عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – التقيت معالي ناصر الشريدة رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية في مكتبه بحضور أذرعته ، وأبرزها شركة تطوير العقبة التي يقودها الخبير المهندس غسان غانم ، وأدركت وأنا احدث معاليه ومن خلال امساكه بسيجارته أنه مرتاح لما يتحقق الان في العقبة وأنه يحظى بثقه رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقى الذي مازال حنينه الى العقبة مستمرا ورعايته لها في مقدمه أجنداته فهو يضعها في عين الاهتمام ليعوض السنوات العجاف التي عاشها المشروع الوطني الاردني برمته حين هبت عليه رياح القرارات السموم ، وكادت أن تقتلعه لولا ادراك مطلق المشروع الملك عبد الله الثاني بأن اصفرار اوراق المشروع وذبولة كان بقرارات ادارية حكومية سابقة جافاها الصواب وجاءت استمرارا لرغبة كامنه في وضع العصي في دولاب المنطقة الاقتصادية حتى لاتنجح.
الملقي في فترته أنعش المشروع واعادة اليه الاعتبار الملكي آخذا بالتوجهات الملكية وتوصياتها بدقة وحرص وعدم تفريط.
وقد أورث ذلك لادارة السيد ناصر الشريدة الذي يعتقد أنه صاحب أمانة ، وأنه سيسير على نفس الخطى وسيعمل لحصد الثمار التي زرعت بذورها منذ عام2005، حتى اليوم في استثمارات قال المهندس غانم انها زادت عن ملياري دولار.
ميزت هذه المرحلة من زمن المفوضية هو انسجام طواقمها الادارية والتنفيذية والقدرة على تكوين اسرة واحدة وهو ما افتقرت اليه المفوضية في مراحل سابقة ، كان يسودها النزق و الانطباعات ورفع الشعارات ، وقد تركت آثار سلبية وحتى غضبا في اوساط المواطنين حين جرى استماله البعض على حساب البعض الاخر وجرى التفريط بالانظمة والتنظيم لصالح فئات متنفذة .
الشريدة كما احسست يتمثل شعار :
“انا نجاهد كي يرضى الجهاد بنا لسنا نجاهد كي يرضى بنا عمر”
فهو ينطلق من خدمة المصلحة العامة ولا يدعي انه يأتي بالمعجزات ولكنه يحاول ما استطاع ان يعرب،الجملة الملكية التنموية الاستثمارية في العقبة مسستعينا بكل الفريق والخبرات الكبيرة المتوفرة والتي استطاعت ان تتخلص من الخبرات والخبراء الاجانب الذين كانوا يسدون الفرص على الاردنيين ولايقدمون شيئا مميزا.
العقبة الاقتصادية الان اصبحت اكثر تنظيما في الصادر والوارد من المشاريع ووضعت كثيرا على النقاط لعل ابرزها الجهد المقدر لشركة تطوير العقبة ،التي أشرفت وانجزت الموانئ وخاصة الميناء الرئيسي بكلفة تصل لاقل من 30%بما كان متوقعا وهو ما اثار ولفت انتباه جلالة الملك فالتقديرات الموضوعة كانت عالية التكاليف ولكن الخبرات والسواعد الاردنية انزلت الكلفة بشكل لافت لايتعدى ال 250 مليون بعد أن فاقت في التقدير 400مليون ، وهو نهج لم يلفت انتباه الحساد الذين ظلوا يقفزون الى الاشاعه ويتلهون بالصغائر من الامور ولايهمهم الا مصالحهم ، ومع ذلك فان هؤلاء ظلوا يحومون حول الانجاز الى أن بدأت ألسنة الحاسدين تتحدث عنه، وقد سخر الله هذه الألسنة لتقول مصداقا لقول الشاعر العربي القديم:
“واذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود”
والفضيله هنا ماثلة ولم تطو فهي مشاريع جبارة يتقدمها الميناء بتفرعاته العديدة وارصفته وانظمة المناولة الفريدة ، وتمتعه بالسعة والقدرة على الاستيعاب ، استمعت لشروح وافية وواسعه اذ أن المرحلة تشهد اثمار كثير من المشاريع التي زرعت بداية مشروع العقبة الاقتصادية ، فقد كان هنا في العقبة رئيس الوزراء لافتتاح مشاريع عديدة لفت انتباهي أحدها المتعلق بشركة كيمابكو التابعه للبوتاس في مشروع تحلية فريد ،وناجح وضع عليه بصماته المهندس النشيط “بسام زعمط” والذي جاء مفاجئا في التقنية والقدرة على الاستفادة من مياه البحر العائدة ، لتكون شهدا عذبا يسقي العطشى والمحتاجين ويسد حاجة في المدينة ، وبكلف قليلة.
الاستماع الى ناصر الشريده يسر البال وهو يتحدث مبتسما بعد أن أدرك أنه يزرع في العقبة قدمين ثابتتين في السير باتجاه الامام.
ولعل الذي ابهجني أنني لم أجد في العقبة غرفة واحدة لانام ليلة الجمعة ، فقد كانت الفنادق التي قصدتها مليئة تماما ولذا عدت على الطائره في نفس اليوم حاملا معي أخبارا وافكارا.
وانتظار بأن أحصل على مدونة العقبة التي أعدت في اروقة السلطة وشركة تطوير العقبة ، وهي تحمل التفاصيل لكافة المشاريع ، وتقدم جرد حساب عميق وواضح وواسع ، وأتمنى أن يصدر كل ذلك في كتاب لائق يراه صاحب الفكرة الملك ، وقد تجسدت افكاره واستوت على سوقها وأثمرت ، وليس ذلك بعزيز أمام حماس القيادات العملية والميدانية الآن في العقبة والتي تدير ورشة عمل ناجحة ومستمرة.
أترك هذه الانطباعات عن زيارتي للعقبة ، وهي انطباعت سريعة لأعاود الكتابة بالتفصيل، وارجو أن يتضمن ذلك كله في كتاب يجمع كل أطراف المشاريع العديدة ليضيئها بالكلمة والتعليق والصورة، ليرى كل من هو مهتم أن فكرة المنطقة الاقتصادية في العقبة كانت فكرة عبقرية وان الذين شاغبوا عليها عليهم أن يشعروا بالندم ، فالاحصائيات تقول ان دخل الفرد العقباوي أكثر بكثير في متوسطه السنوي من دخل اي أردني اخر في المحافظات الاخرى اذ أن ما شهدته العقبة من تطور هو كبير بكل المقاييس.
العقبة الخاصة …”مرحلة اعراب الجملة الملكية “
32