عروبة الإخباري – أشاد السفير الاذربيجاني في عمان راسم رضاييف بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين الاردن واذربيجان وأشار إلى أنها تستمر وتتزايد بقوة ومتانة، وتخطو خطوات واسعة بفضل العلاقات الطيبة وروابط الصداقة والاخوة التي تجمع قادة البلدين.
وأضاف خلال حديثه عن القضية الفلسطينية أن جمهورية أذربيجان تستمر في دعم مبدأ حل الدولتين التي سوف تؤدي الى قيام دولة فلسطين المستقلة مع عاصمتها القدس الشرقية وحل النزاع عن طريق مفاوضات سلمية .
وأشار رضاييف، في لقاء صحافي بمناسبة العيد الوطني لبلاده إلى دعم الاردن لقضية أذربيجان بشأن احتلال 20%من اراضيها ولجوء مليون شخص من اراضيهم الاصلية ، وموقف مجلس الاعيان الاردني وإدانته لمذبحة خوجالي .
وتاليا نص لقاء صحفي مع سفير جمهورية أذربيجان
اولا: كيف تنظرون الى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين ؟
بداية أود أن أشير إلى أن الاردن كان من اوائل الدول العربية التي اعترفت باستقلال جمهورية اذربيجان في 28 ديسمبر عام 1991 وأعقبه إقامة العلاقات الدبلوماسية في13 فبراير عام 1993، وإن تلك العلاقات بين البلدين الصديقين تستمر وتتزايد بقوة ومتانة، وتخطو خطوات واسعة بفضل العلاقات الطيبة وروابط الصداقة والاخوة التي تجمع قادة البلدين، والارث الثقافي والروابط التاريخية الحضارية والدينية المشتركة بين البلدين والتفاهم على مختلف القضايا المحلية والدولية والتي ترتكز على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤون الاخرين ، وهناك العديد من الشواهد التي تعكس مدى تطور وتوسع هذه العلاقات بين البلدين، فإن تسمية شارع في منطقة بدر الجديدة بعمان باسم الرئيس السابق حيدر علييف، وتسمية شارع في اذربيجان باسم المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمهما الله يعكس التزام اذربيجان وسعيها لتطوير وتفعيل العمل مع الاردن في جميع المجالات التي تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين والحرص على تنمية التبادل والتواصل المعرفي الحضاري والثقافي بين سكان عمان وباكو لإثراء التبادل المعرفي والفكري بينهما حيث ترتبطان بروابط أخوة ، ولعل تبادل الزيارات على مستوى عال بين البلدين يشير الى حرص البلدين على استدامة وحرص الجانبين عى توسيع أواصر التعاون المتبادل بين البلدين.
ثانيا: التعاون الاقتصادي بين البلدين ؟
ومن الجدير بالذكر فإن اللجنة الحكومية المشتركة سوف تعقد رابع اجتماعاتها في باكو وسيتم خلالها بحث سبل التعاون بين البلدين في كافة المجالات ، وإزالة العقبات التي تحد من زيادة حركة التبادل التجاري بينهما ، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة ودعم اللقاءات الثنائية بين ممثلي القطاع الخاص في كلا الجانبين ، والعمل لضرورة تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين خلال السنوات الماضية والتي بلغ عددها أكثر من 40 اتفاقية وقعت بين البلدين في مجالات التعاون المشترك وقد تم حينها تشكيل لجان متخصصة من البلدين للشروع بتنفيذ وتطبيق بنود اتفاقيات التعاون الاقتصادية والتجارية والثقافية،والسياحية ، والصناعات الدفاعية.
كذلك يسعى الجانبان لتشجيع الشركات الاذرية للاستثمار في مجال التنقيب عن النفط والغاز في الأردن في إطار اتفاقات تقاسم الإنتاج إضافة الى البحث لإمكانية استيراد الغاز الطبيعي من أذربيجان. وهنا أود أن أشير إلى انه في الفترة الاخيرة فقد تحولت أذربيجان إلى معبر وممر يربط بين أوروبا والشرق الأقصى خاصة في مجال نقل الغاز الطبيعي والطاقة عن طريق خط أنبوب النفط الذي يمتد باكو – تبليسي – جيحان وينقل المواد النفطية من بحر قزوين إلى شواطئى البحر المتوسط في تركيا ، كما تم انشاء ممر الغاز الجنوبي في شهر مايو 2018 ، والذي سيصدر الغاز من حقل شاه دنيز الاذربيجاني الى اوروبا وفيما بعد سوف يتم ضم مصادر غاز اخرى لهذا المشروع في حين بدا المشروع بضخ 16 مليار متر مكعب ليصل الى 31 مليار متر مكعب خلال عام 2026 ، كما أنه في عام 2017 تم افتتاح خط سكة الحديد باكو – تبيليسي – قارص بين أذربيجان وتركيا وجورجيا طوله 826 كم ، وقد شكل ذلك خطوة مهمة في روابط النقل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وجورجيا وأذربيجان عبر طريق الحرير القديم ، وهيأ المجال لنقل 5 ملايين من البضائع سنويا ، وفي عام 2019 تم استخدامه لنقل المسافرين.
ثالثا: التعاون السياحي وهناك حديث عن رحلات طيران مباشرة بين باكو وعمان؟
ان حركة السياحة شهدت بين البلدين نشاطا ملموسا، فقد ارتفع اعداد السياح الاردنيين إلى أذربيجان عدة اضعاف خلال اخر ثلاث سنوات ماضية وهناك فرص حقيقية قادمة ، وخلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى جمهورية أذربيجان فقد جرت مباحثات بين جلالته وفخامة الرئيس الهام علييف حول تسيير خط جوي بين عمان وباكو ، وكان من المفترض أن يجري تسيير الرحلات ما بين عمان وباكو نهاية شهر أيار من العام الجاري بمعدل رحلتين أسبوعيا بطائرة من طراز ( إمبراير 190) التابعة لشركة الخطوط الجوية “بوتا”، وللعلم فإن شركة “بوتا” هي شركة طيران أذربيجانية منخفضة الكلفة مقرها باكو، وقاعدتها التشغيلية الرئيسية في مطار حيدر علييف الدولي، وهي إحدى الشركات المملوكة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية . ولكن وبناءا على تداعيات انتشاء مرض كورونا فقد تأجل موعد تشغيل هذا الخط إلى فترة زمنية قادمة وكلنا أمل بأن هذا الأمر سوف يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما في المجالين الاقتصادي والسياحي، وكذلك سوف يتم التنسيق لترتيب زيارات عمل متبادلة لممثلي شركات السياحة الأردنية والاذربيجانية لتعزيز التعاون بين البلدين. ولا شك بأن سيكون هناك انطلاقة جديدة على مستوى تطوير العلاقات بين البلدين إذا ما نظرنا لأهمية الدور الذي سيؤديه إطلاق خط الطيران في تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد وخاصة على مستوى توسيع وازدياد نشاط الحركة السياحية بين البلدين والذي بالضرورة سوف يثمر نتائج واضحة على مستوى زيادة نشاط الحركة التجارية ومجالات الاستثمار.
رابعا: كيف تنظرون الى زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى اذربيجان مؤخرا واهميتها؟
لقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية بزيارة رسمية خلال شهر ديسمبر 2019 لجمهورية أذربيجان بدعوة من فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وقد شكلت تلك الزيارة أهمية كبيرة على مسار التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين وفرصة لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية والتتنسيق المشترك حول القضايا الدولية الراهنه ، كما ركزت على توسيع افاق التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والصناعات الدفاعية وزيادة التبادل التجاري إضافة على البناء على الاتفاقيات المبرمه بينهما كما تم التاكيد على ضرورة ادامة التنسيق بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة والتركيز على العمل لتحسين مجالات الاقتصاد وقد كانت الاهم لما استجد من قضايا عديدة على المستوى الدولي والاقليمي والتعاون الثنائي
ومن الجدير بالذكر فقد تم الاتفاق خلال تلك الزيارة بين قادة البلدين على تسيير خطوط جوية عارضة وقيام معارض صناعية وتعزيز التجارة البينية وتبادل الخبرات والاستفادة من التجربه الاردنية في مجالات عدة اقتصادية وبيئية وعسكرية.
خامسا : كيف تنظرون الى دور جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن الاسلام وتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام؟
إن رؤية جلالة الملك عبدالله واضحة ومحددة الأهداف وكذلك الوسائل لإنجاح المهمة في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام التي تعتبر أولوية على أجندة جلالته والتي تمثلت في إبراز القيم النبيلة للدين الإسلامي الحنيف وإيضاح صورته النقية… الذي هو دين التسامح والوسطية الذي ينبذ الإرهاب والتطرف، وهو ما أكدت عليه “رسالة عمان” التي باتت معروفة على نطاق عالمي واسع بفضل الجهود الشخصية لجلالته. إن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزت الحدود الوطنية والإقليمية في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام لتصل إلى العالمية، حيث أطلق جلالته حملة عالمية تتضمن حوارات شملت مختلف دول العالم من غربه إلى شرقه.
وقد شارك جلالة الملك عبد الله الثاني بصورة شخصية ناشطة في ترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام. وقد عمل دون كلل على تقدم الحريات المدنية، جاعلاً الأردن واحدا من أكثر البلدان تقدمية في الشرق الأوسط. كما عمل باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
سادسا: موقفكم من القضية الفلسطينية والقدس؟
ليس من الخفاء أن أذربيجان، فقدت صلتها العضوية مع العالم الإسلامي خلال الحقبة السوفييتية، غير أنها إستعادتها فور إضمحلال النظام الشيوعي وإنضمامها الى منظمة المؤتمر الإسلامي آنذاك ومنظمة التعاون الإسلامي اليوم في 8 ديسمبر عام 1991 ، وإنخرطت للتو في الدفاع عن القضايا الإسلامية في المحافل والأوساط الدولية والمشاركة بفعالية في إيجاد حلول للصراعات التي تؤرق عالمنا الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
حيث تستمر جمهورية أذربيجان في دعم مبدأ حل الدولتين التي سوف تؤدي الى قيام دولة فلسطين المستقلة مع عاصمتها القدس الشرقية وحل النزاع عن طريق مفاوضات سلمية ، علما بأن جمهورية أذربيجان ودولة فسلطين قد قامتا بالإعراف المتبادل عام 1992 وتبعها تأسيس العلاقات الدبلوماسية في العام ذاته.
منذ إستقلالها في عام 1991، أسهمت أذربيجان بقدر إستطاعتها في توفير الدعم المالي لدولة فلسطين بشكل مباشر أو غير مباشر. إذ أنها إستضافت في 11 يونيو عام 2013 المؤتمر التأسيسي لشبكة الأمن المالي الإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني ومؤتمر المانحين لتمويل الخطة الإستراتيجية للتنمية القطاعية في مدينة القدس، حيث حظي هذان المؤتمران بإشادة الدول الإسلامية.
كما قدمت حكومة أذربيجان منذ عام 2013 دعما ماليا لدولة فلسطين والوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين (أونروا) ، قدره فوق 7 ملايين دولار أمريكي وذلك في ظل خبرتها المريرة فيما يتعلق بالأعباء الإقتصادية والإجتماعية الباهظة المترتبة على وجود اللاجئين والمشردين، ناهيك عن الدعم الشامل في إزالة كل ما قد يقف عائقا إقتصاديا أمام عمل السفارة الفلسطينية في باكو التي تم إفتتاحها عام 2010.
سابعا : كيف ترون دعم الاردن لقضايا اذربيجان؟
إننا نعيش على ارض المملكة في بلدنا الثاني ونتلقى كافة انواع الدعم الاردني في كل المجالات سواء كان ذلك على صعيد دولي من خلال دعم الاردن لقضية أذربيجان بشأن احتلال 20%من اراضيها ولجوء مليون شخص من اراضيهم الاصلية ، وهنا لا بد لي أن اشير الى الموقف الاردني المشرف باصدار بيان من مجلس الاعيان الاردني يدين مذبحة خوجالي التي وقعت في مدينة خوجالي والتي كرسها المجلس على أنها إبادة جماعية ، وعلى صعيد أخر فإن استقبال الطلاب الاذربيجانيين للدراسة في الاردن وتوفير كافة انواع الدعم والرعايا للجالية الأذربيجانية الموجودة بالأردن ، وكذلك تلقي كافة انواع الدعم والمساندة لسفارتنا على ارض المملكة والاهتمام بشؤونها وقضاياها وتوفير الامن والسلامه لكوادرنا الدبلوماسيين وعلى أعلى المستويات والذي نحظى به ونحن نقيم على ارضها.
ثامنا : هل سيكون هناك اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين؟
لقد تم تأسيس اللجنة الحكوميـة الأذربيجانية الأردنية المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي التجاري التقني وقد عقدت أولى اجتماعاتها في عمان في الفترة من 25-26 فبراير 2009 ، ومن الجدير بالذكر بان الاجتماع الرابع للجنة الحكومية الأذربيجانية المشتركة سيعقد في باكو خلال عام 2020، وسوف يتم وضع اجندة وبرنامج عمل لتلك الاجتماعات لمناقشة مختلف المواضيع التي تهدف لتطوير وتوسيع مجالات التعاون والتبادل التجاري بين البلدين في مختلف المجالات، وتتضمن البحث في مجال إقامة وتنظيم المعارض وإنشاء شركات تجارية مشتركة وتأسيس مجلس أعمال لتوسيع مجالات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
تاسعا : هل هناك تعاون وتنسيق فيما يخص قضايا مكافحة الارهاب والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك؟
إن جمهورية اذربيجان تدين الارهاب بكافة انواعه واشكاله بغض النظر عن دوافعه واسبابه السياسية او الاقتصادية او الدينية …..الخ ، كما تؤيد تاييدا كاملا جهود المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب حيث ان الارهاب من وجهه نظرها يشكل خطرا عالميا عاما يهدد امن واستقرار وحياة الشعوب وينسف وحدة وسلامة الاراضي وسيادة وامن واستقرار دول العالم وكما تدعو اعضاء المجتمع الدولي على ضرورة التنسيق والتعاون من اجل اتخاذ كافة الاجراءات المشتركة لمكافحة الارهاب.
وقد أكد فخامة الرئيس الهام علييف ومن خلال مباحثاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني على حرص أذربيجان لتعزيز التعاون والتنسيق مع الأردن في المجالات كافة، معربا عن تقديره للدور المحوري الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
ومن الجدير بالذكر فإن أذربيجان تولت رئاسة حركة عدم الانحياز ولمدة 3 سنوات خلال عام 2019 علما بان هذه المنظمة تلعب دورا هاما على صعيد الحفاظ على السلام والامن في العالم.
عاشرا : هل يدعم البلدان بعضهما في المؤسسات والمحافل الدولية؟
يوجد توافق تام بين أذربيجان والاردن على الصعيد السياسي اتجاه المواقف ووجهات النظر بين البلدين الشقيقين حيال مختلف القضايا الاقليمية والدولية ، وأهمها موقف أذربيجان الذي ينسجم مع الموقف الاردني إتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، بضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وأن حكومة أذربيجان تثمن وتقدر المواقف الثابتة للمملكة الاردنية الهاشمية في اطار المنظمات الدولية ومنظمة التعاون الاسلامي الداعم لخيار المفاوضات وانهاء النزاع الدائر منذ سنوات في اقليم ناغورنو كارباغ الاذربيجاني ، كما ونعرب عن أملنا في التوصل الى حل عادل لهذا النزاع يضمن وحدة وسلامة الاراضي الاذربيجانية وعودة اللاجئين الى ديارهم.
وأننا في أذربيجان ننظر بعين الفخر والإعجاب إلى القيادة الهاشمية التاريخية التي قادت الأردن وعبرت به في ظل منجزات حضارية هائلة في مختلف نواحي الحياة رغم جميع التحديات التي تواجه المنطقة والتي تصب جميعها في قلب هذا البلد الشقيق الكريم المعطاء ، كما نشيد بالسياسة الخارجية للمملكة الأردنية الهاشمية التي تقوم على أساس الاعتراف بالحقوق ومبادئ احترام سيادة الدول ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة.
الحادي عشر: هل هناك اتفاقيات تعاون موقعة بين البلدين كم عددها؟
يوجد حاليا أكثر من 40 اتفاقية تعاون بين البلدين تم توقيعها في مختلف المجالات ، كما وقع الأردن وأذربيجان على هامش زيارة العمل لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية أذربيجان في ديسمبر 2019 ، مذكرة تفاهم بشأن تبادل الاعتراف بشهادات الأهلية البحرية للملاحين العاملين في البحر بين الهيئة البحرية الأردنية ووزارة النقل والاتصالات والتكنولوجيا في أذربيجان، ومذكرة تفاهم أخرى بين وزارتي الثقافة للتعاون في المجال الثقافي. وسوف ينعقدْ خلالَ العام الحالي الاجتماعُ الرابع للجنةِ الحكوميةِ المشتركةِ في باكو أذربيجان ، كما وسوف يعقدُ اجتماع ِمنتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة المتوقعة لفخامة الرئيس الهام علييف إلى الاردن خلال العام الجاري . كما وقد خصصت جمهورية أذربيجان للطلاب الاردنيين العديد من المنح الدراسية التي قدمت من جامعة الخزر وجامعة ADA وبشروط ومميزات عالية وهذا من شأنه زيادة وتوسيع مجالات التعاون الثقافي بين البلدين ، وهناك اتجاه تعاون متبادل لرفع عدد المنح الدراسية المخصصة من قبل البلدين وهذا من شأنه رفع وتطوير وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين.
ومن الجدير بالذكر فإننا نتطلع لعلاقات أوسع والى ترجمة كل ما وقعناه واتفقنا عليه إلى ارض الواقع .
الثاني عشر: أثر العدوان الأرمني على أئربيجان
لا يزال العدوان الارمني مستمرا على جمهورية اذربيجان بمساعدة بعض الدول الخارجية والمتمثل في احتلال اقليم ناغورني كاراباخ وسبع مناطق اخرى تشكل في مجموعها 20% من اراضي جمهورية اذربيجان ، وبالرغم من مرور اكثر من عقد من الزمان على حدوثه وقد تزامن هذا العدوان الذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبادئ حق السيادة وسلامة الاراضي وحسن الجوار وحرمة انتهاك الحدود الدولية للبلدان المستقلة ، مع اعلان استقلال جمهورية اذربيجان عام 1991م.
وكما تعلمون فإنه قد نتج عن العدوان الارميني على جمهورية اذربيجان تشريد و نزوح اكثر من مليون مواطن اذربيجاني يعيشون ظروفا قاسية طوال السنوات الماضية ، وقد نجم عن ذلك ظهور العديد من المشاكل الانسانية اثارت قلق وانشغال المجتمع الدولي برمته. ومن جهة اخرى يبذل رئيس الجمهورية فخامة الهام علييف جهودا كبيرة للتوصل الى حل بالطرق السلمية للنزاع الارمني الاذربيجاني، حيث اكدت أذربيجان مرارا وبطريقة عملية تمسكها بمبادىء التسوية السلمية للنزاعات وتبني مواقفها من اجل حل النزاع الارمني الاذربيجاني على اساس القانون الدولي وعدم المساس بسيادة وسلامة اراضي الدول واحترام حقوق الانسان .
أخيرا..
أود أن أنتهز هذه الفرصة الطيبة وأهنئ المملكة الأردنية الهاشمية مليكا وحكومة وشعبا بيوم الاستقلال الرابع والسبعين اليوم الوطني للاردن ، حيث يتزامن احتفال الاخوة الأردنيين بعيدهم الوطني مع احتفالاتنا باليوم الوطني لجمهوريتنا ، وبهذه المناسبة اتقدم لجميع ابناء المملكة الاردنية بالتهنئة الخالصة ، وبدوام الأمن والامان للمملكة شعبا وقيادة في ظل رعاية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله.
ولا بد لي هنا ونحن نواجه اليوم أزمة كورونا المستجد الأ أن اشيد بحسن إدارة القيادة الهاشمية والحكومة الاردنية لهذه الازمة ، فمنذ ظهور هذا الوباء وحتى المرحلة الحالية التي وصل اليها فأن جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحكيمة ومتابعته الثاقبة للأمور فقد كانت في وقتها المثالي وقد تفادت بها تكرار سيناريو الدول التي فشلت في مواجهة هذا الوباء وبالرغم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الحكومة بسبب توقف معظم نواحي الحياة العملية فيها.