عروبة الإخباري – قال مسؤول أميركي كبير، الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول، إن الولايات المتحدة طردت 35 دبلوماسياً روسيّاً وأغلقت مجمعيْن روسييْن في نيويورك وميريلاند؛ رداً على حملة مضايقة ضد دبلوماسيين أميركيين في موسكو.
ورد مسؤول برلماني روسي أن قرار واشنطن بطرد 35 دبلوماسيا روسيا هو “سكرات الموت من جثث سياسية، في إشارة إلى أن القرار صادر عن قيادة أميركا التي ستترك السلطة قريباً وتسلمها للرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية ذلك عن قنسطنطين كوساتشيوف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي.
والعقوبات بحق دبلوماسيين بالسفارة الروسية في واشنطن والقنصلية في سان فرانسيسكو، جزء من سلسلة إجراءات أُعلنت الخميس لمعاقبة روسيا على حملة لترهيب دبلوماسيين أميركيين في موسكو والتدخل في الانتخابات الأميركية.
وقال مسؤولان أميركيان إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنت أيضاً سلسلة إجراءات انتقامية ضد روسيا؛ بسبب اختراق أجهزة كمبيوتر تخص مؤسسات سياسية وأفراداً أميركيين وتسريب معلومات لمساعدة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ومرشحين جمهوريين آخرين.
وقال المسؤول الكبير إن الولايات المتحدة أمهلت الدبلوماسيين الروس 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وأضاف أن كل الدبلوماسيين الروس سيُمنعون من دخول المجمعين اللذين يستخدمان في جمع معلومات المخابرات بدءاُ من ظهر الجمعة.
وقال المسؤول: “الإجراءات تأتي رداً على مضايقة دبلوماسيين أميركيين في روسيا وأنشطة لدبلوماسيين روس في أميركا نراها (لا تتسق) مع الممارسات الدبلوماسية”.
كانت وزارة الخارجية الأميركية شكت منذ فترة طويلة في أن الأمن الروسي وضباط المرور يضايقون الدبلوماسيين الأميركيين في موسكو، وأثار وزير الخارجية جون كيري القضية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال المسؤول: “بمعاقبة الدبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة وحرمانهم من دخول المجمعين، نأمل أن تعيد الحكومة الروسية تقييم تصرفاتها التي أعاقت قدرات وسلامة أفرادنا بالسفارة في روسيا”.
ورفض المسؤول الأميركي ذكر أسماء الدبلوماسيين الروس الذين تشملهم الإجراءات، لكن من المفهوم أنه ليس من بينهم السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسليان.
رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب،
في أول تصريح للرئيس الأميركي المنتخب، عقب طرد واشنطن دبلوماسيين روساً، اعتبر دونالد ترامب، الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أن الوقت حان للمضي قدماً “نحو أشياء أخرى أكثر أهمية” بعد إعلان إدارة الرئيس باراك أوباما عقوبات ضد روسيا بسبب التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال ترامب في بيان مقتضب رداً على قضية القرصنة الروسية، إنه من أجل “مصلحة بلادنا وشعبنا الكبير، سألتقي الأسبوع المقبل المسؤولين عن الاستخبارات لكي يتم إطلاعي” على تفاصيل القضية.
ورغم ذلك، لم يتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أمر شخصي بالقرصنة التي يعتقد عدد من الديمقراطيين أنها أضرت بحظوظ هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية بمواجهة منافسها الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
الكرملين يرد
واتهم الكرملين، الخميس، واشنطن بأنها تريد أن “تدمر نهائياً” العلاقات مع موسكو، ووعد باتخاذ خطوات انتقامية “مناسبة” رداً على العقوبات الأميركية التي اعتبرت روسيا أن “لا أساس لها”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن قرار واشنطن “يهدف إلى أمرين: التدمير النهائي للعلاقات الروسية-الأميركية التي وصلت بالفعل إلى القاع (…) وتوجيه ضربة قاسية إلى المشاريع في إطار السياسة الخارجية لإدارة الرئيس المنتخب” دونالد ترامب.
وقد توصلت الاستخبارات الأميركية إلى نتيجة، مفادها أن عملية القرصنة التي طالت الحزب الديمقراطي والبريد الإلكتروني لفريق كلينتون، كان هدفها إيصال ترامب إلى البيت الأبيض.
ومن المؤكد أن التدابير المتخذة ستثير توتراً مع موسكو، خصوصاً أنها تأتي قبل 3 أسابيع فقط من تنصيب ترامب خلفا لأوباما في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.