عروبة الاخباري .. كتب سلطان الحطاب – انطلق في باكو عاصمة جهورية اذربيجان المؤتمر الاسلامي الخامس والذي استمر ليومين في 29– 30/9 / 2016 ، وقد حضرت وفود حوالي 90 دولة من دول الامم المتحدة وبعضوية تصل الى اكثر من 400 شخصية , وقد تمثل الاردن بوفد من الشخصيات هم السادة الاعيان مروان الحمود وجعفر الحنيطي ومحمد الصقور والوزير السابق سمير حباشنة و سلطان الحطاب وعمر العرموطي , كما شارك في الافتتاح سفير المملكة الاردنية الهاشمية النشيط نصار الحباشنة الذي قدم للوفد المشارك كل اشكال التسهيلات , اذ ظلت السفارة الاردنية في باكو تلعب دورا بارزا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعمل على ترجمة الاتفاقيات المعقودة والتي لم تفعل , كما بدأت فتح ملفات التبادل التجاري لكسر حلقة الجمود لصالح تطوير العلاقات الثنائية التي تأثرت بالازمة السورية , حيث كان الاردن قبلها قد بحث امكانية مد خط غاز من أذربيجان الى عمان وقد فسر السفير عمق العلاقات بين البلدين لطبيعة العلاقة المميزة بين القائدين الملك عبدالله الثاني والرئيس الاذري الهام حيدر علييف .
مؤتمر باكو الانساني الدولي الخامس جاء ليراكم جهدا أذريا لصالح حقوق الانسان , فالمؤتمر في نسخته الخامسة أعاد التذكير باوضاع حقوق الانسان عبر العالم وطرح مندوبو الدول وممثلوها للمؤتمر تجارب بلدانهم , وكشفوا عن الثغرات التي يعيشها المجتمع الدولي في مجال حقوق الانسان .. وجاءت كلمة الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الاسيسكوا ) قوية مذكرا بالانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة , و موضحا ان لتقاعس القوى العظمى عن القيام بواجبها الاخلاقي والسياسي في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين لحسابات خاطئة ولاعتبارات واهية فان العالم اصبح اليوم عرضة للاهتزازات التي تخل بالتوازن الدولي والتي تؤدي الى الاضطرابات المتصاعدة التي تزعزع الاستقرار في العلاقات الدولية .
وبين التويجري الذي تحدث بالانجليزية في المؤتمر الذي افتقد الترجمة للعربية لاول مرة في انعقاد دوراته رغم ان العربية من لغات الامم المتحدة الرئيسة , ورغم الاهتمام الاذري الرسمي باللغة العربية .
وقال التويجري ان منتدى باكو الانساني الدولي هو الصيغة الملائمة لبلورة كل جهد انساني ثقافي ابداعي يهدف الى تحقيق هذه الاهداف السامية , و قال ” نحن هنا مسؤولون اخلاقيا وملتزمون ثقافيا , مطلوب منا بالحاح ان نتخذ من القرارات الحكيمة والتوصيات الملائمة القابلة للتنفيذ ما نترجم به الافكار الخلاقة المبدعة ” .
وكان عضو الوفد الاردني للمؤتمر ” الوزير السابق للداخلية ” المهندس سمير حباشنة قد شارك بورقة مكتوبة حول سبل اليات مكافحة الفكر المتشدد والارهاب ..
الفلسطينيون ايضا شاركوا من خلال المراقب الدائم لدى الامم المتحدة السفير رياض منصور وايضا السفير الفلسطيني لدى جمهورية اذربيجان ناصر عبد الكريم .
كما شاركت وفود من دول عربية عديدة منها مصر والامارات وموريتانيا والسودان و دول عربية اخرى , وقد حضر هذه الدوره عدد من رؤساء الدول و الوزراء وكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية و الفكرية الدولية وبعض الحاصلين على جائزة نوبل وممثلو المنظمات الدولية والاقليمية المهتمة وفي مقدمتهم منظمة التعاون الاسلامي التي مثلها السفير هشام يوسف الامين العام المساعد للشؤون الانسانية في المنظمة بكلمة قوية خاطب فيها المشاركون في المنتدى ” يجب مناقشة التاكل الذي يشهده القانون الدولي الانساني الذي يتعرض لخروقات يومية منها ما يحدث في حلب حاليا” .
وتطرق السفير هشام يوسف الى الوضع الانساني الصعب في فلسطين خاصة في ظل الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وقال ” ان منطقة الشرق الاوسط لن يتحقق فيها السلام او الاستقرار دون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية ”
وكان السفير هشام قد طالب في المؤتمر وبحضور الرئيس الأذري وعقيلتة السيدة الاولى مهربان علييف بمنظومة جديدة للعمل الانساني الدولي .
يجدر بالذكر ان أذربيجان دولة ناشطة في مجال المؤتمرات الدولية التي تحمل عناوين هامة ومشاركة , فقد انعقد هذا المؤتمر للمرة الخامسة على الارض الاذرية , كما انعقد مؤتمر تحالف الحضارات ( المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات) في باكو في الفترة من 25– 27 / 4 / 2016 .
كما عقد في هذا العام 2016 ايضا وفي باكو مؤتمر جمعية الصحفيين للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في محاولة لتوحيد جهود الصحفيين في هذه المنظمة على القضايا المشتركة، وكان الرئيس حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذرية قد افتتح المؤتمر بحضور عقيلته السيدة الأولى بكلمة انتقد فيها تصاعد الاسلام وفوبيا، ويدعو الى تفعيل الحوار بين الاسلام والغرب وقال: ” ان تحامل بعض الدول الاوروبية على اللاجئين المسلمين ورفض استقبالهم يُعد تمييزا عنصريا منبوذا”.. وتأتي دعوة الرئيس الاذري بالتزامن مع دعوات سابقة لضرورة التقريب بين اتباع الاديان والحضارات، ومن المتوقع ان يقوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأذري الهام علييف بجولة مشتركة في العالم الاسلامي للتقريب بين مذهبي السنة والشيعة.
أجواء المؤتمر كانت ايجابية وأذربيجان التي قفزت في السنوات العشر الماضية قفزات نوعية في مجال الاستثمارات الواسعة والبنية التحتية التي تعكسها مدينة باكو الجميلة والنظيفة والمزدهرة .. ولكن تراجع اسعار النفط في اذربيجان وذلك انعكاسا لتراجع اسعار النفط العالمي جعل الاذريين يراجعون الكثير من المشاريع الطموحة التي جرى التحضير لها.
السفير الأذري في عمان صابر اغابايوف والذي رافق وفدنا طوال الزيارة، ظل حريصا على أن يضعنا في صورة نشاطات الدولة الأذرية وتطور علاقاتها مع الاردن، حيث كانت اذربيجان ايضا قد استقبلت باهتمام ممثل مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير “العميد المهندس محمد موسى الهباهبة” المدير العام للمركز في زيارة تستهدف تسويق صناعات دفاعية عسكرية اردنية في اذربيجان، وقد لمس الممثل مدى الاهتمام الذي يوليه الاذريون لهذه الصناعات وذلك من خلال توجيهات رئيس الجمهورية.
وكانت اذربيجان في يوم انعقاد منتدى باكو الدولي الانساني تحضر نفسها لاستقبال قداسة البابا فرنسيس في باكو والذي وجه الى ضرورة ان يعُم السلام منطقة القوقاز، وان يجري حل الصراع الاذري – الارمني بالطرق السلمية.
من الجدير ذكره ان اهتمامي بالشؤون الاذرية يرجع الى سنوات مبكرة، وقبل اكثر من ثلاثين سنة وقد زرت اذربيجان أكثر من سبع مرات، وكنت ألّفت كتابا شاملا عنها برعاية من وزارة الخارجية الاذرية ليوزع في العالم العربي، يُعرف باذربيجان في التاريخ والعلاقات العربية والاسلامية المبكرة مع اذربيجان منذ الفتح الاسلامي، وكذلك تطور اذربيجان المعاصرة واستقلالها بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي.
وعنوان الكتاب “أذربيجان عروس القزوين وبلاد النفط” وقد دعيت من وزارة الثقافة الأذرية في شهر نوفمبر تشرين الثاني القادم لإشهاره في حفل خاص لذلك.
السفير الأردني في اذربيجان نصار الحباشنة