عروبة الإخباري – خطوة جديدة أضافها ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مسيرته الأكاديمية والعسكرية، بتخرجه من إحدى أعرق الأكاديميات في العالم، الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في بريطانيا.
وأنهى سموه متطلبات التخرج بعد سلسلة من البرامج التدريبية الشاقة طالت جوانب بدنية وأكاديمية على مدار 44 أسبوعا مكثفا، ضمن خطة دراسية صارمة تضعها الأكاديمية.
وسبق أن تخرج من أكاديمية ساندهيرست جلالة الملك عبدالله الثاني عام 1981، وجلالة المغفور لهما، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال عام 1952، والملك طلال بن عبدالله عام 1929، طيب الله ثراهما، وعدد من أبرز القادة العسكريين والسياسيين في العالم.
وجاء التحاق سموه بساندهيرست بعد أن نال، العام الماضي، درجة البكالوريوس في التاريخ الدولي، من جامعة جورج تاون، التي تعد صرحاً علمياً وعالمياً متميزاً، فيما أنهى دراسته الثانوية من مدرسة “كينغز أكاديمي”، في مأدبا عام 2012.
وشارك سمو ولي العهد إلى جانب زملائه الخريجين في الاستعراض العسكري، الذي أقيم في حفل التخريج الذي رعاه جلالة الملك عبدالله الثاني أول من أمس الجمعة، بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية، وهو استعراض يعكس قيم الجندية في الانضباط والحزم والدقة والتفاني من خلال فقرات ومارشات فنية وجمالية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وصف مدربون ومشرفون في الأكاديمية التمارين بـ “الصعبة والشاقة”، وأنها تستهدف جوانب نفسية وبدنية وزرع مهارات اتخاذ القرار تحت الضغط.
وتميز سمو ولي العهد، حسب مدربيه، بالانضباط العالي والمثابرة وسرعة التأقلم والثقة بالنفس، فقد كان سموه يعمل بجدية وجهد كبيرين، وكان يتقدم بشكل كبير خلال التدريبات، واتسم بالتواضع والانضباط ولديه كل المؤهلات التي تجعل منه قائدا متميزا.
ويلتزم منتسبو ساندهيرست بنمط حياة صعب، والانغماس التام في نظام صارم يصل حد الإنهاك، ولا يمنح المترشحون الجدد سوى امتيازات قليلة عند بدء حياتهم المهنية في الجيش، وهم مجبرون على تلميع أحذيتهم وكيّ ملابسهم، والتدريب العسكري الشاق، ضمن جدول زمني صارم، مثلما تخضع غرفهم للتفتيش المستمر.
وينتسب إلى الأكاديمية نحو 800 مترشح سنويا ضمن ثلاث دفعات، 10 % منهم ينسحبون من التدريب لأسباب يرتبط معظمها بالإصابة.
الرائد ربيكا هيبويرث، قائد فصيل وإحدى مشرفات التدريب في ساندهيرست، تقول إن الضباط المرشحين يتلقون على مدى 44 أسبوعا تدريبات تتضمن مسارات أكاديمية تشمل التاريخ العسكري والدفاع والشؤون الدولية والاتصال، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية الأساسية مثل فنون الرماية والملاحة واستخدام الخارطة والبوصلة.
ووصفت هذه التدريبات بالصعبة والشاقة، مثلما أنها تتسبب بضغوطات نفسية، فبعضها يبدأ من الساعة السادسة صباحا ولغاية العاشرة مساء، وهذا الضغط هدفه تهيئة الضباط المرشحين وتمكينهم من اتخاذ القرارات السليمة تحت الإجهاد الجسدي والنفسي.
ويوضح الوكيل جون شمينز، وكيل سرية في الأكاديمية ذلك بقوله، “إن كل يوم في التدريب يحمل صعوبات وتعقيدات جديدة، وبالنسبة لمعظم المتدربين فإن الأيام التي يمضونها في ساندهيرست هي الأصعب طوال خدمتهم العسكرية”.
وبين أن المتدربين يمرون بمراحل تدريبية متنوعة بهدف تطبيق الخطة التدريبية والدروس والمهارات التي تلقوها ليصبحوا قادة في المستقبل.
ووفقا للوكيل شمينز فإن سمو الأمير “تميز في التدريبات الميدانية، فقد كنت أشاهد العديد من زملائه يلجؤون إليه لأخذ النصائح منه في التعامل مع الوقائع الميدانية، وكان يطلب النصيحة من زملائه في بعض الأحيان، واتسم بدور فاعل ضمن مجموعته التدريبية”.
ويحمل سمو ولي العهد رتبة ملازم ثانٍ في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وشارك إلى جانب زملائه خلال الأعوام الماضية، في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية، وفي القفز المظلي، والعمليات الخاصة، وقيادة الطائرات العمودية.-(بترا)