* عندما تسلّم الرئيس الأمريكي-كنيدي- أوائل عقد الستينيات من القرن الماضي- قيادة البيت الأبيض- أدخل عدة آليات، ومن أهمها:
-القراءة السريعة Speed Reader …. كمهارة لمعالجة البطء البيروقراطي في انجاز المعاملات في البيت الأبيض والتي تطورت كمهارة يحرض المرء على اكتسابها في دورات تدريبية.
-ميزانية التخطيط والبرمجة (PPBS) كنظام يحكم ميزانية البيت الأبيض لمعرفة مصير صرف الدولار الواحد ومردوده الأقتصادي والاجتماعي، وتطورت كنظام يُدّرس أكاديمياً.
– المئة يوم الأولى في الرئاسة، حيث أعلن عن مشكلات محددة يعاني منها الموطن الأمريكي والتزامه بحلها خلال المئة يوم الأولى من رئاسته.
*أصبحت المئة يوم الأولى من التقاليد التي التزم بها معظم الرؤساء الأمريكيين، وانتقلت إلى مختلف أنظمة الحكم الديموقراطي التي تخضع للرقابة والمساءلة الشعبتيْن، وعملت الصحافة على تطويرها وترسيخها لتصبح أكثر شمولية أو كشف حساب المنجزات التي نفذتها السلطة أو الأدارة الحاكمة الجديدة، والتي غالباً ما تكون تحاكي هموم الشعب وآلامه وآمال ولم تعد تقتصر على تحديد أهداف محددة أو قضايا ومشكلات مجتمعية معقدة.
*أما في الأردن، ومن الذاكرة التي قد يتذكرها أو يُصوبها البعض، فقد بدأت عندما تولى رئاسة الحكومة أواخر السبعينيات المرحوم الشريف عبدالحميد شرف، الذي كان ملمّا بالجانبيْن السياسي والأعلامي الأمريكيين، حيث أمضى فترة ليست بالقصيرة سفيراً لدى منظمة الأمم المتحدة.
*وكان هناك صحفي مشهور عاد إلى الأردن، وأظن اسمه (جورج صالح الخوري أو صالح جورج الخوري)، فقد بدأ بنشر مقالات سياسية، وكان يشير إلى مفاجأة لحكومة المرحوم شرف، كانت تلك المفأجاة عندما قدّم (جردة حساب) لما قامت به الحكومة خلال المئة يوم الأولى، وأصبح ذلك شبه تقليد، سياسي/ أعلامي لدى تشكّل الحكومات، ولا أظن أنه كان نمطاً يمثل التزاما أو تقليداً أدبياً لدى معظم الحكومات الأردنية منذ ذلك التاريخ، فلم تكن هناك مراكز بحوث أو استطلاع رأي، كما هو الحال في مركز دراسات الجامعة الأردنية الاستراتيجي، الذي طوّر أو مأسس ذلك التقليد.
* فالفكرة تقوم على وجود (أجندة) أو جدول أولويات تعلنه الحكومة الجديدة، وتعمل أو تتعهد بتنفيذه ومحاسبة نفسها أو تتقبل المساءلة الأعلامية والمجتمعية، عن مدى تحقيق تلك الأولويات أو غيرها خلال المئة يوم الأولى من تسلمها مهامها وسلطاتها.
* وفي غير ذلك، أظن أنه لا معنى لها: سياسياً وإعلامياً أو حاكمية رشيدة، والله أعلم.