عروبة الاخباري – أوصت ندوة «أطفالنا وإعلام المستقبل» في ختام أعمالها صباح أمس بتبني مواهب وإبداعات الأطفال وتضمينها في المحتوى الإلكتروني، وإيجاد قنوات ومواقع وتطبيقات إلكترونية متخصصة في تقديم محتوى مناسب للأطفال بجميع الفئات، والعمل على إعداد وتدريب الكوادر القائمة على تقديم الإعلام وخصوصًا الإعلام الإلكتروني للأطفال، إضافة إلى تشجيع الأبحاث والمؤلفات المعنية بالأطفال عامة وبالمحتوى الإعلامي الإلكتروني للأطفال وأهمية تنفيذ الدورات وحلقات العمل المتخصصة في المحتوى الإلكتروني للأطفال باستمرار لتقدم المهارات المطلوبة للأطفال وتشجيعهم على إبراز مواهبهم.
جاء إعلان التوصيات في حفل ختام الندوة التي أقيمت نسختها الثالثة هذا العام في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، وقد استمرت الندوة يومين، تناولت خلالها مجموعة من الموضوعات والقضايا التي تهم الطفل ومواجهته للإعلام المعاصر، حيث قدم المتخصصون في المجال أوراق العمل، وفتحت أبواب النقاش والحوار، إضافة إلى إقامة حلقتي عمل بمشاركة طلبة المدارس.
رعى حفل الختام معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، بحضور صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد، وممثلة منظمة اليونيسف سعادة لنى الوريكان، وقدم معالي الدكتور وزير الإعلام خلال حفل الختام كلمة قال فيها: «إن الحديث عن ندوة الإعلام وأطفالنا هو حديث عن كل بيت فكلنا معنيون وكلنا مساءلون، وأنتم من تقررون ، وتحددون الوسائل التي تتعرضون لها، لا يمكن بأي حال نحن كآباء وأمهات أن نفرض وسيلة معينة عليهم، أو نقول لهم شاهدوا هذا البرنامج ولا تشاهدوا ذلك، ولو قلنا ذلك فلديكم مساحة لمشاهدة ما تريدون، ما نحاول فقط أن نتعاون ونلتقي في منطقة وسط».
وأضاف معاليه: «ندعي نحن الكبار أننا قد مررنا في العمر الذي تمرون به، وشاهدنا وسمعنا وقرأنا بعض البرامج والأفكار في مرحلة ما، فيمكن أن نحكي لكم ما تعلمناه، وتخبرونا أنتم ما الذي يستهويكم، وهنا يمكن أن نخلق فرصا أكبر، لنعرف اهتماماتكم وتعرِّفونا إلى ما تريدون أن تكونوا في المستقبل، فكل واحد لديه أحلام وطموحات وأمان، ونحن خلال هذين اليومين قدمنا لكم بعض الأفكار، وليست بالضرورة كلها صحيحة، ولكنها على الأقل فهي محاولة لتقديم المساعدات لفائدتكم، بالإضافة إلى الاستماع لكم».
ولخص معالي وزير الإعلام هدف الندوة التي تقام هذا العام في دورتها الثالثة، مؤكدا على أن مسابقة الإجادة في إعلام الطفل، تجعل المشاركين مرتبطين بالندوة حتى العام المقبل، مشيرا إلى أن المجال مفتوح للاستفسار وتقديم المقترحات للعمل في تقديم ما يلزم الطفل في المجال الإعلامي.
وقال الحسني: «خلال لقائي بالمواهب الطلابية المشاركة في حلقات العمل جعلتني أشعر بالفخر لمواهب لم تكن موجودة لدينا عندما كنا صغارا، والكل لديه الكثير ليقدمه».
وأشار معالي الدكتور أن مركز التدريب الإعلامي، سيفتح مؤسسة تابعة لمركز التدريب بمشاركة مجموعة من الخبراء من داخل عمان وخارجها، لتطوير المؤسسة من خلال مقترحات وأفكار الخبراء والمتخصصين في أدب الطفل.
من جانب آخر فقد تطرقت الندوة صباح أمس إلى مجموعة من الموضوعات التي قدمت أوراقها كل من سماح أبو بكر عزت، ودينا بنت رامس، والدكتورة وفاء المرغني، حيث قدمت سماح أبو بكر عزت ورقتها بعنوان «الكفايات والمهارات التي يملكها القائمون على صناعة المحتوى الإعلامي الجديد للأطفال: «الواقع والرؤية المستقبلية»، متطرقة خلالها إلى أبرز المهارات والكفاءات التي يجب أن تتوافر لدى القائمين على ثقافة الأطفال والنشء، إضافة إلى المهارات التي لابد أن تتوفر لدى القائمين على المحتوى الإعلامي الجديد للأطفال، أهمها مواكبة تطورات العصر.
وتطرقت دينا بنت رامس في ورقتها إلى «الاحتياجات والتحديات التي تواجه القائمين على صناعة محتوى الإعلام الجديد»، حيث طرحت نظرية «حارس البوابة» وأهم المعايير والعوامل التي تؤثر على حارس البوابة، كما ناقشت ورقة دينا «المحتوى في الإعلام الجديد» الذي يمكن تعريفه بكل ما يتعلق بالإنتاج الفكري الإنساني من المعلومات والأفكار والخبرات، وقالت إن صناعة المحتوى تتسم بالشمولية، حيث تجذب المخرج والفنان والرسام ومعد البرامج ومقدمها. وسردت دينا مجموعة احتياجات صانع المحتوى التي أبرزها: التدريب على مهارات التفكير العليا، وتنمية القدرات، والتدريب على القراءة والاستماع، كما أن التحديات في صناعة المحتوى تتلخص في: فهم الجمهور، وفهم مرحلة الطفولة ومتغيراتها السيكيولوجية والمعرفية والنفسية، وفهم السوق (العرض والطلب)، وارتفاع كلفة إنتاج المحتوى المقدم للطفل، والدعم المؤسسي، والاعتراف الرسمي.
وقدمت الدكتورة وفاء المرغني ورقتها «إعداد وتدريب الكوادر القائمة على المحتوى الإعلامي الجديد»، وقالت : الإعلام التفاعلي تنتجه فئة غير معنية بالطفل وتؤثر على محتوى الطفل سلبا وإيجابا، وفئة أخرى معنية بإعداد محتوى الطفل، وأكدت الدكتورة على أهمية تدريب القائمين على المحتوى، ويلزم هذا التدريب مجموعة شروط أبرزها : الوعي بأن هناك فراغا نسبيا في المحتوى، والوعي بمتطلبات الطفل بمختلف فئاته العمرية، وضرورة الأخذ بعين الاعتبار عند إعداد المضمون جميع العناصر التي تحدد محيط الطفل.
وفي ختام الندوة فتح المجال لجلسة حوارية بين معالي وزير الإعلام، وسمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود، وسعادة لنا الوريكات، حيث قدمت الطلاب : محفوظة، ورغد الراشدية، واليقظان الذهلي، وعبدالله الكازروني، تطلعاتهم واستفادتهم من الندوة وحلقات العمل، التي برزت من خلالها مهارتهم في العمل الإعلامي، مؤكدين على أن إقامة مثل هذه الندوات من شأنها أن تكون ذا فائدة لجميع الأطفال الذين يودون تنمية مهاراتهم الإعلامية، وقال معالي الدكتور وزير الإعلام في رد على مقترحات الطلبة: «أنتم جوهرة المعرض، وجوهرة هذه الندوة»، مؤكدا معاليه على أن المجال مفتوح دائما لتقديم المقترحات والاستفسارات.
واختتمت الندوة بتكريم المشاركين والمحاضرين، وعرض فيديو من تصوير وإعداد الطلبة المشاركين في حلقات العمل التابعة للندوة.