تعتبر اللغة العربية من اللغات الحية التي تغنى و تزداد استيعابا ً و مرونة ً بكل ما هو جديد في مجالات التعبير المكتوب و المقروء و المسموع ، كما تعد اللغة العربية من أبرز خمس لغات عالمية يتحدث بها سكان الكرة الأرضية إلا أنها خفتت و خف ّ بريقها مع ستينيات القرن المنصرم و حتى وقت قريب ؛ بسبب التركيز الكبير و الهائل و الاهتمام المنقطع النظير باللغة الانجليزية و الثقافة الغربية و منجزاتها العلمية و التقنية التي واكبت ثورة الانفوميديا المتسارعة يوما ً بعد يوم .
و لا ينكر أي مشتغل في العربية أنه قد جاء على الناس حين من الدهر ظنوا فيه أن العربية ليست ذات جدوى أو منفعة سواء في تعلمها أو دراستها الدراسة الحقّة التي تليق بها ؛ فكانت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ” تحدي القراءة العربي ” طوق النجاة من ظلم الآخرين و أبناء العربية لها . هذه المبادرة / المسابقة التي نالت سمعة طيبة بين أبناء الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه أعادت إلى اللغة ألقها و مجدها من خلال الاهتمام الكبير الذي انصب على صقل مهارات المشاركين و قدراتهم اللغوية و الفكرية ، و تخصيص ميزان كبير لفارق الفوز لمن يمتلك ناصية الفكر و اللغة و أدواتها : تحدثا ً ،مناقشة ،شرحا ً ،استيعابا ً ، و فكرا ً ناقدا ً حرّا ً معتزّا ً بدينه و عروبته و ثقافته العربية الإسلامية التي تنمي شخصياتهم و تصقلها بالشكل السليم.
” تحدي القراءة العربي ” انطلقت من فلسفة عميقة و متقدمة عززت من مكانة العربية في نفوس المشاركين و أبنائها ، لعلّها تكون فاتحة خير للأمة العربية في المستقبل القريب. فمع مرور السنوات و تضاعف الانجازات التي تحققت خلال الدورات السابقة ، كما سيتضاعف أثرها الذي بدأ يتّقد في نفوس المشاركين الذين حملوا قبسات من نورها الى بلدانهم و مجتمعاتهم المحليّة ، و قد أصبحوا السفراء الأمناء على نقل تجاربهم بكل فخر و اعتزاز لم نشهد له نظير من قبل .
تحمل ” التحدي ” قصب السبق و الريادة في هذا الباب الذي كان موصدا ً منذ سنوات طوال ، و ها هو اليوم يفتح على مصراعيه ؛ ليلج منه عديد القراء و المثقفين المستقبليين الذين تبشر بهم المسابقة و تزفهم إلى أوطانهم و أمتهم كل عام ليواصلوا نشر الرسالة المحمديّة الشريفة ، و التي أبرز أدواتها اللغة العربية و ترسيخ نهج ” اقرأ ” في السلوك اليومي للإنسان العربي ؛ لأن القراءة – حسب رؤية المسابقة – عنوان الرقي ، الوعي ، التقدم ، الازدهار ، التمكين ، العزّة ،الرفعة و المنعة .. بها يتسلح النشئ الجديد ، و بها تقوى الأمّة الحصيفة .
” مسابقة تحدي القراءة العربي ” .. أعادت الألق للغة العربية بوصفها لغة حيّة ، غنيّة ، قادرة ، مرنة . و قد أصبحت مشعل نور العربية ، و عيار فخرها على مستوى العالم .
اكتب رسالة…
تحدي القراءة العربي “مشعل نور” العربية وعيار فخرها/ محمد موسى المرقطن
11
المقالة السابقة