عروبة الإخباري كتب سلطان الحطاب
لكن عصا صبيح المصري لقفت ما صنعوا وأبطلت سحر الدعاوي المرفوعة على البنك العربي في مرحلتين، وأعادت الشفاء للبنك العربي لينطلق أقوى مما كان عليه رغم معاناة أربعة عشر عاماً في ردهات المحاكم المفتعلة, وقد تمثل القول: “الطلق اللي ما بصيب بيحمي”, إذ أن التجربة التي خرج منها البنك علمته الكثير في مواجهة الصعوبات.
لقد حولت إدارة البنك العربي التحدي إلى فرصة وها هو البنك يجني أرباحاً قبل الضريبة تصل إلى(1.1) مليار دولار أميركي وبعد الضريبة(820.5) مليون دولار.
أكثر المبتهجين هذه المرة كان نعمة الصّباغ الذي نادراً ما يبتسم , لكن خبر البنك العربي الساخن أخرجه عن صمته ليستعرض نتائج مشرفة، مشيراً إلى أن مجموعة البنك العربي حققت أداءاً قوياً عام 2018، حيث بلغت أرباح المجموعة الصافية بعد الضرائب والمخصصات (820.5)مليون دولار أمريكي في نهاية العام 2018 مقارنة مع (533) مليون دولار أمريكي في نهاية العام 2017، في حين بلغت الأرباح قبل الضرائب (1.1) مليار دولار أمريكي. وبين الصباغ أن المجموعة استطاعت تعزيز قاعدة رأس المال لديها لتبلغ (8.7)مليار دولار كما في كانون الأول 2018 ، وارتفعت نسبة كفاية رأس المال لتصل إلى (15.6%،)كما ارتفع العائد على حقوق الملكية ليصل إلى (9.5%).
وبين الصباغ أن المجموعة حققت نمواً في صافي الأرباح التشغيلية بنسبة (8%) وذلك بفضل النمو في صافي الفوائد والعمولات المتأتية من الأعمال البنكية الرئيسية حيث بلغت نسبة النمو في صافي الفوائد (9%).
كما وحققت المجموعة نمواً في إجمالي محفظة التسهيلات الائتمانية بنسبة (3%)لتصل إلى 25.8 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 25.1 مليار دولار أمريكي كما في 31 كانون الأول من عام 2017، في حين ارتفعت ودائع العملاء لتصل(34.3)مليار دولار أمريكي.
صبيح المصري كان هذه المرة أكثر تألقاً من أي مرة سابقة في اجتماعات الهيئة العامة ليس من فرحة الانتصار على المدعين ضد البنك في الولايات المتحدة وخارجها، فهذه الفرحة كانت في الجمعية العامة للبنك السنة الماضية حين أطلق البشرى.
ولكن فرحة هذا العام انه قطف ثمرة الصبر على (14) عاماً من الانتظار في الأرقام التي أثمرت، وكان من ثمرها ما أصاب العاملين في زيادات رواتبهم وفي الشهر الإضافي الذي عدّل مزاج الكثيرين منهم ليصبح الحديث عن البنك العربي حتى في جلسات الصباح النسائية على القهوة !!!
الادعاء بأن الكساد قدر في كل المنطقة ليس صحيحاً، وهذا ما بدده تقرير البنك العربي الأخير الذي استمعنا لشذرات منه في 28/3/2019, فالمنطقة الآن اقتصادياً هي أفضل مما كانت عليه, وعام 2018 هو أفضل مما قبله فقد انتعشت الاقتصاديات في الإقليم نتاج التدفق النقطي وأسعاره ونتاج الرواج السياحي وعوامل أخرى.
لكن بقي الأردن استثناء من ذلك لعوامل لا مكان للحديث عنها في لحظة الاحتفاء بانجازات البنك العربي, إذ أن مرض الاقتصاد الأردني مختلف وتشخيصه وأسبابه, وهو أمر ما زلنا نحيله للحكومات التي تتلهى في حل المربعات وقراءة الكف والقول: ” اللهم إني لا أسألك ردّ القضاء، ولكن أسألك اللُّطْف فيه” !!
كان اجتماع الهيئة العامة حاشداً, وكان أعضاء مجلس الإدارة الكُثر قد اصطفوا جالسين على المنصة، وقد جرى نقدهم لأنهم لم يكونوا مبتسمين, ربما لهول الحشد الكبير من المساهمين الذين لم تتسعهم الكراسي فكان بعضهم واقفاً..
عضوية مجلس الإدارة في البنك العربي غاية في الأهمية فمن يدركها يدرك شأناً كبيراً للأهمية المعنوية ولازدهار السيرة التي يحملها الفرد الذي تتنزل عليه العضوية..
حديث صبيح المصري المختصر كعادته وضع النقاط على الحروف، وصف اللحظة القائمة وبشر بالمستقبل، وكان بين يديه من النتائج الباهرة للبنك ما يجعله يتكلم بلغة الواثق الذي صدق ما كان وعد به ..
والذين احتاجوا لتفسير لماذا البنك يربح ؟؟ وغيره ليس كذلك من البنوك؟ كانت إجابة المصري شافية إذ أن امتداد البنك العالمي وفروعه الخارجية المبثوثة في دول العالم ونشاطاته الاقتصادية هناك والتي تشكل أكثر من نصف نشاطه بل ربما ثلثي النشاط هي التي تربح بشكل مميز, وهي التي يعتمد عليها نشاط البنك الكلي, فالداخل هنا بالكاد يحمل نفسه ولكن البنك العربي كل لا يتجزأ وهو شجرة مزروعة في الأردن جذرها راسخ وفرعها في كل مكان، تؤتي أكلها كشجرة طيبة وهو ما نشهده في كل عام ليلهج المساهمون بالشكر..
وكثير يقول:” نيال من كان له مرقد عنز في ساحات البنك العربي”!!!.