لقد ثبت جهل نتنياهو كسيده ترامب بالتاريخ الشاهد على ان إرادة الشعوب لا تقهر وستنتصر وإن طال الزمن .
الكيان الصهيوني كيان طفيلي :
كما أثبتت الحركة الصهيونية العنصرية وكياتها بقياداتها المتعاقبة أنها حركة طفيلية لا يمكن لها البقاء والعيش بشكل مستقل كما لا قيمة لها وستكون منبوذة في ظل غياب من يؤمن لها رفدها وتزويدها بعناصر وجودها فوجدت بدعم دولة أو أكثر من الدول الاستعمارية العظمى بما تتمتع به من قوة عسكرية يدعمها و يمهد لها لتمكينها من تحقيق إنجازات لمخططاتها العدوانية التوسعية وهذا ما حصل فلولا الإنتداب البريطاني على فلسطين والدعم الامريكي خاصة لما تمكنت من إغتصاب وإستعمار فلسطين عام 1948 مرورا الى إستعمار باقي مساحة فلسطين إثر عدوان حزيران 1967 وصولا إلى عهد ترامب الذي وظف قدرات أمريكا خدمة للحركة الصهيونية بزعامة معسكر مجرمي الحرب بقيادة نتنياهو لترسيخ إستعمارها لكامل أرض فلسطين التاريخية خلافا للقرارات الدولية وللقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولفرض إعتراف بعض الدول العربية بالكيان الصهيوني بداية دفاعا عن فساد نتنياهو وخدمة لمعركته الإنتخابية .
فشل ترامب ونتنياهو :
لقد فشل نتنياهو بعنصريته وهمجيته وعدوانيته كما فشل ترامب بإنتزاع تنازلات من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالرغم من كل واشكال ادوات الضغط التي مارسها على الشعب الفلسطيني المناضل المؤمن بحقه وعدالة قضيته .
نتيجة لهذا الفشل إنتقل معسكر نتنياهو ترامب إلى مرحلة محاولة التشكيك وزعزعة الثقة بين مكونات الشعب الفلسطيني وقيادته على أمل أن ينتفض الشعب في وجه قيادته الشرعية الذي خيب أملهم بالتفاف كافة قوى الشعب الفلسطيني حول وخلف قيادته .
ترتيب البيت الفلسطيني :
تجلت حكمة الرئيس أبو مازن وأركان قيادته في النجاح بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني كإستراتيجية راسخة تهدف إلى توحيد الكل الفلسطيني وحشده وفق برنامج وطني نضالي في مواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية المتمثلة في المشروع المؤامرة المسمى صفقة القرن التي تعني إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعبر تقويض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة والعمل على تنفيذ سياسة تهجير ناعم للشعب الفلسطيني الذي رفض ويرفض مغادرة وطنه وتحويل قضيته إلى بعد إنساني .
هذه الإستراتيجية الفلسطينية بنجاحها أثارت قلق وهلع مجرم الحرب نتنياهو وحليفه ترامب بعد أن اعتقدا أن إستسلام الشعب الفلسطيني قد قاب قوسين أو أدنى بعد إعتقادهم بإمكانية عزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي وبالتهديد بإغتيال الرئيس ابو مازن الذي عبر عنه بوضوح فريدمان وكوشنير خاصة بعد إعتراف الإمارات والبحرين بالكيان الصهيوني على أمل أن تتبعهم دول قبل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية .
إن إصرار القيادة الفلسطينية على تجاوز الخلافات المفضي إلى إعادة الوحدة الجغرافية بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ضاعف من حجم الضغط على القيادة الفلسطينية لثنيها عن المضي قدما نحو إنجاز ما من شأنه تعزيز وحدة ومنعة الجبهة الداخلية بكل مكوناتها السياسية والشعبية كخطوة نحو إعدادها للمرحلة القادمة التي تتسم بتصعيد المقاومة بكافة اشكالها المكفولة دوليا خاصة في حال نجاح ترامب لدورة رئاسية ثانية .
الشعب الفلسطيني وقوة الارادة :
الشعب الفلسطيني لم يرضخ سابقا ولن يرضخ مستقبلا ولن يستسلم أمام اي قوة عسكرية متغطرسةمهما بلغت قوتها المباشرة او المدعومة من أقوى دولة في العالم سياسيا وعسكريا وتكنولوجيا .
قوة الشعب الفلسطيني تكمن بإرادته وإيمانه وبقوة حقه في وطنه وفي حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس أسوة بباقي شعوب العالم وإيمانه بالنصر فإرادة الشعوب عصية على اعداءها .
الشعب الفلسطيني يتطلع أيضا إلى الدول العربية والإسلامية ودول الاتحاد الاوربي وروسيا والصين وباقي الدول الصديقة للإنتقال إلى مربع الداعم الفاعل لإرغام سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية على تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بإنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عدوان حزيران 1967 وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تمهيدا لتنفيذ باقي القرارات ذات الصلة .
وفي حال الفشل في ذلك أو التردد في إتخاذ إجراءات فعلية ضاغطة بدون إزدواجية فإن الشعب الفلسطيني الذي فجر ثورته في الأول من كانون الثاني عام 1965 متحديا كافة الظروف والمناخات المانعة والمقيدة لإطلاق ثورته لقادر على أن يزلزل الأرض تحت أقدام القوات الاستعمارية الصهيونية العنصرية بكافة الوسائل المتاحة والمكفولة دوليا مدعوما من الدول المؤمنة والملتزمة بميثاق الأمم المتحدة واهدافها وبالقانون الدولي وبسمو الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والتي عبرت من جهة عن دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وعن رفضها لمؤامرة الثنائي نتنياهو ترامب المناقضة لميثاق الأمم المتحدة وللشرعة الدولية ولاتفاقيات جنيف وللقانونالدولي ….
الشعب الفلسطيني سينتصر. .. وإرادته لن تقهر بإذن الله. ..
الشعب الفلسطيني. … لن يقهر ..وسينتصر ؟! د فوزي علي السمهوري
16
المقالة السابقة