عروبة الإخباري – قال وزير الإعلام الأسبق نصوح المجالي، إن الخطر الأكبر الذي يواجه الدولة العربية راهنا هو تحويلها لطوائف ومليشيات وادوات قتل تستخدمها بعض القوى الاقليمية لنشر الفوضى في المنطقة.
واكد المجالي في المحاضرة التي دعت اليها جمعية اصدقاء الشرطة امس الثلاثاء، وادارها رئيس الجمعية شاكر حداد، ان الصراع من حولنا ليس دينيا، فالناس متدينون بالفطرة، مثلما انه ليس صراعا حول العودة للدين، مؤكدا ان الصراع يسعى لتأصيل التوحش في الدين واستخدامه وسيلة للتكفير ورخصة للقتل وشيوع الفوضى.
وقال ان هدف الارهاب اليوم هو تفكيك المجتمعات وتغييب الامان وجعل الاسلام موضع شبهة في العالم، مؤكدا ان ممارسات الارهابيين جعلت الاسلام دينا مطاردا عالميا ، كما تم التضييق على ابنائه.
واشار المجالي، الى ان الهدف الذي يسعى اليه الاعداء هو العمل على جعل العنف والفوضى مدخلا لتفكيك المنطقة العربية، سعيا لإلغاء الدولة والجيش، وتحويلها لمليشيات وتنظيمات وطوائف، مؤكدا ان تلك الاهداف هي اكبر عنوان للفوضى.
وقال ان الاردن يقع وسط هذه الازمة المشتعلة الامر الذي يستنزفه رغم انه لم يتورط فيها، لكنه مستهدف ويتلقى التهديد ويتعرض من حين لآخر لعمليات ارهابية نوعية تودي بحياة نفر من ابنائه وتهدد امنه وسلامته.
واضاف ان الاردن يمتلك منظومة امنية وعسكرية على كفاءة عالية وهي مستنفرة منذ ست سنوات، معتبرا ان الوقت قد حان لإيجاد قوى مجتمعية مدنية منظمة لمواجهة الخطر ضمن حالة معنوية واعية للمخاطر وظيفتها منع اي اختراق للساحة المحلية تكون رديفة للجيش والقوى الامنية.
واكد ان الاردن يمتلك جبهة صلبة من الرجال والعتاد على الحدود، لكنه بحاجة لقوى شعبية في الداخل قادرة على الكشف والتفاعل ورصد محاولات الاختراق الداخلية.
وقال ان المطلوب اليوم هو عدم السماح بتراكم الخطر من حولنا سواء تلك العصابات التي تتشكل وتستغل سوء الاوضاع الاقتصادية، او تلك الناجمة عن الفقر واتباع فتاوى غريبة عن مفاهيم ديننا الحنيف.
واشار المجالي الى ان فتاوى المتطرفين تستبيح اقرب الناس باعتبارهم خارجين عن الملة ويفسرون القرآن والاحاديث على أهوائهم لتبرير القسوة والقتل والتكفير، معتبرا ان توسيع المشاركة الشعبية واعطاء ادوار للناس من شأنه تقوية الجبهة الداخلية والالتفاف حول الدولة بكل مكوناتها.
وحذّر المجالي من ترك العنان للأبناء لولوج عالم التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي دون رقيب من الاهل وذلك لتفادي اية مخاوف تتعلق بنشر الفكر المتطرف، مشيرا الى ان الرسائل الواردة في تلك المواقع هي جزء من المؤثرات التي تشكل شخصية الطفل.
ودعا وسائل الاعلام الى ضرورة تحري الدقة والمصداقية فيما تبث وتنشر، مؤكدا ضرورة ان يكون الخطاب الموجه للمجتمع مهنيا ومسؤولا وبعيدا عن الإثارة واغتيال الشخصيات.