غياب كامل عن الساحة الإعلامية والقرارات الحكومية خلال أزمة كورونا…
مارست الشركة دورها الوطني بإعادة الأردنيين من الخارج … وطواقمها تقيم في الحجر الصحي المؤسسي بعد كل رحلة.. ووصلت طائراتها لنقل الشحن للأردن الى كل بقاع المعمورة من أجل تأمين المستلزمات الطبية الطارئة والاستراتيجية في ظل الجائحة … وبصمت ..
الأغلبية العظمى من موظفيها ليسوا على رأس عملهم ويتقاضون نصف الراتب .. وبرنامج التسريح الاختياري للموظفين في أوجه خلال هذه الأيام.
غياب كامل عن الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية المعنية بإجراءات فتح المطارات في شهري آب (أغسطس)، وأيلول (سبتمبر)…
ولأن اجراءات فتح المطار للرحلات الدولية المنتظمة ابتكرت، مع كامل الاحترام، بأفكار غير مختصة وغير متمرسة بصناعة النقل الجوي التجاري فقد شابها بعض التعقيد والضبابية وكأن هدفها إعلان فتح المطار كرفع عتب ولسان الحال يقول، من الأفضل أن يكون دون مسافرين..!!
عدم وجود آلية واضحة وموقع موثوق به إلى الآن لنشر إجراءات الدخول إلى الأردن وقائمة الدول الخضراء والصفراء والحمراء وتوفير منصة للدخول يتم تحديثها بشكل يومي.
معظم الدول المصنفة خضراء وغيرها حسب قوائمنا لا تسمح للأردنيين أو القادمين من الأردن الدخول بتاتا أو أنها جاءت بشروط صارمة جدا، حيث إن حتى تصنيف الأردن الذاتي كدولة صفراء قبل أيام، وخضراء الآن، غير معترف به دوليا.
تم تغيير قوائم الدول المصنفة من قبلنا من أخضر إلى أصفر وأحمر وبالعكس عدة مرات خلال الفترة بين 1 و 3 أيلول (سبتمبر)كما هو في حال قطر والإمارات والسعودية ومصر وغيرها. وتغيير إجراءات دخول القادمين من الدول الصفراء من حجر لمدة 3 ايام إلى اسبوع .. وقد تم التصريح مرارا بأن هذه التغيرات تتم كل أسبوعين لأجل إعطاء الفرصة للمسافرين لبرمجة سفرهم..
ففي ظل هذه الظروف، لا يمكن أن تكون أعداد المسافرين القادمين والمغادرين مجدية اقتصاديا لاستئناف تشغيل اي خط تجاري فى المدى المنظور أو المتوسط لشركة طيران مركزها ونقطة انطلاقها الأردن كالملكية الأردنية دون تكبد خسائر إضافية على ما منيت به من خسائر حتى الآن.
فالفرصة اتيحت الآن للشركات العربية والإقليمية المدعومة من مالكيها بالتشغيل إلى الأردن لكونه خطاً واحداً من سلسلة خطوط تشغلها من دون منافسة الشركات الوطنية.
وفي ظل كل هذا هناك صمت عن أي حوار مؤسسي حول مستقبل الملكية الأردنية، هذه الشركة الوطنية التي خدمت هذا البلد في السراء والضراء .. مع الحاجة إلى صياغة رسالة جديدة واستراتيجية إبداعية تواجه التحديات الحالية وتلبي التطلعات المستقبلية وتطوير منتج جديد من خدمات جوية وشبكة خطوط وطائرات حديثة وغيرها.
فلماذا هذا الصمت المريع؟
هل تجاهل الملكية الأردنية يجعل مشكلتها تذهب مع الريح …. أم للملكية الأردنية أن تذهب مع الريح، لا قدًر الله …؟
*الرئيس التنفيذي السابق للملكية الأردنية وطيران الخليج والسعودية الخليجية،
ورئيس وعضو سابق لمجلس محافظين الـ IATA