عروبة الإخباري – شارك رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الاثنين، في عشاء العيد “عشاء الميلاد” في دير الفرنسيسكان في مدينة بيت لحم، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وممثل العاهل الأردني، وزير الداخلية سمير مبيضين، وعدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال سيادته في كلمته أثناء العشاء: “تعودنا في كل عام ومنذ فترة طويلة أن نتشرف إلى هذا المكان لنقدم التبريكات والتهاني بعيد الميلاد المجيد للطوائف الثلاث، ويسعدنا دائما أن نستمر على هذا المنوال لأننا نشعر أننا نهنئ أنفسنا وأننا بين أهلنا وإخواننا ولا بد أن نقوم بهذا الواجب”.
وأضاف سيادته: “قبل قليل كنت في دير مار شربل وهو الدير الماروني الذي افتتح قبل فترة، ولكن افتتحنا الطريق الخاص بهذا الدير وسعدنا جدا بلقاء إخواننا أعضاء الطائفة المارونية وبعثنا برسائل محبة وتمنيات وتبريكات للبطريرك الراعي، وكذلك لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وهذا من واجبنا فعلا لأنه رئيس أكبر طائفة مارونية في العالم، وبالذات في العالم العربي، وهو صديق حميم لشعبنا”.
وتابع: “قبل أيام شرفنا حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بلقاء عظيم مبارك وهو لكل أبناء الطوائف المسيحية والإسلامية في عمان ليبارك لها بعيد الميلاد المجيد، وهي خطوة نعتز بها جميعا وشكرناه عليها، وهذه من شيم الملك الهاشمي حامي الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ونحن هنا نلتقي بأخينا ممثل صاحب الجلالة الذي عودنا في كل المناسبات ومثل هذه المناسبة أن نلتقي به لنقدم سويا التبريكات لإخواننا وأشقائنا في بيت لحم”.
وقال الرئيس: “ولا أنسى العلاقة الحميمة التي تربطنا بقداسة البابا فرنسيس، هذا الرجل العظيم الذي سعدت أن التقي به أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، وقد شرفنا هنا وكنا سعداء بهذا الرجل العظيم، رجل السلام، وأقول لكل من لا يعرف أن الفاتيكان من أوائل الدول، وبالذات الدول الأوروبية، التي اعترفت بدولة فلسطين بدون طلب أو ضغط منا على أحد، وهذا ما نطالب به ولكن مع الأسف لم نتمكن أن نصل إليه، بل بالعكس ما حصل في السنة الماضية أن السيد الرئيس ترمب قام بمبادرات مخالفة تماما للشرعية الدولية حيث اعترف أن القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل وهذا غير موجود في الشرعية الدولية، وكذلك نقل سفارته إلى القدس أيضا، ومن ثم عاقب اللاجئين جميعا بإغلاق الأبواب أمام الأونروا، إضافة إلى ذلك أنه شرّع بشكل واضح الاستيطان، وقلنا له إن هذا الكلام لا يمكن أن نقبل به”.
وأضاف سيادته: “نريد من الرئيس ترمب أن يتراجع عن هذا وأن يطبق الشرعية الدولية، على الأقل هناك قرار صدر في عهده، لم يكن في البيت الأبيض، وإنما بعد أن أصبح رئيسا، عن مجلس الأمن الدولي يحمل رقم 2334 يرفض تطبيقه، رغم أنه صدر في عهده، فهذا ما نريده من الرئيس ترمب”.
وأكد الرئيس: “نحن لسنا أعداء لأحد ولا أعداء لأميركا، نريد صداقة أميركا وعلاقات طيبة معها، ولكن عليها أن تنظر إلينا بعين العدل، ولا نريد أكثر من ذلك، فقط أن تكون عادلة وأن تطبق أي قرار من القرارات الكثيرة التي اتخذتها الأمم المتحدة، 720 قرارا في الجمعية العامة، وأي قرار نقبل به، و86 قرارا في مجلس الأمن، وأي قرار نقبل به، ولكن مع الأسف يغضون النظر عن هذه القرارات جميعا ويرفضونها”. وشدد سيادته على “أننا لن نيأس ولن نمل، ولن نلجأ للعنف، نحن نحارب العنف والإرهاب كما تحاربه أي دولة محترمة في العالم، بيننا وبين دول العالم 83 بروتوكولا أمنيا، بمعنى واحد أننا مع هذه الدول نحارب الإرهاب وأول هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية، فالإرهاب لا دين ولا قومية ولا أصل له وهو معادٍ للإنسانية ونحن لن نقبل أن نكون ضد الإنسانية، وكل عام وأنتم بخير بعيد الميلاد المجيد، أعاده الله عليكم وعلينا وعلى كل إنسان مسيحي ومسلم أو غير ذلك بالبركات والسلام والأمن”.
من جانبه، نقل الوزير مبيضين تحيات العاهل الأردني وتهانيه بأعياد الميلاد المجيدة، مؤكدا موقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعم للقضية الفلسطينية، والتنسيق والتعاون المشترك بين القيادتين الأردنية والفلسطينية.
وقال مبيضين إن هذه الأعياد تمثل نهج الوسطية والاعتدال الذي تدعمه المملكة.