عروبة الإخباري – استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي نقل إليه رسالة من الملك عبدالله الثاني حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين والتنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية، خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والعالم وبما يسهم في خدمة المنطقة العربية وتطوير العمل العربي المشترك.
وأكدت الرسالة الحرص على المضي بالعلاقات بين المملكة ومصر إلى آفاق أوسع من التعاون الملموس ثنائياً وفي سياق آلية التعاون الثلاثي مع جمهورية العراق الشقيقة.
وبعث السيسي تحياته للملك عبد الله الثاني، معرباً عن التطلع لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف الأصعدة، سواء ثنائياً أو ثلاثياً مع جمهورية العراق الشقيقة، سيما في ضوء تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة، وما يجمع كل من مصر والأردن من روابط تاريخية وطيدة وعلاقات أخوية على المستويين الرسمي والشعبي.
وأكد السيسي خلال استقباله الصفدي في القاهرة بحضور وزير الخارجية سامح شكري على أن التنسيق المشترك وقوة الإرادة ووحدة المواقف العربية من شأنه فرض محددات وخطوط الأمن القومي العربي.
كما استعرض اللقاء أوجه العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، والتي تتطور بشكل مستمر بتوجيه ومتابعة من الملك عبدالله الثاني والسيسي. وجرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات الإقليمية، خصوصاً تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تم تأكيد أهمية تكثيف الجهود الدولية للوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استناداً لقرارات الشرعية الدولية، واستئناف المفاوضات وحل الصراع.
كما تم التطرق إلى التطورات المتعلقة بالوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي أن الهدف الأساسي هو تثبيت الموقف الحالي على أرض الواقع وفق الخطوط المعلنة، سعياً إلى التوصل إلى حل جذري وشامل لاستعادة الاستقرار والأمن في ليبيا من خلال المسار السياسي ونتائج مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة. وأكد الصفدي دعم المملكة للجهود المصرية للوصول لحل للأزمة في ليبيا يضمن وحدتها وأمنها وأمن دول جوار ليبيا.
وأجرى الصفدي ونظيره المصري سامح شكري محادثات ثنائية قبل عقد محادثات ثلاثية مع وزير الخارجية العراقي في إطار آلية التعاون الثلاثي.
وبحث الوزراء سبل وآليات تنفيذ قرارات ومخرجات القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية الثالثة التي عقدت في عمان في شهر آب الماضي، والتي أكد القادة فيها أهمية تعزيز التعاون واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية منها كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاث الشقيقة وخاصة في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.
وأكد الوزراء الثلاث أهمية استمرار الاجتماعات الوزارية والفنية القطاعية المُستندة إلى مخرجات قمة القادة الثالثة في عمّان والتي ركزت على القطاعات الصحية والطبية والتعليم والطاقة والتجارة البينية وتشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي، والاستفادة من دروس جائحة فيروس كورونا المستجد، وبما يعمق التعاون في مواجهة تبعات الجائحة. كما بحث الوزراء المهام المُنوطة بالسكرتاريا التنفيذية، بما يشمل مهام التحضير لاجتماعات القمم الثلاثية والوزارية ومتابعة مخرجاتها، ورفع التقارير اللازمة لاجتماعات القادة.
إلى ذلك التقى الصفدي أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وبحث معه التطورات في المنطقة وأليات تفعيل العمل العربي المشترك في هذه الظروف الصعبة التي تستدعي تعاوناً وتنسيقاً أعمق.