتركة التي اسفرت عن إنسحاب عباس منصور منها لأسباب تخلو من الحجج والمنطق في ظل مرحلة تتطلب وحدة الموقف في مواجهة نتنياهو ومؤامراته التي تستهدف الشعب الفلسطيني على إمتداد وطنه التاريخي تلك الخطوة في حال إستمرارها لم ولن تخدم سوى العدو الاكبر للشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل منذ عام 1948 وعلى إمتداد مساحة فلسطين الذي يمثل رمز غلاة التطرف والعنصرية والعدوانية نتنياهو الممعن في حربه على تمكين الشعب الفلسطيني من حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كما تمكنه الإفلات من السجن ومن السقوط السياسي .
▪ لإجهاض مخطط نتنياهو بتهجير الشعب الفلسطيني الأصيل خارج مدنهم وقراهم تحت مسميات وذرائع مختلفة .
لهذا فالإقبال بالمشاركة الفاعلة بالإقتراع لصالح القائمة المشتركة واجب وطني لتفويت الفرصة على خطط نتنياهو باكاذيبه وأدواته .
الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها يتوقع من قيادات الحركة الإسلامية الدولية الضغط إعلان موقف حاسم رافض وضاغط على عباس منصور للإنفكاك عن نتنياهو مهما كان شكل التعاون أو التنسيق أو الإرتباط فالاحداث اثبتت أن نتنياهو تاريخيا لم ولن يحترم وعوده مهما كانت بسيطة .
المصلحة الوطنية تقتضي العودة إلى صفوف القائمة المشتركة لتحقيق أهدافها بكفالة مصالح شعبها وإسقاط رمز العنصرية والتطرف والعدوان نتنياهو بغطرسته وساديته وهمجيته. …؟ !
دعم القائمة المشتركة … واجب وطني .. قوتها تقويض لمشروع نتنياهو ؟ د. فوزي علي السمهوري
7
المقالة السابقة