عروبة الإخباري – وسط الضفة الغربية، في مدينة البيرة تحديدا، أطلقت جمعية أصدقاء الكفيف الشعلة الأولى لفكرة تكوين فرقة دبكة خاصة بالمكفوفين، فكانت مثالاً للإصرار على النجاح وتحويل المستحيل إلى ممكن.
فلم تمنعهم غياب نعمة البصر من إيقاظ البصيرة داخلهم، فمشوا متحدِّينَ ومُتَّحدِين لصعوباتٍ وعراقيل وضعها المستحيل أمامهم، فكوَّنوا بإرادتهم وعزمهم فرقة القبس للدبكة الشعبية الفلسطينية.
بدأت من فكرة التلويح بالعصا، كما تقول مديرة المدرسة سهى عفونة التي أضافت: “وجدنا إمكانية لدى الطلبة لاستيعاب الحركات، لكن بتخبط وصعوبة في البداية، لأن الأمر جديد كلياً عليهم، فلم يشاهدوا يوماً دبكة فلسطينية، ولم يعرفوا تفاصيل حركاتها، بعد ذلك كان لا بد لنا من تخصص في الموضوع، وإسناد العمل إلى مدرب خاص يستطيع أن يعلمهم الحركات الصحيحة”.
“نحن نؤمن أن كل إنسان لديه طاقات يجب استغلالها ولا يعوقه أي شيء عن تحقيق أحلامه ومراده”، تضيف عفونة، وفرقة القبس للدبكة الشعبية أبطالها مكفوفون لا يتجاوزون بأعمارهم 15 عاماً، إلا أنهم استطاعوا تحويل الحلم إلى حقيقة.
مدرب الدبكة الفلسطيني باسل حسن قال إن البداية كانت صعبة، “ولم أدخل في تجربة كهذه من قبل في تدريب أشخاص مكفوفين على الدبكة الشعبية الفلسطينية”.
وأضاف: “بدأت أشرح الخطوات لهم، كانوا لا يعلمون شيئاً ولا يدركون خطوات الدبكة المتناسقة مع الأغاني الشعبية، كانوا يتخبطون في البداية ولا يسيرون مع اللحن لقلة سماعهم أغاني الفلكلور الفلسطيني، وعدم قدرتهم على التصور في البداية”.
يعتمد المدرب حسن على اللمس في التدريب، بحيث يمسك قدم كل عضو في الفرقة ويعلِّمه الحركة كاملة ويعيدها الطالب كما شعر بها.
وبصوت يملأه الفرح والتفاؤل تقول الطفلة دعاء مرايطة، إحدى أعضاء فرقة القبس للدبكة “كنت أظن الأمر مستحيلاً في البداية لصعوبته، لكن الآن نحن أكثر تمكناً في الحركات والتماشي مع أعضاء الفرقة كأننا شخص واحد “ما في شي مستحيل”.“هافينغتون بوست عربي”