عروبة الإخباري – أثارت زيارة رئيس المجلس السيادي السوداني، عبدالفتاح البرهان، للإمارات الكثير من الجدل، في ظل التسريبات التي تتحدث عن مساعٍ لإقناع الخرطوم بالتطبيع مع إسرائيل في مقابل بضعة مليارات من الدولارات وبعض أوجه الدعم القانونية والاقتصادية للبلد الإفريقي الذي يعاني أزمات طاحنة.
المسؤول البارز في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير حيدر الصافي، قال لـ”الجزيرة نت”، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، إن هناك وفداً أمريكياً يشارك في المفاوضات مع الجانب الإماراتي. أما بخصوص الأرقام المطروحة كترضيةٍ للسودان من أجل قبول التطبيع، فقال مسؤول سوداني إن المبلغ هو 8 مليارات دولار يتم تخصيصها لإنقاذ الاقتصاد السوداني من أوضاعه السيئة.
مشاركة مصرية في المفاوضات: لكن اللافت للانتباه هو مشاركة مدير المخابرات السوداني السابق صلاح قوش ومدير المخابرات المصري عباس كامل في هذه المفاوضات، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول دور قوش المحسوب على نظام البشير في تسهيل ملف التطبيع بين بلاده وإسرائيل.
جنباً إلى قوش وعباس كامل، فقد وصل إلى الإمارات وفد سوداني يضم “البرهان” ووزير العدل نصر الدين عبدالباري وعلي بخيت مدير مكتب رئيس الحكومة السودانية، عبدالله حمدوك.
في المقابل قالت مصادر صحفية لـ”الشرق الأوسط” السعودية، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، إن الجانب السوداني والوفد الأمريكي المشارك في الاجتماعات بدبي اقتربا من التوصل لاتفاق يقضي بحذف السودان من قوائم أمريكا للدول الراعية للإرهاب، دون شروط وتقديم مساعدات مالية واقتصادية للسودان.
حيث قال وزير الإعلام فيصل محمد صالح، إن وزير العدل يبحث والفريق الأمريكي في دبي، الجانب القانوني الخاص بحذف اسم السودان من قوائم الإرهاب.
التطبيع مع إسرائيل: في حين استبعد صالح في حديثه لـ”الشرق الأوسط”، أن يبحث وزير العدل مع الجانب الأمريكي أي تفاصيل متعلقة بالتطبيع مع إسرائيل، وقال إن الوفد غير مفوض للحديث عن التطبيع، وملتزم بموقف الحكومة الانتقالية بأنها لا تملك تفويضاً لبحث الأمر قبل إكمال هياكل الحكم الانتقالي.
كان موقع “واللا” الإسرائيلي (خاص)، نقل الأحد، عن مسؤولين سودانيين (لم يسمهم)، قولهم إن لقاء سيُعقد في إمارة أبوظبي، الإثنين، بين مسؤولين أمريكيين وإماراتيين وسودانيين؛ لبحث إمكانية انضمام الخرطوم إلى عملية التطبيع مع إسرائيل.
صفقة مقابل دعم مالي: حيث أضافت المصادر، أنه “في حال قبلت الولايات المتحدة طلبات السودان بمساعدته بمليارات الدولارات، فإنه قد يصدر، خلال أيام، بياناً بشأن إقامة العلاقات مع إسرائيل، ومن المرجح أن تقبل واشنطن بذلك”.
كذلك قالت المصادر السودانية، إن “البرهان” يؤيد بشدةٍ التطبيع مع إسرائيل، ويعتقد أن هذه الخطوة ستساعد السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية الحادة التي وجد نفسه فيها.
لكن “واللا” أشار إلى أن “البرهان” لا يمثل سوى المكون العسكري في الحكومة الانتقالية، حيث إن ممثلي المكون المدني في الحكومة، خاصةً رئيسها عبدالله حمدوك، يعارضون التطبيع مع تل أبيب؛ خوفاً من الاحتجاجات الداخلية.