عروبة الإخباري – أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على ضرورة عدم التسامح مع الإرهابيين وداعميه، مشددا في الوقت نفسه، على أن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات الإيرانية للمنطقة.
جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، اليوم الأحد، والذي يُعقد في قصر الإمارات، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع السياسة من نحو 20 دولة حول العالم.
وقال قرقاش: “حان الوقت للدول العربية المعتدلة أن تتحد لبناء الزخم نحو أجندة تدعم الاستقرار، وعلينا أيضاً أن لا نتسامح مع المتطرفين ومن يدعمون الكراهية والانقسام، وكذلك مع الدول التي تُذكّي التطرف لتحقيق أهدافها، والعمل معا لمواجهة التدخل الخارجي في شؤون دولنا”.
وحدد قرقاش خمسة مباديء لتمكين الدول العربية المعتدلة من تبني أجندة مشتركة تحقق التقدم وهي عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب وداعميه، والعمل المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ذات السيادة، وتبني الحلول السياسية للنزاعات في المنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية عن طريق الحوكمة الرشيدة وتحقيق التطوير الاقتصادي.
وأضاف قرقاش أن البديل عن الأوضاع الحالية المضطربة في المنطقة هو تبني استراتيجية تركز على تحقيق الاستقرار، وأن الإمارات ترى أن هذه الاستراتيجية تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري واستقرار وقوة مصر إضافة إلى تحديث الأجندات السياسية في المنطقة.
وأشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إلى أن جهود إيران في تقديم الدعم لوكلائها وإذكاء الطائفية وتقويض وحدة الأمم “ازداد سوءا”.
وفي هذا الصدد تابع قائلاً: “شاهدنا في الأيام الأخيرة الصواريخ الإيرانية يطلقها الحوثيون تجاه العاصمة السعودية الرياض، وهذا تصعيد خطير يقوض مزاعم طهران حول الطبيعة الدفاعية لبرنامجها النووي”.
وأمام هذا التصعيد، شدد قرقاش على أن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات الإيرانية، مؤكدا دعم الدولة للتحرك الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه طهران.
وأردف في السياق ذاته: “هناك فرصة حقيقية للدول العربية لتعمل مع المجتمع الدولي لوقف التدخل الإيراني”.
ولفت قرقاش إلى أن تنامي الوعي الدولي بوجوب مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية الذي يتزامن مع التراجع الكبير للجماعات الإرهابية بعد هزيمة تنظيم داعش في الموصل والرقة وتراجع القاعده في اليمن، إضافة إلى تجفيف الدعم القطري في مساندة الإرهاب كلها عوامل سيساعد في تحسين فرص الوصول إلى حلول سياسية للصراعات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وعلى صعيد آخر، أكد قرقاش أن عودة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لغزة، مؤخراً، يرجع “لتقليل التدخل الخارجي”، مشيدا في هذا الإطار، بالمبادرات الدبلوماسية المصرية، معتبرا إياها حجر زاوية لأي نجاح في المستقبل.
والشهر الماضي، توصلت حركتا فتح وحماس إلى اتفاق للمصالحة في العاصمة القاهرة برعاية مصرية، أنهى عشر سنوات من الانقسام.
ويشارك في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع الذي ينعقد حاليا في العاصمة الإماراتية شخصيات فاعلة في القرارات السياسية والاقتصادية إقليميا ومحليا .
وسيناقش الملتقى قضايا بارزة من أهمها أمن الخليج والتهديد الإيراني للمنطقة والقوة الناعمة لدولة الإمارات في العلاقات الدولية وقضايا التطرف والإرهاب والأزمة في قطر.