عروبة الإخباري _ كتب سلطان الحطاب
أيام ونقرأ انجازات شركة البوتاس العربية، فالتقرير جاهز بانتظار الاشهار في الاجتماع القادم…
لكن ما زالت ارقام العام الذي قبله وهو عام 2019 أمامنا، حيث حصلت الشركة التي ما زالت تتصدر كافة الشركات الاردنية في القطاعين الخاص والعام أرباحا بلغت 152 مليون دينار بعد اقتطاع الضريبة والمخصصات ورسوم التعدين، وتشكل هذه الارباح ما نسبته 21 % زيادة عن العام الذي سبقه…
هذا الاستهلال اردت ان اقول انه لفتح الشهية و تسمية الاشياء بأسمائها، فما زال على رأس البوتاس “خرزة زرقاء” تمنع الحسد والافتراء، وهذه الخرزة ترد الناظرين الى انجازات الشركة بالأرقام وتدفعهم للقراءة التفصيلية عنها والذهاب الى الافصاح والإشهار، فالإفصاح في الشركات هو الاصل وهو المناخ الذي تنجلي فيه الحقائق بلا تشوية او تسويغ…
كنت دائما وما زلت اعتقد ان الله لا يسمع من ساكت وانما لا بد من الجهر بما تعتقد وترى وتؤمن، صحيح ان الله يعلم الغيب وما في الصدور ولكنه اراد الجهر والذكر والتذكير، ولذا كانت صلاة الفجر والعشاء جهرا اعترافا بفضل الخالق على المخلوق…
نذهب للإشهار في البوتاس ونطالب بالمزيد من اشهار المشهر وتعريف المعرف وإعادة تقديمه في وسائل الاعلام، لعل ذلك يلجم الاشاعة، ويضع حدا لكل من يرغب في الترويج لها، سيما وان الاشاعات في السوق الان بدأت تصيب الاخضر واليابس، وتحاول ان تنفذ من اي ثغرة يعتقدها المشيع أي (صانع الاشاعة)، وقد ترعرعت الاشاعة حيث تكون الهشاشة وغياب الافصاح او الصمت عن الحقيقة…
اخذت البوتاس على نفسها كشركة مساهمة عامة وعربية ايضا ان تواصل الافصاح وان لا تخجل من نشر كل غسيلها على الحبال والهواء مباشره، لأنها متأكدة من نظافته ولونه ورائحته، وهي تفعل في ما سبق و حتى الان ،وسنراها تفعل ذلك في الاسابيع القادمة وفي موسم انعقاد جمعيتها العامة.. فماذا في اشهاراتها السابقة مما لم يقرأ او يُعلم به..
لي قراءة اخرى ليست مختلفة وإنما فقط في تناول الارقام التي ربما يقرأها البعض متفرقة متباعدة، لكني اردت ان اقرأها بصورة ترسم الصورة في اطارها الشامل ومن كل زواياها، لتكون هذه القراءة بمثابة الاسمنت والحديد الذي يبني جسم الشركة… فماذا في هذه القراءة من ارقام ؟ وما اذا اردت ان اقول لاترك التحليل والفهم لمن يشاء ولمن يريد ان يشتري لوحة متكاملة فقط…. ستكون مكوناتها الارقام فهي لا تخطىء اهدافها حين تكون نابعة من الانجاز والعمل…
بين يدي جدول قد لا يكون توفر للكثيرين جاء مفصلا عن شركة البوتاس العربية من حيث رصد ما يقارب العشر سنوات الاخيرة، وتحديدا اريد أن ابدأ من عام 2012 الى عام 2020 حيث مازالت ارقام هذا العام الاخير لم تعلن رسميا…
وأتوقف عند الحزم التالية:
اولا: مدفوعات شركة البوتاس العربية لخزينة الدولة خزينة المملكة الاردنية الهاشمية بالدينار…
فقد جرى دفع مبلغ 146 مليون دينار عام 2012 ، هذا المبلغ هو مجموع توزيع الارباح (60) مليون و ضريبة الدخل 30 مليون ورسوم التعدين 50 مليون ورسوم اخرى (6) مليون ليكون المجموع 146…
اما في عام 2013 وبنفس التوزيعات وان اختلفت الارقام فقد كان المجموع 83 مليون دينار وعن عام 2014 كان (58) مليون دينار و العام الذي يليه كان 90 مليون دينار، وعام 2016 كان 36 مليون دينار، وفي عام 2017 كان 55 مليون دينار …و عام 2018 كان 70 مليون دينار وفي عام 2019 ارتفع إلى 114 مليون دينار، أما في عام 2020 فقد انخفض الى 79 ومع كل ارتفاع وانخفاض في الارباح الوفيرة والأرقام العالية اسباب يمكن قراءتها بسهولة..
وفي الحصر فقد كانت المدفوعات للخزينة العامة منذ عام 2012 وحتى عام 2020 قد بلغت (730) مليون دينار جاءت على النحو التالي: توزيعات الارباح بلغت (264) مليون وضريبة الدخل (215) مليون ورسوم التعدين ( 178) مليون والرسوم الأخرى ( 73) مليون ….
اما في الكفه الثانية من هذه الارقام ومن أعمال الشركة وانفاقها فقد رصدنا الارقام الهامة التالية… مجموع رواتب الموظفين على اختلاف مستوياتهم من رئيس مجلس الإدارة والمدراء وكل من عمل في البوتاس من عام 2012 وحتى عام 2020 ، فقد بلغت (580) مليون دينار، اما توزيعات الارباح لمؤسسة الضمان الاجتماعي فقد بلغت في نفس الفترة 2012-2020 ما مقداره 70 مليون دينار، في حين بلغت الاستثمارات الرأسمالية أي المشاريع وإعادة ضخ الاموال في الشركة الرقم (522) مليون دينار، اما ما اخذته المسؤولية الاجتماعية في نفس الفترة 2012-2020 فقد بلغ (105) مليون دينار، ولذا يمكن القراءة في المحصلة لهذه الارقام انها بلغت 66% وهي نسبة مدفوعات الخزينة من ارباح الشركة… وهذا يفضي الى احتساب الارباح الموحدة جميعها التي بلغت مليار و 110 مليون دينار…
هذه قراءة واضحة وبالأرقام لمعرفة كل نشاط شركة البوتاس التي ظلت تنافس ولم يوازيها في التنافس في الارباح إلا البنك العربي اذا ما احتسبت كل فروعه بالإضافة للمركز…
إنها أرقام تُسر الناظرين والمنتظرين من هذه الشركة ان تدعم الاقتصاد الوطني..
قد لا تستهويني الأرقام المعتمة احيانا لانعدام النبض الانساني فيها، وقد تستهوي المحاسبين والمدققين والذين ينتابهم الشك او محاولة معرفة اليقين.. ولذا أحس بالرغبة الى التقاط بعض الارقام المسخّرة في الخدمة العامة، واتوقف عند مشروعين احدهما دنيوي هام وهو بناء “سد وادي بني حماد” والذي رأيت صوره وسأذهب لزيارته قريبا بعد ان انجز منه حوالي 70%، وهو يجيب على اسئلة سكان المنطقة حول لماذا استغلت البوتاس المياة في المنطقة؟ فردت البوتاس القرض بعشرة امثاله في حجم الماء حين ابتنت سد وادي بني حماد وهو الوادي الشهير في التاريخ والجغرافيا ولا مجال للتفصيل عن تاريخ المكان، لكن كمية الماء التي سيوفرها السد تزيد عن 6 مليون متر مكعب من الماء سيخدم المنطقه واهلها، وقد دفعت البوتاس كلفة المشروع المرصودة والتي وصلت الى 55 مليون دينار..
اما المشروع الديني الاخر فقد كان مسجدا جميلا بهيا اقامته البوتاس في موقع شركتها في الجنوب، وهو لوحة و آية من الجمال والعمارة والسعة، وسيظل شاهدا على شكر العبد لربه على ما اعطاه وما منحه من انجاز، وعرفت ان المسجد سيسمى بمسجد فاطمة وقد بدأت انواره تتلألأ ليلهج فيه المؤمنون بذكر الله..
أردت ان أقدم ما تيسر لي من ارقام ومعرفة، ارجو ان اكون قد قرأتها بشكل لا يزعج القارئ لدسامة سطورها فقد حشيث هذه المقالة بالارقام على غير عادة ما كتب حين اكتفى بالتلميح.. وقبل ان اغادر مقالتي اردت ان اقدم معلومة تحصلت عليها ايضا، وهي ان قيمة شركة البوتاس الآن قد وصلت الى 2 مليار دينار اي ما يقارب 2.8 مليار دولار امريكي مكتفيا بهذا السرد للارقام ودلالاتها..
سد وادي بني حماد