البوتاس العربية .. نغبط هذه الإدارة على انجازاتها..

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
كيف استمرت إدارة شركة البوتاس العربية في التحليق رغم سوء الأجواء الاقتصادية على المستويات المحلية والعالمية.. ومن أين جاءت هذه التوفيقية، في حين تراجعت وبشكل مفجع شركات عديدة وخاصة في مجال التعدين على وجه التحديد..

في الماضي كان لدينا رافعتان اقتصاديتان كبيرتان هما “الفوسفات والبوتاس” حين وجدنا أن احداهما قد غابت أو تكاد أن تغيب بعد أن أصابتها أمراض عديدة ما زالت تحت التشخيص، وما زالت الشركة في وضع صعب ، في حين برزت البوتاس بأرباح نافرة استحقت أن تعلق على جبينها (خرزة زرقاء)، وأن يلهج باسمها في المنابر الاقتصادية والتعليقات الصحفية، وحيث نبحث عن من يأتي لنا بالترياق في زمن صعب جفت فيه المنابع وتوقف الكثير من ايقاع النشاط الاقتصادي..
يحق لفريق الإدارة العامل في البوتاس أن يفتخر بما قدم وانجز، وقد ناب جلالة الملك عن الجميع حين كرم البوتاس إدارة وعاملين على نتائج اعلنت أمس أيضا لتشير إلى (55) مليون دينار كأرباح عن النصف الأول من هذا العام 2020، وهذا المبلغ (مشفى) أي صاف بعد اقتطاع الضرائب والمخصصات ورسوم التعدين والتبرعات لمواجهة جائحة كورونا، وعند هذه النقطة نتوقف لنجد ان البوتاس كانت الأولى على المستوى الوطني في حجم تبرعاتها التي زادت عن ثلاثين مليون دينار جاءت مبكرة ومؤسسة لصندوق “همّة وطن” الذي يتولى رئيس مجلس إدارة البوتاس موقع نائب الرئيس فيه..
انا من الذين يعلقون أهمية كبيرة على قدرة الإدارات في انتشال العمل ووضع المؤسسات والشركات الاقتصادية على سكة النجاح وانقاذه من التراجع أو الفشل أو الافلاس ، فقد نجحت في بلادنا إدارات وفشلت إدارات والشيء السلبي هو أننا لم نحفل كثيرا بالناجحين كما أننا لم نحاسب الفاشلين، وحين عطلنا هذه المعايير تراجعنا ..
إدارة البوتاس ناجحة بكل المقاييس، وإذا أردتم أن أذكركم فإنني سأتوقف أيضا عند إدارة الاتصالات الأردنية في وقت مبكر من نهايات القرن الماضي حين جرى خصخصة الاتصالات، فكان النموذج مثاليا والعوائد المادية والمعنوية كبيرة، وجدنا أنفسنا الآن في مقدمة الدول في مجال الاتصالات وخدماتها المتنوعة والمتطورة، فقد ظل نموذج الاتصالات الذي قاد خصخصته السيد جمال الصرايرة من موقع وزير الاتصالات بعيدا عن ما شاب غيره من تعثر وسوء إدارة ونقد، كما كان من حسن الطالع أن التوفيق رافق الشركات التي حلت فيها إدارة الصرايرة ولم ينل أيا منها تراجع أو خسارة، فقد حرص رئيس مجلس الإدارة أن يصطحب معه مجموعة من القادة الاقتصاديين والمتخصصين الناجحين والمختبرين وان يتخلى بسرعة عن من حملوا صفة الإخفاق والفشل أو بحثوا عن ذرائع لتراجعهم أو اختبأوا وراء ظروف مفتعلة.
لقد تعلمنا من إدارة البوتاس الكثير، وأبرز ذلك أنه لا بد من اعتماد إدارات مختبرة وناجحة لا تغرق في التفاصيل الصغيرة والمناكفات، وتترك للإدارة المتخصصة معها أن تعبر عن قدراتها وأن تبادر وتجتهد، كما أن هذه الإدارة أنصفت من تولت موقعها بالشفافية والمراجعة وقبول النقد والرد على أي مواقف جانبت الحقيقة..
كنت أطالع أمس موقع عروبة الإخباري الذي يحتفي باستمراربالنجاح ويميز أصحابه والقائمين عليه فوجدت تكرار اسم البوتاس باستمرار واخذها مساحات من التغطية لانجازاتها واطلالاتها المستمرة على الجمهور الاردني الذي يتفائل حين يقرأ اسم شركة البوتاس لادراكه ان خروج الاسم للقراء معناه النجاح والانجاز والمبادرة فالبوتاس في نهجها تشبه البنك العربي في تميزه المستمر واطلالتها على الناس مبشرة فقد تمكنت شركه البوتاس العربية من تحقيق أرباح قياسية للمرة الأولى في تاريخها على صعيدي الانتاج والمبيعات برغم التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا كوفيد-19 في الأردن والمنطقة والعالم فقد استطاعت هذه الإدارة المرجعية ان تبقى في المقدمة من تذليل كثير من الصعوبات لابقاء الانتاج والتسويق عاليا من احتفاظها بشروط السلامة في مواجهة الجائحة ولذا ارتفعت كميات الانتاج لتصل الى 1.31 مليون طن في النصف الأول من هذا العام وكان ذلك حلما يراود الشركة قبل عدة سنوات حين شكك الكثيرون في قدرتها على الوصول اليه وهذه الزيادة شكلت نسبة 20 % عن ما كانت عليه العام 2019 وقد صاحب ذلك حجم مبيعات زادت بنسبه 30 % ليصل بلغة الرقم الي 1.29 مليون طن مقارنة مع الفتره المشابهة عام 2019 ومع كل المؤثرات السلبية العالمية المرافقة لفيروس كورونا و المعبر عنها بانخفاض سعر العقد الصيني بقيمة 70 دولار للطن الواحد وكذلك سعر العقد الهندي مع البوتاس في 50 دولار للطن الواحد مع كل ذلك حافظت البوتاس على مواصلة رحلتها بالاقلاع ونجحت في التعويض المستمر بزيادة الإنتاج أو البحث عن توسعه أسواقها وزيادتها وتحسين نوعيه وضغط الانفاق فكان لها هذا النجاح الذي نبشر به الآن ونضع عليه خرزة زرقاء وهو 55 مليون دينار صافية ما زالت البوتاس تصارع كافة العوامل التي تشد ارباحها الى الوراء وما زالت تعمل بقدرات كبيرة ومميزة لتحافظ على نفس الأرقام التي سجلتها العام الماضي…

الفريق الإنتاجي المميز في البوتاس استحق التكريم وهو يبذل جهودا خارقه لإدراكه من خلال إدارته النشيطة أن وراءه مسؤوليات وطنية في جلب العملة الصعبة للبلد وأنه لا بد من فرص لتشغيل الأردنيين ولا يكون ذلك الا بالامعان في التوسع في المشاريع وتقديم المبادرات الناجحة واللحاق بالتطور والتنافسية واحسان أساليب الحوكمة وكل هذه جرى الأخذ بها لنرى أن إيرادات البوتاس العربية في النصف الأول من هذا العام 2020 قد بلغت 210.3 مليون دينار…
سمعنا جمال الصرايرة بعد إعلان النتائج وبحضور طاقم ادارته ان البوتاس العربية ماضية في تنفيذ المزيد من مشاريع التوسع في مجال الصناعات المنبثقة من البوتاس ولذا فهي تقدم على تسجيل منطقة تنموية ستكون خاصة كشركة مملوكة للبوتاس مما يؤهلها لتملك وإنشاء مجمع متكامل للكيماويات والأسمدة المتخصصة في منطقة البحر الميت وقد جرى اعداد هذه المشاريع وتقسيماتها وتقدير كلفها التي وصلت الى 330 مليون دولار امريكي ….

إذن نحن على موعد مع إنشاء مصانع جديدة لانتاج الكيماويات والأسمدة المتخصصة كما نحن على موعد من توسع شركة كيمابكو الناجحة التي تقودها البوتاس وتملكها من خلال المهندس الذي يدير العمل فيها بتميز وهو المهندس (بسام الزعمط)الذي جرى تكريم انجازاته من جانب إدارة البوتاس التي حرصت على أن تجعل عمل شركة كيمابكو مميزا في عوائد وأرباح البوتاس العربية و حين يتحدث جمال الصرايرة فإنه ينوه باستمرار الى دور الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس الدكتور معن النسور الذي اختار أن يكون مكتبه في الميدان في منطقه غور الصافي حيث مواقع الإنتاج وهو خيار أخذته الشركة برغبتها لتؤكد على نموذجها المميز الذي يؤهلها لزيادة الإنتاج…
الرئيس التنفيذي في ملابس الإنتاج والخوذة هو جندي في جيش نحن احوج ما نكون اليه اليوم وهو جيش (الإنتاج الوطني) والذي يستمع للرئيس التنفيذي يزداد إيمانه بقدرة الشباب الأردني في سد كل الثغرات التي تسببها رياح سموم الإقليم اقتصاديا واجتماعيا وخاصة حين يتحدث عن انتاج ما هو مميز عالميا من إنتاج (البوتاس الأحمر) الذي تم البدء بانتاجه عام 2019 والدخول لأسواق جديدة وسيكون لهذا الانتاج لاحقا شأن عظيم لا تستعجل الشركة في التبشير به وانما تريد للنتائج اللاحقة ان تعلن عن نفسها…
يبقى ان نبارك للبوتاس العربية ما انجزت وما وعدت لانجازه ولعل في التكريم الملكي ما يسمح لنا ان نتمنى حيث سبقنا التكريم في ذكر ذلك…

شاهد أيضاً

الإعلامية سارة علي لا ترضى إلا أن تتذوق طعم النجاح

عروبة الإخباري – هناك قول، عن النساء صاحبات البصمة المميزة في الحياة العملية، والنجاح مع …