عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
لا اعرف من أين يأتي اللطم والشركات التي حضرت هيئاتها العامة حتى الآن تزداد إرباحها بنسب لافتة وفي أسوأ الأحوال تتوازن من سنوات سابقة إلا من كان تعثره ناجم عن خطأ تصنعه الإدارة أو خلل في اجتهاد لم يحتسبه فاعلوه …
ما أثار هذا التساؤل عندي ما يدور في الشارع، وما ينقضه تفاؤل عصام سلفيتي الذي رأيته في اجتماع الهيئة العامة لبنك الاتحاد أكثر اغتباطاً ونجاحاً وبشرى، فالاقتصاديون الناجحون هم جنود وقادة في خدمة الوطن دون أن يعلقوا على أكتافهم رتبا، فالزمن هو زمن الاقتصاد ،والاقتصاديون هم الذين يواجهون أكوام البطالة واستشراء الفقر وميل الموازين الاجتماعية، وعلى كل قرار أن يضع زيادة نشاطهم وتمكينهم في عين الاعتبار خاصة وان أجهزتنا الإدارية البيروقراطية الرسمية في الدولة على اختلاف مهامها لم تدرك ذلك، بعد أن تحولت حكوماتنا إلى حكومات جباية, واحترفت إفقار المواطنين ربما عن حسن نية نتاج الخوف من التغيير أو عدم القدرة على اتخاذ قرارات عميقة وفاعلة ..
لا تعوز رئيس الوزراء أو من هم على شاكلته القدرات الدراسية والكفاءات العلمية وحتى الخبرة أحياناً، بمقدار ما يعوزهم أن يفرقوا بين النظري والعملي إذ ما زالوا يأخذون بمبدأ الرطانة والكلام المجاني والسهل وغير المختبر حين ينتمون إلى نظرية عنق الزجاجة، والتي أصبحت كلها عنقاً مغلقاً دون مساحات للمراوحة ..
أعجبني تفاؤل عصام سلفيتي سواء في بنك الاتحاد أو في ملكية “الاتحاد الإسلامية” التي تمتلك معظم رأسمال بنك صفوة، ورهانه على بناء طريق اقتصادي إسلامي أسوة بالبنوك الإسلامية الأخرى مع اختلاف النكهة.
ففي بنك صفوة كان إفتاء الدكتور أبو حمور مشتقا من أرقام صلبة إفتاء عميقاً وصادما لجهة الأرقام التي تجعل الحكومة في مواجهة وصفة دقيقة وروشيته يمكن تناول مضمونها فوراً لمعالجة الاقتصاد الأردني، إذ ما قدمه في مداخلته الطويلة نسبياً في افتتاح اجتماع الهيئة العامة لبنك صفوة تصلح مقدمة عملية للولوج إلى الاقتصاد الأردني.
أعود إلى بنك الاتحاد…حصان عصام سلفيتي الذي ظل يضمن له السبق من سنوات، فنجد أرباحاً موزعة تزيد عن 22 مليون دينار على شكل نقدي وهذه تعادل 4% من رأس المال، وهي قادمة من أرباح زادت على( 62.5) مليون قبل الضريبة و(41)مليون دينار بعد الضريبة، وهذه مثلت ارتفاعاً بـ(18) % مقارنة مع العام الذي سبق أي عام (2017).
سلفيتي الذي يملك حذر طيور الزلازل وبصيرة زرقاء اليمامة حين علمته الصيرفة الحذر والتحوط وعدم ترك الثغرات، ولذا تجده سهلاً في قيادته حد الانسياب وصعب أحياناً حد شجرة العوسج..
ولذا فإن التعامل معه لابد أن يكون مدروساً، ومن هنا تأتي ثقة البنك المركزي بإدارة بنك الاتحاد وقدرة الرئيسية التنفيذية التي اخترقت مراحل حتى وصلت درجة الريادة في الأعمال البنكية .
الرئيس التنفيذي الوزيرة السابقة “نادية السعيد” هي الأقدر على إعراب جملة سلفيتي وتحويلها إلى أفعال، فقد خبرت قدراته وحتى مزاجه وتمكنت من تحقيق النتائج التي ارتسمت سروراً على وجهه وهو يخرج متهللاً يده في جيبه يشارك جمهور الهيئة العامة في تناول الحلوى والتقاط الصور.
ويبدو أن الهيئات التي يرأسها عصام سلفيتي قد دخلت قاموس جينيس لقصر فترة انعقادها وقلة المعترضين والمتداخلين فيها, فالأمور سالكة بدون تعقيد و حتى تلك الخطة المسماة بالمستقبلية هي برسم التنفيذ الفوري..
إذن الواجهتان “الاتحاد” كبنك مدني و “صفوة” كبنك إسلامي كلاهما وجهان لعملة واحدة، وإذا كان للاتحاد من يفتي بالنجاح فان أبو حمور في صفوة ينسجم مع لجنه الإفتاء الشرعي في البنك, ويتواصل معها بالايماءات بعد انسجام شديد جرى توظيفه لصالح البنك الذي نفض عنه غبار التيمم وأحضر الماء وأبطل التيمم وبدأت الأرباح تبني جسم البنك الجديد الذي يحمل اسم “صفوة” .