عروبة الإخباري – في مثل هذا اليوم الموافق 31 مارس من العام 1918 والذي يصادف مروره هذا العام الذكرى الــ 100 لجريمة الإبادة الجماعية للشعب الأذربيجاني التي قام بها الداشناق الأرمن بالتعاون مع البلاشفة الروس ضد الأذربيجانيين.
وتعد هذه الجريمة المؤلمة التي ارتكبت مرات عديدة ضد الشعب الأذربيجاني ولم تأخذ حقها السياسي أو القانوني على مر سنوات طويلة إحدى الصفحات المأساوية لتاريخ أذربيجان.
وقتل الأرمن مئات الالاف من الأذربيجانيين بوحشية خاصة في مدن باكو وشاماخي وقوبا وجويتشاي وقراباغ وزنجزور وإيرافان وناختشيفان وطردوا عشرات الالاف من الإبرياء من ديارهم اثناء الإبادة الجماعية عام 1918.
وقتل اكثر من 30 الف بريء في الإبادات التي نفذوها الأرمن في باكو. وتم تخريب 53 قرية في منطقة شاماخي و162 في قوبا و150 في الأراضي الجبلية لقراباغ و115 في زنجزور و211 في محافظة ايرافان و92 قرية في كارس من قبل الأرمن.
وقتل الأرمن اكثر من 8027 من الأذربيجانيين بينهم 4190 رجلا و2560 إمرأة و1277 طفلا.
وتجاوز عدد القتلى الأذربايجانيين في محافظة ايرافان 130 الف شخص.
وبعد تأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، أوليت أحداث مارس لعام 1918 أقصى اهتمام ورعاية؛ فأصدر مجلس الوزراء قرارا في 15 يوليو 1918 لإنشاء لجنة غير عادية لبحث وتقصى تلك الأحداث المأساوية.
وبحثت اللجنة المرحلة الأولى من الإبادة الجماعية التي حدثت في مارس، و الأعمال الوحشية في شاماخى، و الجرائم البشعة في إقليم يريفان.
وأسست إدارة خاصة تابعة لوزارة الشئون الخارجية، و ذلك حتى يتعرف المجتمع على الحقيقة.
وأعلنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية اعتبار الحادى والثلاثين من مارس يوم حداد وطني في البلاد، و ذلك مرتين، في عام 1919 و1920وأعلن يوم 31 مارس يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين بمرسوم “حول الإبادة الجماعية للأذربيجانيين” الصادر عن الرئيس الراحل حيدر علييف بتاريخ 26 مارس عام 1998.
وأصدرت سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الاردنية ألهاشمية بيانا بمناسبة احيائها الذكرى المؤية (31 مارس يوم الأبادة الجماعية للشعب الأذربيجاني)
نص البيان
في كل عام يطل يوم 31 مارس على شعب جمهورية أذربيجان حاملا معه ذكرى حزينة ، ممزوجة بالألام تارة وبروح التضحية والفداء والفخر والأعتزاز بما قدمه الشعب الأذربيجاني من تضحيات تارة اخرى. هذه الذكرى التي تعيش في وجدان كل مواطن أذربيجاني بما تمثله من تضحيات جسيمة في الأرواح والممتلكات التي تجسدت على شكل أبادة جماعية وتخريب وتدمير على أيدي المعتدين الأرمن.
إن ذكرى هذه الأبادة الجماعية ضد الشعب الأذربيجاني تشكل امتداد لأكثر من مئتي عام من التضحية والألم والفداء التي قدمها الشعب الأذربيجاني في سبيل وطنه لنيل حريته وكرامته وسيادته.
لقد تم احلال وتوطين الاف الأرمن داخل الارضي الاذربيجانية التاريخية ومنها ولاية قراباغ ويرفان.
لقد شكلت عمليات التوطين التي قام بها الأرمن في ذلك الحين بداية حملات الإبادة الجماعية ضد الشعب الأذربيجاني حيث عملت بعض الدول الكبرى على مساعدة الأرمن وتقديم كافة انواع الدعم والمساندة لهم . ونتيجة لهذا الدعم عمد الأرمن الى تهجير الأذربيجانيين واجبارهم على ترك ديارهم من خلال عمليات القتل والنهب والتدمير والترهيب.
(2 )
ولا زالت مدينة يرفان شاهدا حيا على عمليات التطهير العرقي التي تمت على ايدي المعتدين الأرمن ، فقد كان يعيش في يرفان سنة 1916 أكثر من نصف مليون مواطن أذربيجاني ، غير أن عدد سكانها انخفض خلال الخمس سنوات التي تلت ذلك العام الى أقل من 70 الف فقط.
وقد توالت حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الاذربيجاني في الأعوام 1905 – 1907 – 1918 -1920- 1948 بصورة منهجية ومنظمة على أيدي الأرمن. وبلغ هذا الأعتداء أوجه في الفترة مابين 1989 – 1993 حيث قامت أرمينيا بعدوانها الصارخ والأثيم بالأعتداء على أذربيجان وإخضاع ولاية قراباغ الأذربيجانية بالكامل واحتلالها بالقوة العسكرية.
تواصل مسلسل العدوان الأرمني على أذربيجان وتوالت احداث التضحية والفداء على الشعب الأذربيجاني ، ففي عام 1989م استشهد أكثر من 30 الف مواطن اذربيجاني وقام الأرمن بسلب ونهب وتحطيم واحراق أكثر من 750 قرية وقصبة ومدينة واحراق وتدمير 6 الالاف مصنع وأكثر من 107 الف منزل.
لقد تبنت أرمينيا سياسة عدوانية تجاه جارتها أذربيجان وعاثت دمارا وخرابا وافسادا بطريقة منهجية ولا يخفى على احد ان الهدف الاستراتيجي لأرمينيا من وراء هذه الممارسات العدوانية هو إقامة دولة أرمينيا الكبرى من بحر قزوين إلى البحر الأسود.
(3)
ولا أدل على ذلك من قيام الأرمن بالأعتداء بجيوشهم على أراضي أذربيجان ثلاث مرات خلال القرن العشرين.
ودخول الجيش الأرميني إلى باكو عاصمة أذربيجان عام 1918م ، حيث قتل أكثر من 13 الف من المسلمين بعد ان تم تعذيبهم والتنكيل بهم.
لقد تجسد العدوان العسكري الأرمني على أذربيجان في أبشع صوره ما بين عامي 1989 – 1993. حيث انتهج المعتدون الأرمن سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد المواطنين الأذربيجانين العزل، وقاموا بحملات التطهير العرقي وافراغ المدن من سكانها الاصليين حيث اصبح أكثر من مليون مواطن أذربيجاني لاجئين يعيشون الآن في ظروف معيشية قاسية ويفتقدون ادنى مقومات الحياة الآدمية.
عمد الأرمن الى تشريد اكثر من 250 الف أذربيجاني ما بين عامي 1988 – 1989 ممن ولدوا وعاشو طوال حياتهم في أراضي أبائهم واجدادهم. ولم يقتصر العدوان الأرمني داخل أراضي أذربيجان ، بل عمد الأرمن الى تدمير أكثر من 20 الف منزل ومسكن في 185 منطقة سكنية داخل جمهورية أرمينيا تعود ملكيتها الى مواطنين أذربيجانينين ، حيث فقد هؤلاء اموالهم واملاكهم وعقاراتهم.
نتج عن العدوان الأرمني ضد جمهورية أذربيجان احتلال 17 الف كيلومترمربع من الأرضي تضم 14 مدينة وناحية و1000 قرية وبلدة، وهو ما يمثل 20 % من مجمل مساحة الأراضي الاذربيجانية ، وأدى هذا العدوان إلى تدمير البنية الاقتصادية للدولة، والحاق خسائر مادية فادحة بأذربيجان.
(4 )
لقد طال العدوان الأرمني كل شي وقام المعتدون الأرمن بتدمير وتخريب وتدنيس المساجد والاثار والمقدسات الإسلامية التاريخية والحضارية والكثير من المعالم الإسلامية داخل الأراضي الاذربيجانية المحتلة.
يحاول الأرمن دائما خداع وتضليل الرأي العام العالمي وذلك ببث الدعايات المغرضة والملفقة ومحاولة إظهار أذربيجان كدولة تمارس سياسة معادية ضد الارمن ويتظاهرون بأن الارمن شعب مظلوم بائس ولكن الحقيقة تكمن في إن الأرمن انفسهم يمارسون سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الأذربيجاني خلال أكثر من 100 سنة.
وفي كل عام تقوم أذربيجان حكومة وشعبا بإحياء ذكرى الواحد والثلاثين من مارس يوم الإبادة الجماعية ، كما تناشد المجتمع الدولي بإدانة عمليات سفك الدماء التي يقوم بها الأرمن ، وتطلب منه الدعم والمساندة لتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة.
لقد بدأ الرأي العام العالمي يستجيب لهذا النداء حيث قامت العديد من الدول الصديقة والشقيقة بشجب عدوان أرمينيا على أذربيجان عبر المنظمات الدولية ذات النفوذ مثل منظمة الأمم المتحدة ، ومنظمة التعاون الإسلامي اللتان أصدرتا قرارات تدين فيها العدوان الأرميني ، وتطالب بسحب قوات الاحتلال من الأراضي الأذربيجانية .
( 5)
لقد عبر المجتمع الدولي عن رفضه لعدوان جمهورية أرمينيا المسلح على جمهورية اذربيجان من خلال عدد من القرارات والتوصيات الصادرة عن المنظمات الدولية بما فيها هيئة الامم المتحدة التي اصدر مجلس الامن الدولي التابع لها قرارات في هذا الشان ، وهي القرارات 822، 853 ، 874 ، 884 الصادرة عام 1993م ، وتطالب جميعها بالانسحاب الفوري الغير مشروط والكامل للقوات الارمينية من جميع الاراضي الاذربيجانية المحتلة، وكذلك أصدرت منظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا عددا من القرارات والتوصيات في هذا المجال ، تطالب جمهورية ارمينية بانهاء عدوانها على جمهورية اذربيجان واحتلالها لأراضيها.
وفي هذا المقام اود القول بأن جمهورية أذربيجان تثمن موقف المملكة الشقيقة في دعمها ومساندتها لقضاياها العادلة لاستعادة أرضها المحتلـــة ( إقليم ناغورني قارباغ ) من قبل الأرمن وعودة اللاجئين والمهجرين الأذربيجانيين إلى قراهم ومدنهم وتتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لمجلس الأعيان الأردني الموقر بخصوص البيان الصادر عن المجلس والذي يشجب ويدين الإبادة الجماعية التي وقعت في مدينة خوجالي على أيدي القوات الأرمينية المسلحة. وقد ذكر المجلس في بيانه بقرارات منظمة التعاون الاسلامي ودعا جميع الدول الاعضاء في المنظمة لبذل الجهود المطلوبة للاعتراف بالمذابح التي ارتكبتها ارمينيا باعتبارها فعلا من أفعال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وذلك على الصعيدين القومي والدولي.
(7)
ومن الجدير بالذكر إن أذربيجان اليوم وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها من جراء عدوان جمهورية أرمينيا عليها ، فإنها تتطلع إلى المستقبل بروح من التفاؤل والأمل ايمانا منها بقضيتها العادلة وتسعى لحل هذا الصراع بالطرق السلمية.
أن أذربيجان كدولة من ضمن منظومة العالم المعاصر تدين وتحارب الإرهاب بكافة أشكاله ، وتثمن كافة الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال بما في ذلك سن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق وسيادة الدول ووحدة أراضيها .
إننا نهدف إلى إطلاع الرأي العام في الدول الشقيقة والصديقة وخاصة الشعب الأردني الشقيق على حقيقة الظلم والعدوان الغير مبرر الذي وقع على الشعب الأذربيجاني في مرحلة من مراحل تحرره الوطني، و نتطلع إلى ايصال رسالة إلى العالم العربي والإسلامي في أن الشعب الأذربيجاني شعب مسالم يدعو إلى الحرية والسلام والاستقرار ويطمح إلى اقامة علاقات حسن الجوار مع جميع الدول المجاورة دون التدخل في شؤون الغير ولا سيما الشعب الأرمني الذي يشاركنا المناخ الجغرافي والتاريخي .كما ونؤكد بأن شعب وحكومة أذربيجان لن تتخلى عن ترابها الوطني في اقليم ناغورني قارباغ المحتلة من قبل أرمينيا وتطالب باستردادها بالطرق السلمية والحوار المباشر.