عروبة الاخباري – كتب سطان الحطاب – يواصل الدحلان الهروب الى الامام رغم ان الادارة الاميركية الجديدة قطعت حبله السري الذي حاول به ان يظهر اتصاله بها وصبت له ماءاً بارداً , وكذلك فعلت الادارات العربية التي اخذتها العزة بالاثم حين أيدته بعضها بداية بناء على توصيات اميركية مرحّلة من من رغبة اسرائيلية , ولذا فان مصر أخيراً وبعد لقاء الرئيس أبو مازن مع الرئيس السيسي , حيث دعت مصر الرئيس محمود عباس الى القاهرة كشفت انها رفعت عنه الغطاء واجلسته حيث يجب ان يجلس وليس حيث يرغب ان يجلس , واعادت مصر انتاج موقف جديد يجري في القيادة الفلسطينية المنتخبة في فتح بالمؤتمر السابع والذاهبة الى انتخابات تشريعية و رئاسية لاحقة لتأكيد الشرعية عبر الاطر الدستورية الممثل الشرعي و الوحيد .
عادت البوصلة بالاتجاه الصحيح وهذه القمة العربية المعقودة بقيادة اردنية في البحر الميت , تؤكد في بيانها الختامي على وحدانية التمثيل الفلسطيني وعلى قيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن للشعب الفلسطيني كلّه , وخاصة بعد الاتصال الاميركي الذي قام به الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس محمود عباس والذي أكد على العنوان الفلسطيني الرئيس والاعتراف به واعتباره الجهة التي يجب التعامل معها , وهو ما سيتم ترسيخه في الزيارة القادمة التي سيقوم بها الرئيس محمود عباس الى واشنطن ولقاء الرئيس الاميركي , ما زال الدحلان يواصل الهروب الى الامام ولم يكتف بساحات عربية جرى استئجار قاعات فيها ليتحدث عن صراعه على السلطة كما حدث في عين السخنة في مصر نهاية العام 2016 , وفي لقاء اخر وحتى في اجتماع نساء الدحلان في غزة , وايضا الهوبرة التي قامت في باريس والتي حضرها ( 128 ) شخصا من اصل ( 250 ) من المدعويين , وقد كان اكثرهم من الطلاب ومن غير انصار الدحلان .
الاردن هي الاخرى صبت له ماءاً بارداً وقد كانت في حذر منه منذ قام بتضليل بعض المسؤولين الامنيين قبل اكثر من ( 12 ) سنة في رواية الانقلاب الكاذبة على الرئيس الراحل عرفات , والتي كشفها الاردن فيما بعد وفقد ثقته بصاحب الخطة
التي لم تعدو ان تكون ضربا من الخيال , ولم تنجح المحاولات اللاحقة في ان ياخذ الدحلان مكانة له في الاردن , اذ لا يلدغ المؤمن من الجحر الواحد مرتين اضافة الى ان علاقات السلطة الفلسطينية مع الاردن وتجديدا علاقة الرئيس محمود عباس مع جلالة الملك عبدالله الثاني وخاصة بعد انعقاد القمة والدور المنوط بالقيادتين في ذلك مميزة , وفيها اتصالات وتفاهمات وتنسيق بلغ ذروته عشية قمة عمان , اذ وضع الزعيمان نفسيهما في صورة التفكير المشترك وحددا خطوط المرحلة القادمة .
ما زال الدحلان يحاول ولعل من سوء طالعه ان محاولته للذهاب الى واشنطن لمواصلة هروبه للامام تتزامن مع كذبة نيسان , وهي الكذبة التي ستشكل عنوان محاولاته في المرحلة الاخيرة اللاحقة لعقد مؤتمر اخر فاشل في واشنطن كالذي جرى في باريس دون احتساب من جانبه للربح اوالخسارة , وانما محاولة الشغب على القيادة الفلسطينية الشرعية باعتبار ذلك غاية عنده تشبع غروره الشخصي وتظهره كزعيم يتحدث عن قيادة الشعب الفلسطيني .
النزعة الطاووسية التي يمارسها دحلان على رفاقه وصلت حد الانفضاض عنه الّا من كان له مصالح مباشرة في استثمارات انتشرت في مصر والامارات والبوسنة ودول افريقية اخرى وصلتها اموال دحلان عن طريق الوكلاء الذين بدّلوا رأس مالهم الذي بدأ بالنضال وانتهى بالصرافة .
القيادة الفلسطينية الان تتمتع بوضع افضل بكثير مما كانت عليه , فقد وجدت اسنادا عربيا واضحا في القمة , واوقفت الرطانة والحشرجات التي كانت تتحدث عن خطة سلام جديدة يمكن تقديمها للقمة , كما انها ازاحت من التفكير اي امكانية للالتفاف على القيادة الفلسطينية من خلال فرض حلول اقليمية للقضية الفلسطينية او اي ادوار وظيفية يمكن ان تلعبها دول عربية او تفكر فيها نيابة او بديلا عن القيادة الفلسطينية .
لدى القيادة الفلسطينية الان مهام كبيرة وواسعة لاستكمال برامجها الاصلاحية التي جاءت استحقاقا لمؤتمر فتح السابع في رام الله وللتحولات الجديدة في الاقليم وقدوم ادارة اميركية جديدة تؤمن بايجاد حل وترى في صفقة شاملة وسيلة للحل او نتيجة له .
لقاء الرئيس ابو مازن مع الادارة الاميركية سيجب ما قبله من رتوش وتدخلات وسوء فهم , وستمكن الزيارة من اقتلاع اي نباتات ” هالوك ” من الحقل الفلسطيني بعد ان ساعدت اطراف معينة نمو نباتات ” هالوك ” في الحقل الفلسطيني لافساد بذوره وتشويه محاصيله .
المساحة التي كان يلعب فيها الدحلان ضاقت وطوت جهات تورطت معه بداية الفراش الذي كان يتغطى به ليبدوا مكشوفا , ولعل من سوء طالعه انه عين الاول من نيسان موعدا لانعقاد لقاء له مع بعض من يؤيدوه ليصطحبهم الى الولايات المتحدة ليستعرض بهم في نزواته للصراع عن السلطة , فكان الموعد المضروب هو موعد كذبة نيسان .. أليس ذلك مدعاة ان نقول ” كذبة نيسان في مشاريع الدحلان ” وها هو الامر يظهر كذلك .