عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – أفضل انواع الاسمدة التي تبعث الحياة من النبات تستخرج من البحر الميت حيث لا حياة … وحيث بلورات البوتاس كاللؤلو وهذا ما يجعل جمال الصرايرة يقول : “ما زال في الاصداف كثير من اللؤلؤ والشطارة هي في الصياد.. أي في الادارة التي يمكن ان تحرك العجلات الانتاجية بسرعة اكبر وان تتوسع في المكان لتضيفه الى مساحات التعدين.. ويرى الصرايرة انه يجب اطلاق اسم البحر الحي على البحر الميت باعتباره اكثر البحار حيوية ومنحا للحياة .
يوم الخميس في اجتماع الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية كنا على موعد حين نشرت الشركة غسيلها النظيف امامنا على الحبال متحدية ان يشوب مسيرتها القائمة الان اية شوائب.. وقد بينت اسباب تراجع ارباحها في السنوات القليلة الماضية بسبب السوق العالمي وتحديد الكبار فيه للاسعار وقدرتها على الاحتفاظ بزبائنها واخذ حصتها التي تصاعدت في الربع الاول من هذا العام مبشرة بعودة السنوات السمان .
اثار حديث رئيس مجلس الادارة الوزير السابق جمال الصرايرة في الجالسين من المساهمين معنويات قوية على استرجاع الشركة عافيتها وتخلصها من ركود البيع وبالتالي ركود الاسعار وبشرتهم بخطوات واجراءات جديدة تتعلق بمستقبل الشركة وحصتها في التعدين وتقديم كل ما هو جديد من خبرات في الادارة والتسويق ورغم ان الارباح رجعت تستعيد انفاسها القديمة إلا أن الاعلان عن السقف الجديد لها والذي يصل الى توزيع ارباح نقدية على المساهمين بواقع 100% من رأس المال اي ما يعادل 83.3 مليون دينار إضافة الى 8 مليون دينار رصدت للمسؤولية الاجتماعية اي مشاركة المجتمع المحلي مما يجعل الارباح الصافية التي حققتها الشركة تصل الى 91.3 مليون دينار، وقد أثار ذكر الارباح التصفيق والارتياح لدى جمهور الحاضرين الذين رأوا في الرقم عودة للروح ومحاصرة للخسائر.
فالبوتاس من اكبر الشركات المشغلة للايدي العاملة وتوفير الوظائف في المملكة حيث يصل عدد المستخدمين فيها الى 1920 يتقاضون رواتب تصل الى 60 مليون دينار اضافة الى انفاق كبير على التأمينات الصحية ب(5) مليون دينار، كما يتمتع المستخدمون في شركة البوتاس بامتيازات لا تتمتع بها اي شركة اردنية اخرى، فالرواتب تصل الى (19) راتبا في السنة اثنين منها لنهاية الخدمة عن كل سنة وواحد للحوافز اما البقية وهي (16) فهي مقبوضة على مدار السنة. مع تأكيد الشركة دائما على شراكة المجتمع المحلي .
ولأن الادارة تؤمن بمثل ” بيّن عذرك ولا تبين تقصيرك” فقد اسهب الصرايرة في الشرح ودعا اكثر من مسؤول في الشركة للشرح والتوضيح بما في ذلك الرئيس التنفيذي الاجنبي “الكندي” السيد برنت ادوارد هايمان.
وفي التوضيح المريح قال الصرايرة “ان التوزيعات التي تشهدونها اليوم تأتي بشكل اساس من ارباح الشركات التابعة والحليفة التي بلغت في مجملها (45) مليون دينار بالاضافة الى ايرادات غير تشغيلية كايرادات تسوية قضايا السدود وايرادات تحصيل ديون شركة ملح الصافي تحت التصفية وبلغت هذه البنود غير التشغيلية ما مجموعه حوالي 15 مليون دينار ، وقد تم ترصيد باقي مبلغ توزيع الارباح من رصيد الارباح المدورة للشركة حيث ان الربح التشغيلي لانشطة بيع وتسويق البوتاس وصل تقريبا الى نقطة التعادل خلال عام 2016. يبين ان انشطة بيع وتسويق البوتاس كانت كافية فقط لتغطية النفقات التشغيلية للشركة كالرواتب ومزايا الموظفين وكلف الانتاج الاخرى .
ماذا نفهم؟
معناه أن الارباح الموزعة جاءت من خارج المصدر الرئيس .. من الشركات الشريكة والموازية وان شعار “خبي قرشك الابيض ليومك الاسود” كان صائبا حين كان يجري تدوير الارباح فيما مضى.
المطبّات التي واجهتها رحلة البوتاس في السنوات الاخيرة تم عبورها بهدوء لمهارة الكابتن رغم صعوبة المطبات حيث لم تنزل اسعار البوتاس منذ عقد من الزمان كما نزلت وهذا ما اصاب ربحية الشركة التي لم تشأ ان تزج بمساهميها خاصة الصغار في اتون فقدان الحصول على الارباح التي ظلت تغطي جوانب عديدة من حياتهم.
كان الانخفاض في الارباح مفجعا وواضحا حين وصلت نسبته 48% عن عام 2015 وترجمة ذلك بالارقام هي ما يزيد عن 67 مليون دينار اردني بعد اقتطاع الضريبة والمخصصات وعوائد التعدين.
الانخفاض كان كبيرا وقد رفعت الشركة وهي تواجهه بقوة شعار” درء المفاسد أولى من جلب المنافع” حين تعادل البيع من الداخل ، ولكن الاصرار بقي قائما والنوايا الحميدة استندت الى ارادة قوية مبادرة. وهذا ما تجلى في السياسات الاستثمارية لشركة البوتاس العربية في الصناعات المشتقة والادارة الحكيمة للشركات التابعة والحليفة . والتي ظلت تسند الشركة الام وتحافظ على مستويات حياتها. ولذا سجلت عمليات الصناعات المشتقة النسبة الاكبر للارباح ، حيث تتقدم في هذا المجال شركة “كيمابكو” التي يقودها المهندس بسام زعمط والذي حظي بثناء خاص من رئيس مجلس الادارة ومن تصفيق المساهمين والجمهور لقدرة الشركة التي يقودها على الانجاز وتغطية خسائر البوتاس وملء الفراغ.. وكذلك شركة برومين الاردن .
لقد اعطت شركة كيمابكو ارباحا وصلت الى 16 مليون وهي التي كانت تخسر قبل سنوات قليلة .. مما يعيد الى الاذهان القول “اعط خبزك للخباز” وهنا الخباز هي الادارة التي لم تأكل نصفه بل اكتفت بمرتباتها ليثبت العاملون في البوتاس مقارنة بشركات اخرى ان الذي يميزهم ليس ملامح الوجوه ولا مسقط الرأس عن غيرهم من الشركات الاخرى وانما الادارة التي عزمت وتوكلت وانجزت.
معظم الجمهور من المساهمين كان منصرفا في الاهتمام الى العوائد على اسهمه والحنين الى الماضي زمن “القمرة والربيع” والارباح الوفيرة التي غطت للمساهمين كثيرا من حاجاتهم الحياتية حين كان سعر السهم يشتري خروفاً . وانما لفت اهتمامي شخصياً ومعي بعض الحاضرين الى ما ظلت شركة البوتاس تفاخر به وتعتز وتقدمه كعلاقة فارقة لملامحها وهو المسؤولية الاجتماعية في تنمية المجتمعات المحلية ومشاركتها، حيث اصدرت تقريراً لذلك عن سنة ( 2016 ) .
لقد كانت البوتاس في المقدمة في هذا المجال وما زالت , ورغم المطبّات التي واجهتها في السعر الدولي لمنتجاتها الّا انها ظلت تقبض على شراكتها مع المجتمعات المحلية وتقدم هذه الشراكة على كثير من الاولويات بعد ان عرفت الشركة في زمن هذه الادارة بهذه الخاصية , خاصية الاهتمام بالمجتمعات المحلية واسناد الكثير من نشاطاتها , وهذا التوجه ظل دائماً يأتي بتشجيع من جلالة الملك القائد, وقد ادركت ذلك من حديث رئيس مجلس الادارة الذي كان يتحدث عن هذا النشاط الاجتماعي بغبطة وفرح واحساس القيام بالواجب والتمتع بشكر المستفيدين , وفي هذا السياق استمعت للصرايرة وهو يقول : ” واصلت شركة البوتاس انطلاقها من قيمها الاساسية في الشراكة مع المجتمعات المحلية تقدم ما يترجم التوجهات الملكية باعتبار الانسان اغلى ما نملك، وضرورة توفير حياة كريمة افضل للاردنيين , وتجسيداً لذلك واصلت الشركة النهوض بواجبها منطلقة الى الامكنة الاقرب لمواقعها ليعم ذلك المملكة كلها , معالجة بذلك الكثير من جيوب الفقر ومواقع البطالة .
و رغم ما واجهته الشركة من وضع يؤهلها ان ترصد 3 ملايين دينار فقط لشراكة المجتمع المحلي الّا ان ادارة الشركة بادرت بتقديم ( 8 ) مليون دينار للمسؤولية الاجتماعية لتجعل ذلك في مقدمة الاولويات .
ولأن الخير يُلهج به ويُذكر ويُسخر الله المحبين وحتى الحاسدين لاشاعته كما قال الشاعر :
واذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود
فالحساد يذكرون المبلغ الكبير ويستنكرون ان يوزع في زمن الخسائر، محاولة منهم لابعاد شركة البوتاس عن الموقع المتقدم في المسؤولية الاجتماعية .
ما توزعه الشركة في باب خدمة المجتمعات المحلية يعتبر من اعلى النسب على المستوى العالمي لمثل هذه الشركة ولمثل انتاجها .
وقد جاء ذلك في سجل طافح نُشر بالعربية والانجليزية، يذكر بالمسؤولية الاجتماعية ونسبتها لكل جهة , وقد لاحظت ان الدعم انصرف الى توفير المياه في بعض المناطق والحفاظ على البيئة وانشطة رياضية وتعليم وغير ذلك من ابواب كثيرة .
لا نملك ونحن ننتظر في كل سنة هذه المحطة الخيرة التي تزف البشرى للمنتظرين المحتاجين الّا ان نشدّ على يد اعضاء مجلس الادارة وكافة العاملين في شركة البوتاس العربية التي ارتبط اسمها بالعروبة على كافة المستويات بما في ذلك الكرم.