عروبة الإخباري – عانت أندية الكرة الأردنية في 2019، من قصور واضح في تطبيق الخطط التكتيكية، وذلك يعود لجملة من الأسباب يتقدمها محدودية القدرات الفنية للمدربين، وتواضع إمكانيات اللاعبين وعدم التزامهم بتطبيق المطلوب منهم داخل أرضية الملعب.
وربما كان فريقا الجزيرة والرمثا، الأفضل في الناحية التكتيكية من غيرهم، رغم عدم تمكن الثنائي من التتويج.
ولعل ذلك لا يقلل من مكانة الفيصلي والوحدات في هذه الناحية، إلا أن الفريقين لم يقدما المستويات الفنية التي تشير إلى انتهاجهما لتكتيك مدروس استنادًا لما قدماه في مباريات الموسم الماضي، وهو حال ينطبق على معظم الفرق.
ويُعرف التكتيك بأنه مجموعة الحركات الجماعية والفردية لفريق منظم في إطار قانون اللعبة، سواء في الحالتين الهجومية والدفاعية.
ويسلط موقع كووورة الضوء على الواقع التكتيكي للفرق الجماهيرية خلال مبارياتهم في عام 2019، على النحو التالي:
الفيصلي والوحدات
رغم تتويج الفيصلي في 2019 بلقب الدوري وضمه بعد ذلك لكأس الأردن، إلا أنه لم يكن مقنعًا من الناحية الفنية وبالصورة التي تتمناها جماهيره.
وظفر الفيصلي بلقب البطولة الأهم والأكبر وهو الدوري بفارق نقطة واحدة عن مطارده الجزيرة.
ولا يختلف الأمر كثيرًا عن الوحدات في الموسم قبل الماضي، فهو توج بلقبي الدوري والدرع، إلا أنه لم يكن مقنعًا مقارنة بسنوات كان يمتاز فيها بالأداء الجماعي الممتع والتكتيك المدروس والأهداف الملعوبة.
وقد يلعب ضعف الانسجام بين اللاعبين دورًا مهمًا في تراجع الجانب التكتيكي لدى فريقين بحجم الفيصلي والوحدات، خاصة وأن تهافتهما في كل موسم على التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، يكفي ليعقد مهمة وصولهما لحالة النضوج التكتيكي المطلوب.
وكذلك من أسباب تراجع المؤشر التكتيكي للفيصلي والوحدات، محدودية خبرة المدربين الذين يشرفون على تدريبات الثنائي، إلى جانب غياب الاستقرار الفكري لدى اللاعبين نظرًا لعقودهم التي لا تتجاوز الموسم الواحد.
ولذلك اللاعب يبقى في حالة قلق دائم، حيث يبدأ التفكير في مصيره عند قدوم منتصف الموسم، مما يجعله بعيدًا عن مستواه المتوقع.
ولو عدنا لزمن الفيصلي قبل عصر الاحتراف، فإنه كان يقدم كرة قدم أجمل وأفضل من الناحية التكتيكية، وخاصة من حيث الأداء الجماعي الذي كان أبرز ما يميزه عن غيره من الفرق.
واعتمد الفيصلي في حسم لقبي الدوري وكأس الأردن، كثيرًا على المهارات الفردية للاعبه العرسان، والقدرات التهديفية العالية لمهاجمه هشام السيفي، دون إغفال بعض الأدوار التي كان يقوم بها عدد من اللاعبين على فترات متقطعة.
والمهارات الفردية للاعبين قد تساهم في حسم المباريات، إلا أنه لا يجوز أن يتم الاعتماد عليها بشكل كلي، فأصل كرة القدم لعبة جماعية منظمة.
ولا نغفل أن انتصارات الفيصلي في 2019، كانت تقوم على الروح القتالية واصرار لاعبيه على تحقيق الفوز، والدور الكبير الذي قامت به جماهيره في تحفيز اللاعبين، وإن كانت تلك الانتصارات تتحقق بصعوبة.
في المقابل، عانى الوحدات في 2019 من محدودية قدرات لاعبيه وعشوائية خططه التكتيكية، إلى جانب الضعف الواضح في بعض مراكز اللعب، وخاصة قلبي الدفاع والأظهرة مما ساهم في خسارة الفريق لعدة مباريات.
ودفع الوحدات ثمن تخبطه التكتيكي وعشوائية اختياراته من اللاعبين ، من خلال عجزه عن التتويج بلقبي الدوري والكأس، وعن التتويج كذلك بلقب كأس الاتحاد الآسيوي الذي كان يشكل قمة الطموح لإدارته وجماهيره.
الجزيرة والرمثا
يعتبر الجزيرة الأفضل من الناحية التكتيكية من غيره، على امتداد السنوات الأخيرة، وذلك يعود إلى الفكر العالي لمدربيه من أمثال عيسى الترك والسوري نزار محروس والتونسي شهاب الليلي.
وتمكن الجزيرة من تقديم مباريات جميلة ورائعة في ظل ما تمتع به من مرونة تكتكية، حيث كان لاعبوه الأكثر انسجاماً والأفضل تنفيذًا لأدوارهم من غيرهم داخل أرضية الملعب في ظل استقرارهم مع الفريق منذ سنوات.
وكان الجزيرة طوال السنوات الأخيرة منافسا قويا على الألقاب بفضل متانة خططه التكتيكية دفاعيا وهجوميا، بل أنه فك عقدة ابتعاده عن الألقاب لسنوات طويلة، وذلك عندما ظفر في موسم 2018 بلقب كأس الأردن بعد غياب امتد 34 عامًا عن منصات التتويج.
بدوره، قدم الرمثا في 2019، مستويات فنية رائعة عكست واقعه التكتيكي المتصاعد، فالمدرب العراقي عادل يوسف صاحب الخبرة التدريبية الطويلة، نجح في خلق جيل جديد للرمثا التزم بتنفيذ المطلوب منه داخل أرض الملعب ليظهر الفريق بصورة لافتة.
ولم يحقق الرمثا النتائج المأمولة في بطولة الدوري حيث احتاج للوقت بهدف الوصول إلى الحالة التكتيكية المناسبة، بيد أنه في المراحل الأخيرة شهد نهضة واضحة على صعيد الأداء والنتائج.
ونجح المدرب أسامة قاسم في البناء على ما قام به المدرب السابق عادل يوسف، وقام بتوظيف اللاعبين بصورة مميزة، وألهب حماسهم وزادت المساندة الجماهيرية التي حظي بها الفريق من ثقة اللاعبين بقدراتهم، ليبلغ الفريق الشاب نهائي الكأس عن جدارة واستحقاق.