عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
الخطوة الوطنية المقدرة التي بادرت بها شركة البوتاس العربية بالتبرع بمبلغ (250) الف دينار، تُسجل للشركة التي عرفناها ليس من خلال انتاجها وأرباحها وإدارتها الحصيفة، بل أيضا وبشكل لافت من خلال اسهامها الملموس في المسؤولية الاجتماعية، فقد كرّست إدارة البوتاس نهجا أصبح معروفا تماما عنها حين كانت دائما ترصد موازنات كبيرة في هذا المجال، الذي يتوزع على عناوين عديدة تشمل كل الجغرافيا الأردنية، لتصيب ذوي الحاجات في المراكز والمؤسسات والجمعيات والهيئات والمبادرات التي ظلت البوتاس تدعمها بشكل متوازن لا تفرق بين جهة وأخرى.
اليوم تنهض البوتاس بمبادرة جديدة طارئة تتعلق بالإسهام من خلال الجهود الحكومية لمواجهة جائحة الكورونا التي تضرب العالم وتتبارى الدول حسب امكانياتها في مواجهتها والتقليل من فرص انتشارها..
نعم في مثل هذه الاوقات يلتفت المجتمع لمؤسساته وشركاته الوطنية ومبادراتها، وفي مثل هذا الوقت الذي قد يكون عصيبا وخاصا وطارئا(يفتقد البدر) .
انها أيام صعبة من الانتظارعلى الاردنيين جميعا، يتطلعون فيها إلى التعاضد والتعاون لمواجهة عدو جديد لم يكونوا يتوقعونه، وهم معنيون جميعا حسب امكانياتهم وطاقاتهم لدرءه والوقوف في وجهه، والتقليل من مخاطره على الانسان والتنمية..
مبادرة شركة البوتاس هي مبادرة رائدة.. لا بد أن تكون قدوة لتقطر خلفها مبادرات عديدة من شركات وبنوك ومؤسسات في القطاع الخاص الذي لا بد له أن يتداعى بالحرص والدعم ، لأن أي مساهمة فاعلة في هذا الاتجاه هي مساهمة في الحفاظ على التنمية والانتاج والتصدي لكل المعوقات وتهديد السلامة الوطنية.
ليس غريبا على البوتاس ما فعلت ولن يكون غريبا عن أسماء أخرى ننتظرها لتضع اسمها خلف شركة البوتاس .. فحياة الانسان وسلامة الوطن هي غاية الاقتصاد والتنمية..
ان بلدنا محدود الموارد ويمر بظروف اقتصادية صعبة، ولا يمتلك موازنات أو ثروات كما دول العالم المقتدرة التي رصدت المليارات لمواجهة هذا الفيروس الخطير، ولكننا بتعاضدنا ومبادراتنا وحرصنا نستطيع أن نعوض عن المليارات ونستطيع أن نستبدلها بملايين تفعل فعلها الايجابي ، ولذا فإنني أقترح رفد موازنة وزارة الصحة بأشكال مختلفة من التبرعات والهبات التي يمكن أن تقوم كما فعلت البوتاس، ويمكن بناء تليثون وطني لاستدراج تبرعات وفيرة الآن تساهم فيها القطاع الخاص والمشترك كما فعل شعبنا حين بنى مركز الحسين للسرطان (الأمل)، وقد كان ذلك ملفتا .. وستكون الآن فرصة مواتية أن تبدأ التبرعات من هنا ومن أبنائنا في ساحات الاغتراب ليؤكدوا وطنيتهم وانتمائهم ووقوفهم إلى جانب شعبهم في مواجهته لهذه المحنة التي قد تطول.
إن لحمتنا اليوم وتعاوننا ووحدتنا سوف تشكل عنوانا لنا ، واثباتا على تميزنا بين شعوب امتنا في تسجيل المبادرات الشعبية، التي لا تعول على الموازنة الرسمية ، وإنما ترفدها وتدفعها وتجعل فيها البركة.
إننا إذ نقدر للبوتاس العربية مبادرتها فإننا ننتظر مبادرات أخرى لمختلف الجهات، وفي هذا فليتنافس المتنافسون..
مكافحة الكورونا .. البوتاس نموذجاً
12
المقالة السابقة