عروبة الإخباري – ضمن أمسياتها الموسيقية قدمت مؤسسة شومان الفنان الكبير وعازف الناي حسن الفقير ومجموعة ترافقة في أمسية موسيقية ليلة مع الناي حيث احيا الفقير وصلة موسيقية مع عدد من العازفين الموهوبين نالت اعجاب الحضور.
بداية الأمسية كانت مع مقطوعة» سماعي صبا» من مقام الصبا، وعزفت الفرقة معزوفة معروفة لدى الجمهور وهي» العلم والايمان»، والتي أداها العازف والفرقة بالناي منفردا مع آلة النقر» الدف».
وقدم» الفقير» مقطوعة موسيقية، اسمها « حنان» اهداء لزوجته، والمقطوعة تحمل الاسم والمعنى،حيث الناي يقود الآلات، وفيها ذلك الاحساس العميق بالوفاء، والتكريم، وتجسيد علاقة انسانية تحمل ملامح الحياة، ويظهر احساس المؤلف بشكل عميق فيها.
وعزفت الفرقة من ارث عبدالوهاب، فاختارت « بلد المحبوب»، ليعود الفنان»حسن الفقير» الى مقطوعة من تاليف والده عام 1946 « سماعي راست» من مقام الراست، هذا المقام ذو الشخصية المستقلة والواضحة، لذلك فانه يكون حاضرا في المعاني والدلالات التي تكون فيها الفخامة والجدية.
ومن التراث التركي استرجعت الفرقة اجواء»جلال الدين الرومي» بمقطوعة» بشرف صبا مولوي خانة»،حيث اجواء الصوفية والمولوية، وهذا التماهي مع احساس الناي الذي ياخذ صاحبة والسامع الى مدارات صوفية، بعد الذوبان بالحنين، والتسامي الى درجة الانعتاق من ثقل ماديات الحياة.وبعد التمهيد بالناي، بدأ العازفون بالارتجال على الكمان والعود الكهربائي والقانون والناي واضفوا اجواء روحانية على المكان.
مسك الأمسية كان مع «لونجا رياض السنباطي»، وهو قالب موسيقي مكون من اربع خانات موسيقية، تتكرر بين خانة واخرى مايسمى بالتسليم، ويختم الخانة الرابعة بقالب مختلف وقدمت الفرقة مقطوعة» انا بانتظارك».
ونوه الفنان الفقير، ان مثل هذه الامسيات تاتي لتسد بعض فراغ الهوة والاغتراب التي يعيشها الفن اموسيقي العربي الاصيل،فهذا الفن جزءا من تراثنا، ويطرح اسئلة مهمة وعميقة على الصعيدين الابداعي والجمالي.
وضمت الأمسية الى جانب الفنان الكبير حسن الفقير، فريقا من المبدعين الشباب ناصر سلامه على الايقاع، فادي حتر على التشيلو، عبدالحليم الخطيب على القانون، همام عيد على العود الكهربائي، ويعرب سميرات على الكمان.
وولد الفنان حسن الفقير في عائلة تمتاز بفنون عديدة فقد كان والده مؤلفا موسيقيا ومن أهم عازفي آلة القانون بجانب آلتي الكمان و العود، وتتلمذ حسن الفقير على يد والده فعرّفه بالعلوم الموسيقية ومبادءها، ثم درس آلة الناي و تخصّص فيها في معهد الموسيقى العربية في القاهرة على يد الأستاذ الراحل محمود عفت وذلك في عام 1970، وعمل بعدها في الإذاعة الأردنية و قام بتدريس آلة الناي في عدة معاهد موسيقية منها المعهد الوطني للموسيقى بعمّان و معهد تدريب الفنون التابع لوزارة الثقافة لحد الآن، وموهبته ليست فقط في العزف على الناي، انما يشبه والده الذي كان يجيد العزف على اكثر من آلة الى جانب القانون، فالفنان حسن الفقير يعزف بمهارة على آلة الكمان، وكذلك على آلة العود.
وقدم حسن الفقير عروضا كثيرة في جميع أنحاء العالم و فاز بالعديد من الجوائز و التكريمات في ملتقيات و مهرجانات عديدة محلية و دولية، وشارك بالعزف في مئات الأعمال الموسيقية الإذاعية والتلفزيونية وآخرها كونشيرتو الناي مع أوكسترا الفلهارموني الألماني في برلين وأحد أعمال موسيقى الجاز مع ابنه عمر الفقير والذي أظهر نواحيا إبدعية وتقنية جديدة لآلة الناي.
ويتقن حسن الفقير العديد من الآلات الموسيقية منها العود و الكمان و والقانون و العديد من آلات النفخ من جميع أنحاء العالم بجانب إتقانه للخط العربي و فنون التطريز والرسم. في الوقت الحالي هو عضو ومن أحد مؤسسي نقابة الفنانين الأردنيين و عضو في صالون بيت الرواد التابع لأمانة عمّان و أستاذ لآلة الناي في معهد تدريب الفنون التابع لوزارة الثقافة.
ليلة مع «الناي» عزفها حسن الفقير وفرقته في شومان
12