عروبة الاخباري- دعا المقاول المناهض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت إلى الاحتشاد الجمعة المقبلة في مصر في “مليونية”، حال لم يرحل السيسي، وسط حديث إعلامي مقرب من النظام عن وجود “مؤامرة لإسقاط الدولة”.
وعبر مقطع فيديو مدته 30 دقيقة، قال المقاول المصري محمد علي المتواجد خارج البلاد، والذي نفى السيسي أحاديثه عن فساد بالدولة مؤخرا، إن يشكر الجيش والشرطة على عدم التعامل الخشن مع مظاهرات الجمعة.
ودعا للخروج في تظاهرة تضم مليون شخص حال عدم إجبار المؤسسات للرئيس على الرحيل.
في المقابل، قال الإعلامي المقرب من النظام أحمد موسى، عبر برنامجه المتلفز مساء السبت بفضائية مصرية خاصة، إن هناك “مؤامرة لإسقاط الدولة، وليس الرئيس”.
ودعا لعدم الخوف مما أسماه “إشاعات تروج”، مؤكدا أن المصريين يفهمون جيدا تلك الدعوات “التخريبية” ولن يتفاعلوا معها.
وحتى 19:53 ت.غ تتواجد، تشديدات أمنية كبيرة بميدان التحرير، وسط العاصمة القاهرة، الذي شهد مظاهرات، الجمعة، في احتجاج نادر ضد السيسي.
ووسط هذا الهدوء، طالب الحزب المصري الديمقراطي (يسار)، في بيان ثان اليوم، بتدشين “إصلاح سياسي شامل”، يتضمن الإفراج عن المحبوسين السياسين، بعد بيان سابق طالب بإطلاق سراح محتجي 20 سبتمبر/آيلول الجاري.
فيما قالت حركة “الاشتراكيون الثوريون”، في بيان اليوم، يتمسك بتغيير النظام إن “صفحة الرعب قد طُويَت، ورحيل السيسي لم يعد حلمًا بعيد المنال بل أقرب من أي وقت مضى”.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية بيانا لـ”تنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين” (تضم في أغلبها قوى مؤيدة للنظام) أفاد بأنها “تؤكد على ضرورة تحصين الدولة المصرية من أي مخططات هدامة أو شائعات مغرضة بدعم الجهود لاستكمال عملية التنمية السياسية”.
وأكدت أن ذلك “يسهم في المزيد من فتح المجال العام، والاستماع لكل الآراء السلمي”، مشككة في صحة ما تم بثه بقنوات معارضة ومواقع التواصل، أمس، من احتجاج بميدان التحرير وعدة مدن.
وطالب تحالف الأحزاب (تكتل مؤيد للسيسي)، الشعب المصري بالدفاع عن استقراره ضد الدعوات المشبوهة، وفق بيان
وفيما لم تكشف وزارة الداخلية المصرية حتى الساعة 19:53 ت.غ عن وجود توقيفات جراء احتجاجات الجمعة، قالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (غير حكومية بمصر) إنه “تم رصد 8 حالات بمدينة المنصورة و20 بمدينة المحلة (بدلتا النيل/شمال)، و16 في العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية (شمال) في احتجاجات 20 سبتمبر”، وسط أحاديث غير مؤكدة عن توقيفات شملت مدنا أخرى.
فيما قال الحقوقي المصري، محمد الباقر، في تدوينة بصفحته عبر “فيسبوك”، السبت، إن “أعداد المعتقلين داخل معسكر السلام ومعسكر الجبل الأحمر (يتبعان الجهات الأمنية بالقاهرة) كبيرة جداً، تم فرز جزء منهم فجر اليوم وأطلقوا سراحهم، والباقي لم يتم التصرف معهم”.
وفي وقت سابق اليوم، تصدر هاشتاغ معارض باسم “ميدان التحرير”، قائمة الأعلى تداولا على “تويتر”، السبت، بجانب صورة نقلها مغردون تظهر إسقاط لافتة تحمل صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء احتجاج شمالي البلاد.
ووصل الهاشتاغ المعارض، “ميدان التحرير”، الساعة 10:40 (ت.غ) التصدر بأكثر من مليون و140 ألف تغريدة ومشاركة تشمل عبارات أغلبها مناهضة للسيسي.
بينما صعد هاشتاغ “معاك ياسيسي” للمرتبة الثالثة بـ 9483 بعد ما كان في الرابعة بـ6873 تغريدة، قبل أن يختفي الهاشتاغان من الترتيب.
ولا تزال حسابات مؤيدة ومعارضة تشعل منصة “تويتر”، بعضها يدعو للاحتجاج بالميادين، وينقل بكثافة صورة إسقاط لافتة السيسي في مدينة دمياط، إثر احتجاج معارض مساء الجمعة، والأخرى تؤكد ثقتها في الرئيس وتحذر من الفوضى.
ووسط هدوء في مصر وتواجد أمني كبير بعد الاحتجاج ضده بـ”ميدان التحرير” (وسط القاهرة)، وصل السيسي، نيويورك، صباح السبت بالتوقيت المحلي.
ووفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية، نظم العديد من أبناء الجالية بالولايات المتحدة عقب وصول السيسي وقفة تأييد له وترحيب، مقابل وقفة مناهضة نقلتها قنوات معارضة وناشطون بمنصات التواصل.
وفي الوقت الذي لم تصدر الصحف المملوكة للدولة الصادرة السبت، لاسيما “الأهرام” وكذلك الخاصة، أي تعليق على احتجاجات الجمعة، دعا سياسيون ومعارضون بالخارج إلى استمرار الاحتجاج داخل البلاد.
ومن أبرزهم “محمد علي” الفنان والمقاول السابق الداعي للاحتجاجات، والقانوني الوزير السابق محمد محسوب، ومكتب جماعة “الإخوان المسلمين” في الخارج.
وعبر حسابه على تويتر، قال أستاذ العلوم السياسية بمصر، حسن نافعة، أحد أبرز وجوه الحركة الوطنية للتغيير التي ساهمت في الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، إن المحتجين أصدروا رسالة للسيسي مفادها “سقط القناع ولم تعد أهلا للثقة”.
واستطرد نافعة المتواجد داخل مصر متسائلا: “وهل سيستخلص السيسي معناها (الرسالة) الصحيح ويتصرف على أساسه؟”.
وفي السياق نفسه، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية النظام المصري، إلى احترام حق التظاهر السلمي، مؤكدةً في بيان أن “العالم يراقب”.
وطالب المنظمة الحقوقية، السلطات بـ”أن تُفرج فورا عمّن تعرضوا للتوقيف لمجرد ممارسة حقوقهم” أثناء احتجاجات الجمعة.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الداخلية بشأن ما ذكرته “هيومن رايتس”، لكن السلطات عادةً ما تتهم المنظمة بـ”ترويج أكاذيب”.
وشهدت مصر مساء الجمعة، احتجاجات في “ميدان التحرير” الذي احتضن ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وسط إقرار من المعارضة والإعلامي المقرب من النظام عمرو أديب بذلك.
فيما نقلت قنوات المعارضة بالخارج، وناشطون عبر منصات التواصل، مقاطع فيديو قالت إنها احتجاجات شملت بخلاف التحرير و”ميدان طلعت حرب” الشهير ين وسط القاهرة، مدينة المحلة العمالية الشهيرة والشرقية والمنصورة وكفر الشيخ ودمياط والإسكندرية والبحيرة (شمال) والسويس (شمال شرق).
وردت صحف وقنوات مؤيدة للنظام وحسابات بمنصات التواصل مؤيدة للسيسي، بالقول إن تلك الفيديوهات مفبركة والتظاهرات سابقة منذ سنوات ولا تظاهرات حالية.
قبل أن يعود البعض الآخر ويؤكد وجود التظاهرات للاحتفال بفوز نادي الأهلي بكأس السوبر المحلي، الجمعة، وليس للتظاهر ضد الرئيس، وأن أصوات هتافات معارضة تم تركيبه بديلا عن صوت الاحتفال.
وأقرّ عمرو أديب، الإعلامي المقرب من النظام عبر برنامجه “الحكاية” على قناة “ام بي سي” المصرية الجمعة، بخروج تظاهرة محدودة للغاية هتفت ضد الرئيس لدقائق. مشيرا إلى وجود توقيفات جراء الاحتجاج، ولم تعلن الداخلية عنها حتى الآن.
كانت دعوات خرجت للتظاهر مساء الجمعة ضد السيسي، عقب مباراة السوبر المحلي، ولم تعلق السلطات على ما أثير من انتشار الاحتجاج في أكثر من مدينة بمصر، أو وجود توقيفات، أو موقفها من الدعوات الجديدة لاستمرار التظاهر