أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز حرص الحكومة على وضع الحلول المناسبة للقضايا التنموية في محافظة العقبة، التي تشهد نقلة نوعية في جميع المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية. ولفت إلى الإنجازات الكبيرة، التي تحققت في العقبة خلال العقدين الماضيين، وبما يصب بتنفيذ الرؤية الملكية حيال العقبة، َلتكون مقصداً تجارياً وسياحياً واستثمارياً، عززت مكانة المستوى المتقدم للموانئ فيها وانعكاس ذلك على الأرقام والمؤشرات والأداء المتميز لمؤسسات العقبة.
جاء حديث رئيس الوزراء خلال لقائه رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت ونواب محافظة العقبة ورئيس غرفة تجارة العقبة نايل الكباريتي ورئيس وأعضاء مجلس محافظة العقبة بحضور محافظ العقبة حجازي عساف والمفوضين في السلطة ورؤساء الشركات ومدراء الدوائر الحكومية في العقبة ورؤساء بلديات القويرة والديسة وقريقرة وفينان وقطر ورحمة ووادي عربة.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره وزير الصناعة والتجارة والتموين طارق الحموري ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء سامي الداود، حوار حول الأولويات التي تحتاجها العقبة، والتحديات التي تواجه بعض القطاعات المنتجة في سبيل التعامل معها ضمن استراتيجية تشاركية بين مختلف الجهات المختصة.
ووعد الرزاز، خلال اللقاء الذي اختتم به برنامج العمل لزيارته إلى العقبة، بدراسة جميع المطالب والمقترحات التي تقدم بها نواب المحافظة وأعضاء مجلس المحافظة، مشيراً إلى أن قطاعي التعليم والصحة في المحافظة، يتطلبان المزيد من الاهتمام والمتابعة، من قبل مختلف الوزارات الجهات الحكومية المعنية.
وأكد أهمية إدامة حلقات التنسيق والتعاون والتشاركية بين وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية، وبما يسهم في حل مشاكل القطاع الصحي في العقبة، من خلال تحديد وتطوير مراكز صحية شاملة بدوام كامل تقدم خدماتها للمواطنين، خاصة في المناطق النائية كوادي عربة وقريقرة والديسي ورم.
وحول موضوع خزانات الأمونيا في موقع مصنع شركة الفوسفات الأردنية، أشار الرزاز إلى أن الحكومة طلبت من الشركة العمل بكامل قدراتها لحل هذه المشكلة، وإدامة أنظمة الصيانة اللازمة لها، وبما يمنع أي فرص لتشكل الخطر على المواطنين والعاملين في الموقع على حد سواء.
وأشار إلى أن العقبة، بما يتوفر فيها من تسهيلات، تزخر بفرص استثمارية، وهو ما نحتاج لتسليط الضوء عليه أكثر وعرضه لكل المهتمين، وبما يساعد في توليد فرص عمل دائمة لأبناء محافظة العقبة والأردن بشكل عام، وينعكس على مستوى البطالة، من خلال استحداث حاضنات أعمال للشباب الباحث عن العمل وتشجيع المشاريع الإنتاجية.
بدوره، عرض رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت لأهم المشاريع قيد التنفيذ في محافظة العقبة، مشيراً إلى مشروع إعادة تأهيل ساحة الثورة العربية الكبرى بقيمة 16 مليون دينار ومحطة التنقية الميكانيكية بقيمة 28 مليون دينار ومدن عمالية في شمال وجنوب مدينة العقبة بقيمة 8 ملايين دينار ومشروع حماية العقبة من الفيضانات بمراحله النهائية بقيمة 35 مليون دينار وخطة للتحول الالكتروني في السلطة ومجمع المدارس المركزية الذي سينتهي عام 2021 ليستوعب 6 آلاف طالب .
ولفت إلى أن هناك عدة مشاريع قيد الدراسة والتنفيذ أهمها حدائق عامة وتطوير متنزهات ومطار الملك حسين إضافة إلى إنشاء مناطق استثمارية ولوجستية في القويرة والراشدية ووادي رم ومشروع سكة حديد معان وميناء معان البري، مبيناً ان السلطة تسعى إلى رفع عدد السياح من مليون إلى مليون و200 ألف خلال العام المقبل ورفع عدد الغرف الفندقية من 5200 غرفة إلى 6 آلاف غرفة وتسويق المثلث الذهبي وادي رم البتراء العقبة، ودعم الطيران العارض وتطوير البنى التحتية للمنتج السياحي والدخول إلى أسواق جديدة وتشجيع رياضة الغوص.
وأضاف أن هناك مدينة ألعاب مائية قيد الإنشاء ونادٍ للرياضات الجوية بالعقبة ومركزا للمؤتمرات والمتاحف، منوهاً أن السلطة تشجع السياحة البيئية في وادي رم من خلال إنشاء مخيمات سياحية ومراجعة كافة الاتفاقيات ووضع خطة تسويقية والتركيز على التدريب والتشغيل حيث شغّلت السلطة خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي 1250 شاباً وشابة في مختلف المهن لدى القطاع الخاص.
وقال رئيس غرفة تجارة العقبة العين نائل الكباريتي، إنه تم استقطاب العديد من المشاريع في منطقه العقبة الصناعية، من خلال غرفة التجارة، داعياً إلى ضمان استقرار القوانين والأنظمة والتعليمات بما يعزز ويشجع ديمومة الاستثمارات.
بدورهم، عرض النواب عواد الزوايدة وحازم المجالي ومحمد الرياطي وابراهيم أبو العز وعلياء ابو هليل وشاهه العمارين لمجموعة من المطالب في مختلف القطاعات بالعقبة، لا سيما أهمية توسيع نطاق المشاريع الصغيرة المنتجة والاهتمام بالسياحة المحلية والطيران منخفض التكاليف بهدف تشجيع استقطاب السياح.
ودعوا إلى حل مشكلة المياه في الديسي وتوسيع منطقة الجمرك لتصل إلى حدود المحافظة ودعم مستشفى الأمير هاشم بتخصصات طبية جديدة وإنشاء مستشفى حكومي وإنشاء قصر عدل ودعم الجامعات في العقبة ودراسة تخفيض أسعار الكهرباء ومنح وحدات سكنية وأراضٍ لأبناء وادي عربة.
وطالب رئيس وأعضاء مجلس المحافظة محمد الزوايدة وعلي الهلاوي وعلي ابو خليل بضرورة تحسين الخدمة الصحية في المناطق النائية وصيانة طريق النقب وحل معاناة أهالي القويرة من الروائح المنبعثة من مزارع الأبقار وإنشاء وحدة في مستشفى الأمير هاشم العسكري لمتابعة حالات السرطان وإنشاء جمعيات للمتضررين بالتعزيم وإنشاء محطات تحلية للمياه في وادي عربة.
وطالب رؤساء بلديات القويرة والديسي ورحمة وقطر ووادي عربة بإنشاء شبكة صرف صحي في مدينة القويرة وتشغيل المتعطلين عن العمل وحل مشكلة تعدد المرجعيات وتخصيص جزء من ريع السياحة والمياه إلى المناطق النائية ودعم سباقات الهجن في وادي رم ودعم الجمعيات وإنشاء مشاريع تنموية لتشغيل الشباب وتحسين البنى التحتية في تلك المناطق.
وعقب اللقاء، التقى رئيس الوزراء بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين، وأطلعهم على جولته الميدانية في العقبة وسبل التعامل مع المشكلات والتحديات التي تواجهها.
وأعلن رئيس الوزراء أن الوزراء المعنيين في قطاعات التعليم والصحة وغيرها من الأمور الخدمية سيقومون بزيارة إلى العقبة قبل عيد الأضحى المبارك للوقوف على احتياجات المحافظة من هذه الخدمات.
وبشأن مطالب أهالي وادي عربة برفع مستوى التنمية فيها وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها، لفت الرزاز إلى أن الحكومة طلبت من شركة تطوير وادي عربة تزويد الحكومة بتصور حول طبيعة المشكلات والحلول المقترحة لها بتقرير ترفعه لرئيس الوزراء قبل فترة عيد الاضحى المبارك.
وأشاد رئيس الوزراء بمستوى التعاون والتواصل بين سلطة العقبة ومجلس المحافظة والبلديات، مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم كل ما يلزم من دعم.
وحول السياحة في العقبة، أشار رئيس الوزراء إلى أن مؤشرات السياحة للمثلث الذهبي، العقبة ووادي رم والبترا، تظهر تحسناً ملحوظاً، لافتاً إلى أهمية إيجاد البرامج التي تشجع السياحة الداخلية من خلال زيادة أعداد الفنادق من فئة الـ 3 و4 نجوم.
وأكد أن الطريق الصحراوي يشكل شرياناً مهماً للأردن، لافتاً إلى حرص الحكومة على إنجازه بالتاريخ المحدد لذلك.
وقال الرزاز “شعرنا بالفخر عند زيارة ميناء الحاويات والميناء الجديد وهذه ترجمة لرؤية جلالة الملك قبل 20 عاماً في أن تصبح العقبة بوابة الأردن اللوجستية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية”.
وأضاف “التحديات موجودة في المنطقة وعلى مستوى الإقليم لكن الفرصة متاحة لأن تتبوأ العقبة هذا الموقع من ناحية بنيتها التحتية ومؤسساتها ، وهناك مشاريع عديدة يمكن تطويرها وخصوصاً فيما يتعلق بالتكامل مع العراق الشقيق في موضوع النفط والغاز”.
وأكد أن فرص التشغيل للأردنيين في العقبة كبيرة لكننا بحاجة إلى تنظيم سوق العمالة الوافدة، لافتاً إلى أن توفير قطع أراضٍ للمواطنين في المناطق المحيطة بمدينة العقبة للبناء عليها يشكل تحدياً في الوقت الحالي لكنه يعدّ فرصة للمستقبل.