عروبة الإخباري – كشفت مصادر عسكرية مطلعة، عن اعتقالات طالت ضباطا في الجيش المصري، أبدوا تأييدهم للثورة السورية، وانتقدوا الرئيس السوري بشار الأسد، وقتله للشعب السوري، ورفضوا مشاركة قوات مصرية في معركة إدلب التي يستعد النظام لشنها على المحافظة.
تحريات عن ضباط
وقالت المصادر، إن قيادات عسكرية عليا في الجيش المصري، طلبت تحريات عن ضباط، احتوت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات انتقاد للرئيس السوري وتأييد للثورة السورية. وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أنه تم اعتقال من ثبت تأييده للثورة السورية، وإيداعه في زنازين انفرادية، داخل الوحدات العسكرية التابعين لها.
وتداول ناشطون بمواقع التواصل قائمة قالوا إنها تحمل أسماء عدد كبير من ضباط الجيش المصري، تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين في ظروف غامضة ووسط تكتم شديد وبلغ عددهم 20 ضابطا برتب رفيعة.
وبحسب القائمة المتداولة فإن جميع الضباط المعتقلين ينتمون للفرقة السادسة مدرعات بالجيش الثاني الميداني.
يتزامن ذلك مع توقيف السلطات المصرية بالأمس الأول لنجلي مبارك جمال وعلاء، في إطار قضية تلاعب بالبورصة وإعادة حبسهم وفقا للحكم الصادر.
سامي عنان
يشار إلى أنه في فبراير الماضي، كشفت مصادر مطلعة عن اعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري، بينهم 3 من قيادات المنطقة العسكرية الشمالية، بمحافظة الإسكندرية، من الموالين لرئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان، الموضوع تحت الإقامة الجبرية.
من جانبه، أكد عزت النمر المحلل السياسي المصري، أن هناك اعتقالات عريضة طالت قيادات وسيطة وصغرى في الجيش منذ انقلاب 2013، وربما من قبل وبالتأكيد إبان ثورة يناير، مدللا على قوله بتسريب هذه الأخبار إلى الإعلام بقصد أو بغير قصد.
ورأى أن هناك عدة مؤشرات مهمة على اعتقالات الضباط، تتمثل في أن سامي عنان أو حتى معصوم مرزوق وبالأخص الأول ما كان ليقدم على ترشحه من غير أمرين، الأول: هو التواصل الخارجي مع أمريكا، وربما مع غيرها في الإقليم، والآخر: هو التواصل مع شبكة ما أو دائرة داخل الجيش تكون مستعدة لتأييده ودعمه، معتبراً أن اعتقال أي قيادة عسكرية بحجم عنان يعني بالضرورة مهمة عاجلة للمخابرات الحربية للبحث عن أتباعه وكل من تواصل معهم من داخل الجيش.
وأردف النمر : ربما من المنطقي الربط بين اعتقال ضباط في المرحلة الحالية وبين اعتقال نجلي مبارك ولعل من دلالات ذلك أن دولة مبارك العميقة غير راضية عن استفراد السيسي وقلة من رجاله بكل شيء، ومن ثم بدأت تربيطات معينة لإعادة مشروع جمال مبارك. بحيث يتم توزيع الكعكة على دولة مبارك بدلاً من حالة الجشع والنهم وحصر المصالح في دائرة السيسي ونجله وعباس كامل.
حالة خوف ورعب
واستبعد النمر أن تكون حالة الخوف والرعب الشديد التي يعيشها الانقلاب وطبيعة الهواجس الأمنية لأجهزة مخابراته، فضلاً عن الجبن كطبيعة شخصية معروفة عن عبد الفتاح السيسي السبب في هذه الاعتقالات، مؤكدًا أن الواقع يشي بحالة غضب واحتقان في كل الاتجاهات خلقها السيسي بغبائه، الذي لم يراع أن المشهد المصري به مراكز قوى تاريخية ليس من السهل قضمها أو تجاوزها.
ورأى أن مذابح الطرد من الخدمة التي نفذها السيسي لقيادات في أجهزة المخابرات العامة والحربية وفي الألوية وقادة الجيوش لا يمكن أن تمر هكذا من غير ردات فعل وترتيبات تتم في محاولة للنيل من نظام السيسي، ومحاولة إسقاطه، طلباً لاستعادة مكتسبات شبكات الفساد وإعادة مراكز القوى التاريخية، التي ربما ترى أنها أحق من السيسي ونجله بإدارة المشهد، أو على الأقل تعتبر نفسها صاحبة الفضل عليه.
بقاء السيسي
وشدد النمر على أن المشهد المصري الآن يتجهز لصراع شرس بين قراصنة وذئاب بعضها مستأسد وبعضها جريح، موضحاً أن هذا الأمر ربما يفضي إلى دموية عنيفة تغير المشهد أو تزيد من مساحة السادية والرعب فيه.
وأكد المحلل السياسي المصري أن هناك جيوبا وخلايا تتجهز وتتواصل مع أفراد ورموز مدنية ولها تواصل مع الخارج؛ موضحاً أن هذه الخلايا تسعى بكل وسيلة لتغيير المشهد، وسيكون لردة فعل الخارج تأثيرها في الأحداث بين إعانة هؤلاء ودعمهم أو الغدر بهم لصالح بقاء السيسي وانقلابه.
بدائل للسيسي
وتابع : هناك حقيقة بادية هي أن السيسي وانقلابه قد أصبح عبئاً ثقيلاً على مؤيديه سواء في الإقليم أو الغرب، وربما كان استبقاؤه والحفاظ عليه فقط لاستخدامه في بعض الملفات سواء للأجندة الإسرائيلية والإماراتية، وفور انتهاء مهمته فسيتم التخلص منه كورقة “كلينكس” قذرة، موضحا أن هذا الأمر ربما يفسر أو يؤكد أن داعمي الانقلاب الدوليين أو في الإقليم لهم حتما تواصل مع أفراد وكيانات وقيادات داخل المؤسسة العسكرية لتجهيز بدائل للسيسي لاستكمال المهمات القذرة أو لاستيعاب أي حراك أو سقوط مفاجئ للسيسي وانقلابه.
أصابع إقليمية ودولية
وأكد النمر أن الأحداث الجارية تقول إن ما نشهده في الواقع هو نُذُر لأصابع إقليمية ودولية ومقدمات لإعادة ترتيب المشهد المصري وتغيير شخوصه البليدة القذرة، لافتاً إلى أن الفاعل الحقيقي هو الخارج أما كل ما نراه في الداخل فلا يعدو عن كونه الأدوات المستخدمة وقطع الشطرنج.
واعتبر أن وجود تواضروس في الولايات المتحدة يأتي استباقاً لزيارة السيسي لنيويورك والترويج له، وإنها جاءت في إطار الترويج لقائد الانقلاب في الغرب باعتباره حاميا للأقباط، فضلاً عن حاجته لأقباط المهجر لعمل حفلات الاستقبال الطائفية له عند زيارة أمريكا.
الاختفاء القسري
من جهة ثانية، وثّق التقرير السنوي الصادر من الفريق المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة؛ استمرار جريمة الاختفاء القسري بمصر التي تجري بشكل ممنهج بحق الناشطين والحقوقيين والعديد من المواطنين، مشيرا إلى عدم تعاون السلطات المصرية معه في الإجراءات بشكل كبير بالتزامن مع تقليص مسـاحة المجتمع المدني واستهداف النشطاء الحقوقيين الذين يعملون على توثيق جريمة الاختفاء القسري من جانب قوات الأمن المصرية.
وقالت منظمة كوميتي فور چستس إن فريق الاختفاء القسري الأممي، عمل على أكبر عدد من شكاوى الاختفاء القسري الخاصة بمصر منذ إنشاء الفريق في ثمانينيات القرن الماضي بواقع 173 قضية بموجب الإجراءات العاجلة و14 حالة بموجب الإجراءات العادية.