عروبة الإخباري – مساء يوم الثلاثاء التقى ثلاثة كتّاب في جمعية حمام المدينة الخيرية في محافظة الزرقاء ضمن أمسية شعرية نظمتها جمعية الزرقاء للتراث والثقافة التي يترأسها الكاتب عقل قدح.
حملت الأمسية عنوان (ثلاثية الثلاثاء) وقد قدّمها القاص أحمد أبو حليوة الدائم الإصرار على وضع بصمته في كل ما يفعل من فعاليات أدبية وثقافية وفنية منوعة، فكانت البداية بتقديمه المميز للشاعرين وكلمة مقتضبة من كل منهما، وقد جاء في تقديم (أبو حليوة) للسبتي قوله: ” عام ١٩٧٨ اكتست القارة السمراء وتحديداً في ليبيا، بعشب ميلاد ذاك الشاعر الأشقر، على ساحل البحر الأبيض المتوسط في بنغازي، حيث اعتلى بعد ذلك مهرة للشعر، في الرابعة عشرة من عمره، لينشر في أواخر القرن الماضي، بعضاً من طلع قصائده في الأردن، من نخلته الوارفة الشعر، والشهية الطعم، من خلال رطب صوره الفنية المبتكرة”.
وأما في الشاعر (أبو قبع) فقد قال: “في ثمانينيات القرن الماضي ازدانت مدينة الزرقاء بميلاد شاعر، وبعد ربع قرن من ذلك الميلاد تقريباً تشرفت جامعة الزرقاء الخاصة بتخرجه منها، بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في هندسة البرمجيات، فهندس هذا الشاعر حياته بشكل خلاب حارقاً كثيراً من المراحل، بعد أن غرف من الثقافة الكثير معتكفاً غارها، فكان الكبير منذ صغره، يجيد امتطاء صهوة التميز الشعري منذ أول دواوينه”.
سار أبو حليوة في هذه الأمسية الشعرية بنهج جديد بالنسبة له، فاستبق كل قصيدة بنص قصير من وحي القصيدة، ومما جاء في تقديمه لقصيدة (نوستالجيا): “الحنين بوابة القلب للذكرى… همس الماضي للحاضر أن هلم إليّ… في بيت مهجور ركوة قهوة وفنجان معتق، جهة منه صبغ طرفها أحمر شفاه، وجهة أخرى علق بها ظل تأمل أخير لعاشق ساعة حيرة، قبيل فراق ووداع، ومفترق طرق وأوراق خريف.” وفي هذه القصيدة يقول الشاعر خالد السبتي: ” وأنا المسافةُ بينَ ظلَّينِ/ استباحَا في الطَّريقِ خُطاهما/ نحوَ العِناق/ لو كانَ يَدري ما التَقَى/ أو كانَ يعلمُ ما استفاق”.
وما قال أبو حليوة في تقديم قصيدة (في ظلال الربى) هو: “في ظلالها بتّ أحيا، وأنا الثمل الحياة، قبلها كيف كنت حياً، بل هو احتضار الممات، كلما عرفتها أكثر، أدركت أنّي ما ولدت قبلاً، يا الله، كيف يولد المرء مرتين، مرة من رحم أمه، ومرة من قلب عشقه! وفي الحالتين ينهض فيه من جديد نبض الحياة.” وفي هذه القصيدة يقول الشاعر أحمد أبو قبع: “ليلاً سأنزف ما يجولُ بهاجسي/ كالعشقِ من وصبٍ يَصبُّ بقلبها/ ويمدُّ في ليلٍ بريقٌ للظُبى/ كالنخلِ في ولهٍ يغازلُ شعرها”.
هذا ولاقت هذه الأمسية الشعرية إعجاب الجمع الغفير من الحضور، لتختم بعد ذلك بتقديم رئيس جمعية الزرقاء للتراث والثقافة الكاتب عقدل قدح شهادات شكر وتقدير للمشاركين.