عروبة الإخباري – أكد ممثلو الفعاليات والمؤسسات والقوى الوطنية في القدس المحتلة، أن الاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي يهدف للانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني، المتمثل بالدولة والحرية والاستقلال.
جاء ذلك خلال وقفة نظمت بمشاركة رجال الدين ووجهاء وعشائر وفعاليات القدس أمام مقر محافظة القدس، ببلدة الرام شمال مدينة القدس، اليوم الأربعاء.
وشددت فعاليات القدس في بيان صحفي تلي في بداية الوقفة على رفض كافة أشكال التطبيع، وأي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس كافة أشكال الانتهاكات بحق القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية.
وتابعوا: “على الإمارات التراجع عن موقفها والعودة من جديد إلى رشدها، وأن تكون في صف الحق الفلسطيني القائم على المبادئ الدينية والشرعية الدولية، وندعو محمد بن زايد بأن يكون محافظا على إرث والده المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، الذي تذكره فلسطين والقدس ومقدساتها ببالغ التقدير والاحترام لدعمه ووقوفه مع فلسطين وقيادتها وشعبها ونضالها من أجل الحرية والاستقلال”.
وقال نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام، إن البيان المقدسي يعبر عن الموقف الوطني الفلسطيني تجاه هذه المؤامرة الجديدة، فيما أن الاتفاق الثلاثي يحاول أن يزعزع الساحة الداخلية الفلسطينية، وحرف البوصلة فيها من مواجهة الاحتلال إلى هذا العبء الجديد الذي أثقلت به الإمارات كاهلنا الفلسطيني.
من جانبه، مفتي فلسطين والديار المقدسة محمد حسين أكد أن على الأنظمة العربية الالتزام بقراراتها السابقة، وأن لا يتراجعوا عن مواقفهم وقراراتهم، وأن لا يقبل من أحد أن يخرج عن هذه القرارات.
وأضاف، أن شعبنا الفلسطيني هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الحفاظ على القضية الفلسطينية، ومواصلة مسيرة الأسرى والشهداء.
بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إن “شعبنا الفلسطيني عندما يتوحد لا يستطيع أحد أن يتجاوزه، فيما سقط الزمان الذي كان فيه الآخرون ينطقون باسم الفلسطينيين”.
وتابع: “شعبنا قادر على حماية قراره المستقل والدفاع عنه، كما أننا نرفض كل شكل من الأشكال التي يأتي من خلالها أحد ويزاود بالقضية الفلسطينية”.
وأشار عساف إلى أن شعبنا واضح تماما وملتزم بالموقف العربي الموحد، فيما يجب على جميع الأنظمة الالتزام بهذا الموقف.
ورأت فعاليات القدس في بيانها أن الاتفاق مكافأة لدولة الاحتلال بالتطبيع الكامل قبل حل عادل للقضية الفلسطينية على اساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ويشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في رفض مبدأ الارض مقابل السلام وحل الدولتين على اساس حدود ما قبل العام 1967.
واعتبروا أن الاتفاق صفقة تتجاهل استمرار الاحتلال وليس انهائه وبالتالي شرعنة اجراءاته التهويدية وبرامجه الاستيطانية.
وشددت على أن مدينة القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ورفض أي تساوق مع برامج الاحتلال بخصوصها، ذلك ان هذا الاتفاق يرقى الى مستوى الاعتراف بالوضع القائم غير القانوني بالقدس، مؤكدين أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يحق لأي جهة لا الامارات ولا غيرها ان تتحدث باسم الشعب الفلسطيني او التدخل في الشأن الفلسطيني.
وأكدت الوصاية الهاشمية الأردنية للأوقاف والمقدسات، ورفض ومواجهة أي زيارة رسمية أو شعبية لمدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك عبر بوابة الاحتلال، داعين دولة الامارات الى احترام قرارات الشرعية الدولية، وميثاقي جامعة الدول العربية والاسلامية والقرارات المتعددة الصادرة عن القمم العربية والاسلامية المختلفة.
وطالبت بمقاطعة حكام أبو ظبي على كل المستويات، وحكام الامارات الست الأخرى والمكونة لاتحاد الامارات العربية، لتحديد موقفهم من هذا الاتفاق، لأن قضية القدس هي قضية المسلمين والعرب جميعا في كافة انحاء العالم، داعية إياها إلى التحرك والضغط على حكوماتها بعدم التساوق مع موقف الامارات ورفضه.
ودعت فعاليات القدس الدول العربية والاسلامية الى عدم التساوق مع هذا الاتفاق ورفضه واعتباره اعتداء على حق الشعب الفلسطيني، ونحذر اي دولة من التوقيع على اتفاق مماثل حيث سنعمل على مواجهته، مؤكدة ان الاتفاق مسّ بمكانة الامارات التاريخية، داعية مجلس التعاون الخليجي لصدها عن هذا الانتحار السياسي.
وشددت على ضرورة تفعيل البُعد الشعبي على المستوى المحلي والعربي والإسلامي، لإعلاء الصوت والتصدي لهذه المؤامرة، وتقييم الأداء وتطوير العلاقات على مستوى العلاقات الخارجية مع الدول والشعوب والاحزاب والحركات الوطنية على مستوى العالم.
وحثت فعاليات القدس دولة فلسطين للإسراع بتقديم طلب لتجميد عضوية دولة الامارات العربية، في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مثمنين كافة الدول والاحزاب والمفكرين والادباء واصحاب الكلمة الحرة وكل من رفض الاتفاق، وعبر بصوت عال عن موقف، مطالبة كافة القوى الحرة المحبة للسلام والحرية والداعمة لحق شعبنا في تقرير مصيره الى اعلاء صوتها والوقوف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا التطبيع المجاني.
وأوضحوا أن وحدتنا الوطنية هي الاساس المتين والراسخ لوحدتنا العربية والاسلامية، لافتين إلى ضرورة تشكيل اطار وطني شعبي تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية، يناط به مواجهة وتعرية المحاولات الاسرائيلية في التوغل بالمجتمعات العربية والاسلامية.
وشددت فعاليات القدس في بيانها على صلابة ومتانة الموقف الفلسطيني هو جزء اصيل من صلابة ومتانة موقف الرئيس محمود عباس، لذا ندعو أن يكون تمثيل الاطر القيادية العليا امتدادا لهذه الصلابة في الموقف.