من الواضح أن مخطط الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه فيما يتعلق بانتزاع شرعية فلسطينية كمقدمة لانتزاع شرعية عربية رسمية للإعتراف بالسيادة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة قد باءت بالفشل الذريع نتيجة للموقف الاستراتيجي الشجاع للقيادة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس مدعوما بشكل مطلق من جميع مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والحزبية والفصائلية والمجتمعية وما فشل الحلقة الثانية ” مؤتمر البحرين ” من مؤامرة صفقة القرن إلا أبلغ دليل على ما منيت به سياسة ترامب من فشل تلو الفشل على صعيد ملفات السياسة الخارجية عامة والفلسطينية خاصة.
هذا يقودنا إلى تساؤل مفاده هل سيقر فريق ترامب يالهزيمة ؟ أم ستدفع بهذا الفريق الذي نذر نفسه ووظف أدوات القوة الأمريكية خدمة لأهداف الحركة الصهيونية العنصرية والعدوانية للانتقال إلى محطة جديدة من محطات المشروع التآمري بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساسية ؟
من الصعب على فريق ترامب الاعتراف بالهزيمة لاعتبارات عدة منها :
—- المس بهيبة الولايات المتحدة الأمريكية عالميا.
—- التأثير السلبي على المستقبل السياسي لفريق ترامب ممثلا بكوشنير وغرينبلات إن لم يكن ذلك عاملا أساسيا لاخراجهم من الفضاء السياسي.
—- التداعيات السلبية على حملة ترامب الانتخابية في دورته الثانية الثانية.
—- تراجع نفوذ الحزب الجمهوري لصالح الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة عام 2020.
بناءا على ما تقدم من معطيات فالتقديرات تشير إلى أن المحطة القادمة لكوشنير وفريقه قد تنصب على استهداف أسباب فشله المتمثلة في عدد من العناوين أهمها :
أولا : العنوان الفلسطيني.
ثانيا : العنوان العربي.
ثالثا : العنوان الدولي.
في هذه المقالة ساقصر الحديث حول العنوان الفلسطيني لما مثله ويمثله من أهمية :
● ان موقف الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني شكل عقبة عظمى أمام تسجيل نجاح ولو جزئي لفريق ترامب بطرح بنود مؤامرة صفقة القرن كما شكل سببا رئيسيا لفشل ورشة المنامة التي هدفت إلى انتزاع اعتراف الدول المشاركة للاعتراف بإضفاء الطابع الإنساني والمعيشي على الصراع مع الإحتلال العسكري الصهيوني.
● الإجماع الفلسطيني داخل الارض المحتلة وخارجها بدعم القرار الفلسطيني الرافض والمتصدي لمؤامرة تصفية القضية الفلسطينية مهما حملت من مسميات.
● الدور الفاعل للقوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الفلسطينية بحشد رأي عام عربي ودولي داعم للحقوق الفلسطينية ورافض للمشروع الصهيوترامبي المناقض لميثاق الامم المتحدة ولكافة القرارات الدولية.
لذا فارهاصات المحطة القادمة لكوشنير وفريقه تشي باستهداف :
■ شرعية القيادة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من خلال خطة أمنية خبيثة تستهدف اغتيال شخصية القيادات على مختلف المستويات القيادية والسياسية.
■ محاولة تبني شخصيات خارجة عن الصف الوطني والعمل على دعمها لتتبوء مواقع قيادية “في مؤسسات مجتمع مدني” علها تشكل عامل ضغط على القيادة الفلسطينية.
■ استهداف وحدة الشعب الفلسطيني مكمن قوة القيادة الفلسطينية ومنعة الجبهة الداخلية.
■ تصعيد الضغوطات الاقتصادية بهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني وارادته بالنضال حتى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفي محاولة لتحميل القيادة الفلسطينية مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية بديلا عن مسؤولية الإحتلال وجرائمه بالسطو على أموال الشعب الفلسطيني.
هذا يتطلب من الجماهير الفلسطينية والعربية الوعي والحذر لمخاطر المحطة القادمة وضرورة تكاثف الجهود لاجهاض محطات تامرية قادمة عبر اعداد خطة عمل تتضمن عددا من المبادئ والآليات وعلى رأسها :
أولا : التعبير المستمر بكافة وسائل التعبير على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ونبذ أي نشاط فردي أو جماعي أو تنظيمي يعمل كادوات لقوى إقليمية أو دولية تتولى إدارة حملة زعزعة الثقة بشرعية ووحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني خدمة للكيان الصهيوني ذلك التمثيل الذي أنجزه الشعب عبر نضاله الوطني على مدار سبعة عقود.
ثانيا : الحذر من الشائعات الموجهة ضد القيادة الفلسطينية التي تبثها الأجهزة الأمنية الصهيونية وأدواتها في محاولة بائسة للنيل من عزيمة وإرادة القيادة التي نذرت نفسها للثبات والصمود على الثوابت الوطنية والتصدي لكافة اشكال المؤامرات التي تهدف إلى الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني.
ثالثا : إنهاء الانقسام الجغرافي بين الضفة الفلسطنية وقطاع غزة وذلك من خلال تنفيذ اتفاق تشرين أول لعام 2017 ومن خلال المشاركة في الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها.
سؤال مشروع عن أسباب استهداف الشرعية الفلسطينية كيانا وقيادة من قبل أعداء فلسطين الإجابة التلقائية –
–إسقاط القرار الفلسطيني المستقل .
–اسقاط حق الشعب الفلسطيني بالنضال من اجل الحرية وتقرير المصير .
مما يستدعي من جميع القوى الفلسطينية الانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني للنضال حتى إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
أثبت الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية قدرته على اجتياز المؤامرات والصمود أمامها بالرغم من الاختلال بموازين القوى التي تميل لصالح الكيان الصهيوني العنصري.
إرادة الشعب الفلسطيني مدعومة من احرار العالم كفيلة بدحر الاحتلال وإسقاط جميع محطات المؤامرات التي تستهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني المكفولة دوليا. ….وإن طال الزمن. ..